ولــقد أَطَــلَّ عَــلَى المَلَا (عِيْوَاظُ) | تَيْــسٌ تَــجَـمَّعَ حَـوْلَهُ الأَوْشَــاظُ |
يَــحْمُونَهُ مِــنْ كُلِّ خَصْمٍ غَاضِبٍ | وَكَـأَنَّــهُـمْ لِــنَـصَــالِهِ أَرْعَـــاظُ |
خَـرِقٌ غَــبِيٌّ أَحْــمَقٌ لا يَــرْعَوِي | عَــيَّـتْ بِــوَصْفِ غَـبَائِهِ الأَلْــفَاظُ |
فَـإِذَا تَــفَلْسَفَ مُــطْلِقًا لِــنَبِيبِهِ | مُــتَــفَــاخِرًا وَكَـــأَنَّــهُ لَــظَـلَّاظُ |
وَلَــطَـالَمَا نَــطَــقَ الـكَلامَ مُــثَأْثِئًا | لِــيُـصَفِّقَ الــجُـهَّالُ وَالأَفْــظَــاظُ |
وَإِذَا تَــنَـحْنَحَ لِــلْقَطِيعِ مُــضَأْضِئًا | تُـحْنَى الـرِّقَابُ وَتَغْمُضُ الأَلْحَاظُ |
وَبِــهِ تَــغَنَّى كُـلُّ جَـدِيٍّ شَــاعِرٍ | وَتَــحَـذْلَقَ الــخِـرْفَانُ وَالــوُعَّاظُ |
قَـالُوا أَتَـتْهُ مِـنَ الــسَّمَاءِ رِسَــالَةٌ | فَـلِـمِثْلِ هَـذَا يَــحْــفَظُ الــحُــفَّاظُ |
حَـتَّى ظَــنَنَّا جَــازِمِــينَ بِــأَنَّــهُ | فِــي الــمَوْسِمِ الآتِـي يُـقَامُ عُكَاظُ |
كَـالْعِيرِ أَتْـعَبَهَا الْـمَسِيرُ يَـقُودُهَا | حَــادٍ عَـلَـتْهُ غُــبْــرَةٌ وَغِــنَــاظٌ |
فَـإِذَا تَـأَفَّفَتِ الـمَعِيزُ أَوْ اشْــتَكَتْ | حَـامِي الـحِمَى مِـنْ فِعْلِهِمْ يَغْتَاظُ |
يَــبْـدُو كَـقِـرْدٍ قَــدْ تَـحَرَّقَ ذَيْـلُهُ | حَـوَلٌ أَصَـابَ عُــيُونَهُ وَجِــحَاظُ |
وَيُــبَرِّزُ الــقَرْنَيْنِ مِـثْلَ عَـرَنْـدَسٍ | وَيَـــــؤُزُّهُ مُــتَــمَــلِّقٌ لِـعْـمَـاظُ |
يُـزْجِي الجَحَافِلَ وَالجُّيُوشَ لِقَتْلِهِمْ | فــيَقُودُهَا صُـفْرُ الــوُجُوهِ غِــلَاظُ |
وَكَـأَنَّ هُــولَاكُــو يَــعُودُ مُــجَدَّدًا | وَبِـهِ تَــفَـاخَرَ سُــوقَـةٌ وَجِــعَاظُ |
فَـيَقُولُ لا تَـرْحَمْ قَـطِيعًا سَــيِّدِي | فِــيــهِ عَــمِـيلٌ خَـائِــنٌ جَـــوَّاظُ |
فَـإِذَا بِــهِ جَـمْعُ الــنِّيَامِ تَــأَثَّرُوا | سَــيَحِلُّ مِـنْ بَـعْدِ الـكَرَى إِيـقَاظُ |
هَـرْجٌ ومَـرْجٌ قَـدْ يُــشَتِّتُ شَمْلَنَا | هَـلَــعٌ يُــصِـيبُ ذُيُـولَنَا وَكِــظَاظُ |
أَنْــزِلْ عَــذَابَ الـهُوْنِ فَوْقَ إِهَابِهِ | جَـمْــرٌ يُـحَـرِّقُ جِــلْدَهُ وَشَــوْاظُ |
لِــيَكُونَ لِــلْـبَاقِينَ أَفْــضَلَ عِــبْرَةٍ | فَـهُـوَ الـمُجَرِّبُ قَـدْ أَتَــاهُ لَــمَاظُ |
رَدَّ المُحَرِّضُ يَا رِفَـاقَ ألا اصبروا | وتَـحَمَّلُوا وَتَـذَكَّرُوا مَــنْ فَــاظُوا |
يَـا قَوْمُ إِنْ ظَفِرَ التُّيُوسُ بِإِرْضِكُمْ | شَــتُّوا عَــلَى أَحْـلامِكُمْ وَاقْــتَاظُوا |
أَخْـشَى عَلَيْكُمْ مِنْ نَصِيحَةِ حَاقِدٍ | أَوْ أَنْ يُــفَـرِّقَ جَـمْـعَكُمْ تِــلْــمَاظُ |
لا تَـضْعُفُوا أَبَــدًا وَلا تَـسْتَسْلِمُوا | مَــا خَــابَ مَــنْ نَيْلِ المُنَى مِلْظَاظُ |
عبدالناصر عليوي العبيدي
قصائد الشاعر العربي عبدالناصر عليوي العبيدي في مكتبة قصائد العرب.
