وأَطْـعَـمْنَاهُ فــي يَــوْمٍ عَـسِيرِ | فَـهَــذَا طَـبْـعُـنَا وَبِــلا غُــرُورِ |
لـقَـدْ دَارَتْ بِـهِ الأَيَّــامُ حَـتَّـى | غَـــدَا كَـلْـبًـا قَـرِيـبًـا لِـلأَمِـيـرِ |
فَــرَاحَ يَـذْمُّـنَـا غَـمْـزًا وَلَـمْـزًا | كـما الـمَعْهُودُ مٍـنْ كَـلْبٍ عَقُورِ |
يَـقُـولُ طَـعَـامُنَا دِبْــسٌ وَدِهْـنٌ | لَـعَـمْرِي لَـيْسَ بِـالأَمْـرِ الـنَّكِيرِ |
فَـلَـمْ نَـعْـلَمْ بِـأنَّ الـضَّيْفَ بَـغْلٌ | يَـتُـوقُ إِلَـى الـنِّخَالَةِ وَالـشَّعِيرِ |
فـعُـذْرًا يـارقـيعُ عـلـى قـصورٍ | وَسَـامِحْنَا عَـلَى الـخَطَأِ الكَبِيرِ |
فَمِثْلُكَ في الحَظَائِرِ كَانَ يُرْمَى | وَيُـرْبَـطُ بِـالـعِقَالِ مَعَ الـحَـمِيرِ |
ظَـنَـنَّـا أَنَّــكُـمْ شَـخْـصٌ نَـبِـيـلٌ | فَـأَجْـلَـسْنَاكُمُ بَـيْـنَ الـحُـضُورِ |
قِرَى الأضيافِ عُرْفٌ في حِمَانا | فـأشْـبَعَ زادُنا غَـرْثى الـطيورِ |
ولــمْ يَـجْـحَدْ بـنا شَـهمٌ كـريمٌ | جُـحُودُ الحَقِّ مِنْ شِيَمِ الحَقِيرِ |
عبدالناصر عليوي العبيدي
قصائد الشاعر العربي عبدالناصر عليوي العبيدي في مكتبة قصائد العرب.
طقوس حب الحسين
أَحُــبُّ الحُسَيْنِ بِهَذِي الطُّقُوسْ .؟ | بِضَرْبِ الصُّدُورِ وَشَجِّ الرُّؤُوسْ |
وَلَــطْمِ الــخُدُودِ وَهَــيْلِ الــتُّرَابِ | وَيَــبْدُو الــجَمِيعُ بِــوَجْهٍ عَــبُوسْ |
إلامَ تــــظــلُّ كــعــبــدٍ ذلــيــلٍ | لِــنَعْلِ كبارِ اللُّصُوصِ تَبُوسْ.! |
وَتَــتْرُكُ كُــلَّ الــدروبِ الصحاحِ | وَتَمْضِي كَمَا العِيرُ خَلْفَ التُّيُوسْ |
لُصُوصٌ تَعِيشُ عَلَى الحزنِ دوماً | وَمَــا هَــمُّهَا غَــيْرُ جَــمْعِ الفُلُوسْ |
تُــــؤَجِّــجُ حِــقْــدًا لِــثَــأْرٍ قَــدِيــمٍ | وَتَــدْفَعُ جــيلاً لِــحَرْبِ الــبَسُوسْ |
حُــسَــيْنٌ يَــثُــورُ لأَجْــلِ الــسَّلامِ | وَلَــمْ يَــدْعُ يَوْمًا لِحَرْبٍ ضَرُوسْ |
حُــسَــيْنٌ حَــفِــيدُ نَــبِــيٍّ كَــرِيــمٍ | أَتَــى كــي يُــحَرِّرَ كُــلَّ الــنُّفُوسْ |
بِــدِيــنٍ صَــحِيحٍ جَــلِيٍّ صَــرِيحٍ | بَــدَا وَاضِــحًا كَوُضُوحِ الشُّمُوسْ |
حُــسَيْنٌ إِمَــامُ الــهُدَى فِــي الأنامِ | حـــريٌّ لــتؤخذَ مِــنهُ الــدروسْ |
فــكــيفَ اقــتــفاءُ خــطاهُ ونــحنُ | نــقــيمُ الــشَّعَائِرَ مــثلَ الــمَجُوسْ |
عالم المصالح
نَــعِيشُ فــي عَــالَمٍ خــالٍ مِنَ القِيَمِ | يَــحْمِي الــعَمَلَّسَ لا يَــهْتَمُّ بِــالغَنَمِ |
يَــقُولُ لا تَــقْلَقُوا ما عَادَ مِنْ خَطَرٍ | خَفَّتْ لَدَى السِّيدِ طَوْعًا شَهْوَةُ النَّهَمِ |
