| ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُ | وعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ |
| يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداً | بــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ |
| وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْ | بــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ |
| لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍ | أنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ |
| ويُــغَمِّضُ العينينِ حتى لا يرى | عــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ |
| ظــنَّ الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْ | و هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ |
| مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْ | فــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ |
| حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْ | بـــدأَ الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ |
| فــدعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِ | لــينالَ أجــرَ المُحسنينَ ويكسبُ |
| فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْ | وبــطونُهمْ أشهى الموائدِ تطلبُ |
| حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْ | كــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ |
| جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةً | بــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ |
| لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌ | فــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ |
| لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُها | فــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ |
| فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌ | وبــلونِها بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ |
عبدالناصر عليوي العبيدي
قصائد الشاعر العربي عبدالناصر عليوي العبيدي في مكتبة قصائد العرب.
اعترافات مفكر (تنويري)
| وخَــرْتِــيــتٌ لـــه ذيـــلٌ | كــمــا الأنــعــامِ والــعــيرِ |
| أهــالــي الــحــيّ تــعــرفُهُ | كــمــنــحرفٍ ومــغــمورِ |
| وتــخــرجُ مــنهُ أصــواتٌ | كــنــفْخِ الــنــارِ بــالــكيرِ |
| يٌــسَــمَّــى فـــي ثــقــافتِهمْ | ســفيهُ الــفكرِ (طَــنِّيري) |
| غـــدا الإعـــلامُ يُــبْرِزُه | كــمُــنْــفَــتِحٍ وتَــنــوِيــري |
| يــقــولُ أَتَــيتُ فــي عِــلمٍ | أتــى مــن مَحْضِ تفكيري |
| فــأهلُ الــضادِ قد عَجِزوا | وأَعْــيَــتْــهُمْ تــفــاســيري |
| فــهــمْ لــمْ يَــفهموا عَــبَثِي | وتَــخْــريفي وتــحــويري |
| وإنَّ الـــثـــاءَ أَنْــطِــقُــها | كــســينٍ فـــي تــعابيري |
| غـــدوتُ مُــفَــكِّراً عــلماً | كــبــدرٍ فـــي الــدّيــاجيرٍ |
| بـــيَ الإعـــلامُ مُــنشغـلٌ | وكــمْ يــسعى لــتصويري |
| دلــــيــلٌ أَنَّــهــمْ دُهِــشُــوا | بــتــحــليلي وتــنــظــيري |
| وظــــنُّــوا أنَّــنــي حَــبْــرٌ | خــبــيرُ فـــي الأســاطيرِ |
| فــجهلُ الــناسِ ســاعدَنِي | بــــلا عــــلــمٍ وتــدبــيرِ |
| وجــدتُ الــقومَ قــد زاغوا | ومـــالـــوا لــلــمــهــاذيرِ |
| فـــبـــتُّ الآنَ قُــدوَتَــهُــمْ | وقِــبْــلَةَ كـــلِّ مَــسْــحُورِ |
| أُسَـــوِّقُ فِــكْــرَتي قــمحاً | طــــعــامــاً لــلــزرازيــرِ |
| فــــهــذا بـــاتَ دَيــدَنَــهُمْ | ومَــنــهجَ كـــلِّ مَــشهُورِ |
| حــذارِ حــذارِ مِنْ ضَحِكٍ | عــلــى فِــكْــرِ الــنحاريرِ |
| ســتــوصفُ بَــعْدَهُ حَــتْماً | بــرَجــعــيٍّ وتــكــفــيري |