النساء والبطيخ
إنَّ الــجَمِيعَ بِــبَحْرِهِنَّ يَــضِيعُ | وَلَــوِ ادَّعَــى فِي فَهْمِهِنَّ ضَلِيعٌ |
الــخَوْدُ كَــالبِطِّيخِ يَزْهُو ظَاهِرًا | وَالــقَلْبُ بَعْضُ صِفَاتِهِ التَّنْوِيعُ |
إِنْ كَانَ أَحْمَرَ نَالَ بَعْضَ مُرَادِهِ | وَإِذَا سِـــوَاهُ رَفِــيقُهُ الــتَّرْوِيعُ |
يَــا شَــارِيَ البِطِّيخِ كُنْ مُتَيَقِّظًا | بَــعْدَ الشِّرَاءِ سَيَصْعُبُ التَّرْجِيعُ |
فتنة الدجال
أَهْــلُ القَتيلِ مُطارَدونَ لأَنَّهُمْ | باتُوا الجُناةَ بِعُرْفِ أَهْلِ النَّارِ |
والقاتِلُ المَلْعُونُ يَصْرُخُ باكِيا | بَــيْنَ الــجُموعِ مُطالِباً بِالثَّارِ |
فَــالأَعْوَرُ الدَّجَّالُ أَحْدَثَ فِتْنَةً | لِــيُخِلَّ بِــالمِقْياسِ وَالــمِعْيارِ |
لا تَخْشَ يَوْماً مِنْ عَدُوٍّ ظاهِرٍ | بَــلْ مِــنْ عَــدُوٍّ ساكِنٍ بِالدَّارِ |
أُدْعُــوا الإِلَــهَ بِأَنْ يُسَلِّمَ أَهْلَنَا | مِــنْ خُبْثِ هذا الماكِرِ الغَدَّارِ |
إباء الصقور
يــكادُ الصقرُ أنْ يَفنَى سُعَاراً | ويــأنَفُ جِــيفَةً عِــندَ اَلْعُقَابِ |
وَيَــبْقَى دَائِــمًا شَــهْمًا كَرِيمًا | يُــخَالِفُ كُــلَّ ذِي ظُفْرٍ وَنَابِ |
يَــعَافُ مَــوَائِدَ اَلْأَنْــذَالِ زُهْدًا | إِذَامَــا اَلــنَّاسُ دَفَّــتْ كَالذُُّبَابِ |
يَـــرُومُ اَلــطَّيِّبَاتِ وَلَا يُــبَالِي | إِذا اَلْــجَنَبَاتُ شُكَّتْ بِالْحِرَابِ |
فَمَنْ يَرْضَعْ حَلِيبَ اَلْعِزِّ طِفْلاً | يَــعِشْ حُــرًّاعَزِيزًا لَا يُحَابِي |
وَمَــنْ لِــلْأُسْدِ دَوْمًــا كَانَ نِدًّا | مُــحَالٌ يَرْتَجِي فَضْلَ اَلْكِلَابِ |
دَعِ اَلْأَنْــذَالَ تَــأْكُلُ مِنْ حَرَامٍ | وَتَــرْفُلُ بِــالْحَرِيرِ مِنَ اَلثِّيَابِ |
فَلَمْ تَخْفِ اَلثِّيَابُ ذُيُولَ خِزْيٍ | وَإِنْ أَخْــفَتْ ذُيُــولاً لِــلدَّوَابِ |
فَــمَنْ بِالْحَيِّ يَعْرِفُ كُلَّ لِصِّ | وَعَــاهِــرَةٍ تَــخَــفَّتْ بِــالنِّقَابِ |
سَــيَبْقَى اَلْخِزْيُ لِلْأَجْيَالِ إِرْثًا | وَلَوْ فَلَتَ الخَسِيسُ مِن اَلْعِقَابِ |
لصوص الشعر
وَقَدْ يَسْطُو عَلَى الأَشْعارِ لِصُّ | إِذا أَغْـــواهُ بِــالإِعْجابِ نَــصٌُ |