أَلا تَـــرَوْنَ بِـــأنَّ الــذِّئْبَ مُــبْتَسِمٌ | وَيَــنْشُرُ الــسِلْمَ فــي الآفَاقِ والأَكَمِ |
أَعْــطَى وُعُــودًا بِــألَّا يَــعْتَدِي أَبَدًا | وَهْــوَ الَّــذِي بَرَّ في مَاضِيهِ بِالقَسَمِ |
إِلّا إِذَا غَــبَّــرَ الــخِرْفَانُ مَــخْدَعَهُ | وَلَــمْ يَــعُدْ قَــادِرًا يقوى على الأَلَمِ |
وَكَيْفَ يُؤْمَنُ مَنْ سَاءَتْ مَرَاضِعُهُ | وَالــغَدْرُ يَكْمُنُ في الأَطْبَاعِ والشِّيَمِ |
كُــلُّ الــثَعَالِبِ لِــلسِّرْحَانِ مُــهْطِعَةٌ | تُــبْدِي الــنَّدَامَةَ عَــمَّا قِيلَ مِنْ تُهَمِ |
وَهْوَ الضَّعِيفُ الَّذِي تَحْمِيهِ كَوْكَبَةٌ | أَرَاذِلُ الخَلْقِ في الأَمْصَارِ والأُمَمِ |
كَــأَنَّــهُ الــبَدْرُ وَالأَجْــوَاءُ حَــالِكَةٌ | وَمَا سِوَاهُ سَيَهْدِي النَاسَ في الظُّلَمِ |
مَا لِلْخِرَافِ سِوَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ | فَــلْيَسْتَعِينُوا بِــرَبِّ الــبَيْتِ وَالحَرَمِ |
مَــنْ يَردُفِ القولَ بالأفعالِ مُلتزماً | لاَ بُــدَّ مُــنتصراً. يَــرْقى إِلَى القِمَمِ |
التباهي بالأغراب
وُجُوهٌ مِنْ صَفِيقِ الْقَوْلِ شَاهَتْ | مَعَ الـسُّفَهَاءِ في فُحشٍ تَمَاهَتْ |
وَبَــاتـتْ بَعْرَةً فِي إسْـتِ عِلْـجٍ | إِذَا مَــا يَضْرِطُ الْمَتْبُوعُ هَاهَتْ |
تُــصَــفِّقُ لِــلْمَذَلَّةِ فِــي حِــمَاهَا | ذُيُــولٌ فِــي ظَــلَامِ الْغَيِّ تَاهَتْ |
وَتَــفْخَرُ بِــالْعُلُوجِ بــكُلِّ خَطْبٍ | كَــعَــاهِرَةٍ بِــجَــارَتِهَا تَــبَاهَتْ |
وَقَــدْ بَــلَغَتْ بِسَبْقِ الْعَهْرِ شَأوًا | لِكُلِّ وَضِيعَةٍ فِي الْخَلْقِ ضَاهَتْ |
تَــمَادَتْ فِي الْجَرِيمَةِ دونَ لأيٍ | تُــحَضُّ عَلَى الرَّذِيلَةِ مَا تَنَاهَتْ |
وَتَخْرُجُ مِنْ رَدِيءِ الْحَالِ تَبكي | كَبُومٍ فِي خَرَابِ الأَرْضِ نَاهَتْ |
الطبال
أَهْــلُ الْــمَعَازِفِ أَتْــقَنُوا أَدْوَارَهُمْ | وَعَــلَــى الْــجَمِيعِ تَــفَوَّقَ الــطَّبَّالُ |
ذَاكَ الْــمُــجَوَّفُ لَا عَــقِيدَةَ عِــنْدَهُ | الــسَّــوْطُ يَــمْلِكُ صَــوْتَهُ وَالْــمَالُ |
فَــتَــرَاهُ يَــجْعَلُ خَــائِفًا مُــسْتَسْلِمًا | بَــطَــلًا تَــخَافُ لِــقَاءَهُ الْأَبْــطَالُ |
مَــعَ أَنَّــهُ يَــخْشَى الــلِّقَاءَ بِــحُرَّةٍ | إِنْ لَـــمْ تُــكَــبِّلْ كَــفَّهَا الْأَغْــلَالُ |
كَـــمْ لَــمَّعُوا نَــعْلًا عَــتِيقًا بَــالِيًا | حَــتَّــى ظَــنَــنْتُ بِــأَنَّــهُ جِــنِرَالُ |
لَوْ ثَعْلَبُ الصَّحْرَاءِ، (رُومِلُ) ذَاتُهُ | ذَاكَ الَّـــذِي قِــيلَتْ بِــهِ الْأَقْــوَالُ |
لَاقَــى الْــهِزَبْرَ أَبَا الْفَوَارِسِ مَرَّةً | مَـــاتَ ارْتِــعَــابًا أَوْ أَتَــاهُ خَــبَالُ |