فَــيَــنْــحَلُهُ وَيَــنْــسُبُهُ سَــرِيــعاً | كَــأَنَّ الــشِّعْرَ مَــغْنَمَةٌ وَقَــنْصُ |
وَيَــفْعَلُ ذاكَ مُــخْتَتِلٌ مَرِيضٌ | تَــهيجُ بــنَفْسِهِ عُــقَدٌ وَ نَــقْصُ |
فــلَمْ يُــتْقِنْ مِنَ الأَشْعارِ بَحْرًا | وَكُــلُّ كَــلامِهِ خَــرْطٌ وخَبْصُ |
فَـــإِنَّ الــشِّــعْرَ مَــوْهِبَةٌ وَفَــنٌّ | كَــلَامٌ قَــيِّمٌ مَــا فِــيهِ رُخْــصٌ |
وَبَــحْرُ الــشِّعْرِ لُــجِّيٌّ عَــميق | وَإِنَّ الــشِّعْرَ إِبْــحارٌ وَغَــوْصٌ |
وَباتَ اللِّصُّ أَهْلَ الدَّارِ يَشْكُو | وَيَــبْدُرُ مِــنْهُ إِصْرارٌ وَحِرْصُ |
فَــكَمْ قَدَحَ الْعَواهِرُ فِي عَفِيفٍ | وَعابَ على بَهِيِّ الوَجْهِ بُرْصُ |
لِــنَلْفِظْ، كُــلَّ مُــخْتَلِسٍ دَعِــيٍّ | يُــخالِجُ فِــكْرَهُ هَوَسٌ وَرَعْصُ |
إِذا عَــصَفَتْ رِياحُ الْحَقِّ يَوْماً | فَلَنْ يقوى على الأَرْياحِ دِعْصُ |
رِداءُ الــشِّعْرِ لَــنْ يَــبْقى نَقِيًّا | إِذا مـــا مَــسَّهُ دَرَنٌ وَعَــفْصُ |
من استحوا قد ماتوا
أَيْــنَ الَّــذِينَ تَــفَلْسَفُوا وَتَمَنْطَقُوا |
وَلَــهُمْ (كَفُرْسَانِ الهَوَا) صَوْلاتُ |
هُمْ يَلْدَغُونَ مَدَى الزَّمَانِ جُلُودَنَا |
لا يَــــهْــدَأُونَ كَــأَنَّــهُمْ حَــيَّــاتُ |
مَــا بَالُهُمْ صَمَتُوا وَزَالَ فَحِيحُهُمْ |
لَــمْ تَــخْتَلِجْ بِــحُلُوقِهِمْ أَصْــوَاتٌ |
كَالأَرْنَبِ الخَرْسَاءِ تَلْزَمُ جُحْرَهَا |
وَبِــهَا تَــمُرُّ الــخَيْلُ وَالــغَارَاتُ |
أَفَــلا تَسِيرُ مَعَ الجُمُوعِ خُيُولُهُمْ |
آنَ الآوَانُ وَحَــانَتِ الــفُرْصَاتُ |
كَــي تَسْتَعِيدَ سَلِيبَهَا مِنْ خَصْمِهَا |
فَــلِــمِثْلِ هَـــذَا تُــعْقَدُ الــرَّايَاتُ |
الــصَّمْتُ لَيْسَ بِطَبْعِهِمْ، فَتَرَاهُمُ |
فِــي كُــلِّ نَــازِلَةٍ لَــهُمْ بَصَمَاتُ |
الْــخَوْفُ أَخْرَسَهُمْ وَقَصَّ لِسَانَهُمْ |
وَضَجِيجَهُمْ شَهِدَتْ لَهُ السَّاحَاتُ |
فَغَدًا إِذَا زَالَ السَّحَابُ وَأَشْرَقَتْ |
شَــمْسٌ، تَــعُودُ لِعَهْدِهَا الدَّبكَاتُ |
عَــاشَ الَّذِينَ لِعُرْيِهِمْ لَمْ يَخْجَلُوا |
فَتَفَاخَرُوا، وَمَنِ اسْتَحَوْا قَدْ مَاتُوا |