أَوْ (مُــونْتَغَمْرِي) قَــدْ يَفِرُّ مُوَلْوِلًا | إِنْ مَـــا أَتَـــاهُ الْــفَــاتِكُ الْــقَــتَّالُ |
وَهُــوَ الَّــذِي أَضْــحَى ذَلِيلًا تَابِعًا | وَبِــــأَهْــلِــهِ يَــتَــحَــكَّــمُ الْأَرْذَالُ |
حَــتَّــى الْــهَزَائِمُ خُــطَّةٌ مــحْبوكَةٌ | لَـــمْ يُــدْرِكُــوا أَبْــعَادَهَا الْــجُهَّالُ |
قَــدْ كَــادَهَا الــلَّيْثُ الــسَّبَنْتَى لِلْعِدَا | حَــتَّى تُــمَرْطِلَ جَــيْشَهُمْ أَوْحَــالُ |
مِــمَّــا يُــسَهِّلُ مَــوْتَهُمْ وَهَــلَاكَهُمْ | فَــبِــأَرْضِنَا تَــتَــسَارَعُ الْآجَـــالُ |
عَــمْرٌو وَسَــعْدٌ وَالــزُّبَيْرُ وَخَــالِدٌ | فِــي سَــيْلِ صَاحِبِهِمْ هُمُ الْأَوْشَالُ |
كَــلِمَاتُهُ الْــجَوْفَاءُ لُــغْزٌ غَــامِضٌ | فِــيــهَا يَــحَــارُ الْــفُطْنُ وَالْــعُقَّالُ |
فَــبِهَا مِــنَ الْــفِكْرِ الْــعَمِيقِ مَنَارَةٌ | تَــسْرِي عَــلَى أَضْــوَائِهَا الْأَجْيَالُ |
إِنِّي لَأَضْحَكُ مِنْ عَقَاعِقَ عَقْعَقَتْ | بِــهُــرَائِهَا مَــا صَــدَّقَ الْأَطْــفَالُ |
سَــبَقُوا مُــسَيْلِمَةَ الْــكَذُوبَ بِــفَنِّهِمْ | مِـــنْ كِــذْبِــهمْ يَــتَــعَلَّمُ الــدَّجَّــالُ |
يَـــا أُمَّــةً لِــلْجَهْلِ بَــاتَتْ مَــرْتَعًا | وَبِــأَرْضِهَا قَــدْ سَــاءَتِ الْأَحْوَالُ |
مِــنْ أَلْــفِ عَامٍ كَسَّرَتْ أَصْنَامَهَا | وَالْآنَ يَــسْــعَى خَــلْفَهَا الــضُّلَّالُ |
كُــلُّ الشُّعُوبِ تَطَوَّرَتْ وَتَحَرَّرَتْ | هَــلْ يَــا تُــرَى يَــتَحَرَّرُ الْأَنْذَالُ؟ |
الذئاب لايتغير طبعها
ثُـعَـلُ الذِّئَابِ تغَـيَّرَتْ أشْكَالُهَا | كي تُـخْفِيَ الأَذيالَ بِالبَدْلَاتِ |
سَرَقَتْ رَغِيفَ الْخُبْزِ فِي رَأْدِ الضُّحَى | حَتَّى أصَيْصَ الْوَرْدِ فِي الشُّرُفَاتِ |
وَالْآنَ تُغْـدِقُ بِالْوُعُودِ لَعَـلَّهَا | تَـلْقَى الْقَبُولَ وذاكَ من هيهاتِ |
وَلِكَيْ تُكَفِّرَ عَنْ صَقِيعِ شِـتَائِهَا | رَاحَتْ تُـبَـشِّرُ بِالرَّبِيعِ الآتِي |
وَالغَدْرُ يَبْدُو فِي بَرِيقِ عُيُونِهَا | وَتَكَادُ تُخْفِي الشَّرَّ بِالبَسَمَاتِ |
أَتُـصَدِّقُ الأَغْنَامُ ذِئْـبًا مَاكِـرًا | أَكَلَ الخِرَافَ وَرَاودَ النَّعجَاتِ |
أَمْ أَنَّ ذَاكِرَةَ القَـطِيعِ ضَعِـيفَةٌ | تَـنْسَى الأَسَى وَتُكَرِّرُ الخَطوَاتِ |
أَمَّا الذِّئَـابُ فَـلَا تُغَيِّرُ طَبْعَهَا | فالشََرُّ يَجثِمُ داخلَ الـنّيَّاتِ |
مهما تُـرَدِّدْ من كـلامٍ ناعمٍ | لَنْ تَـخْدَعَ الْـعُقَلَاءَ بِالْخُطْبَاتِ |
سـيـظلُّ ذيلُ الكلبِ مُعْوَجًّا ولو | أَبْـقَـيْـتَهُ فـي قَـالِـبٍ سـنواتِ |