رأيت بلالا يشتري بتلاده

رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِمَكَارِمَ فَضْلٍ لا تَنَالُ فَواضِلُهْ
هُوَ المُشْتَرِي مَا لا يُنَالُ بما غَلامِنَ المَجدِ، والمَنضُولُ رَامٍ يُناضِلُهْ
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسْعاةَ مَا قَدْ بَنى لهأبُوهُ أبُو مُوسى تَصَعّدْ أوائِلُهْ
رَأيْتُ أكُفّاً قَصّرَ المَجدُ دُونَهاوَكَفّا بِلالٍ فِيهِمَا الخَيرُ كامِلُهْ
هُما خَيرُ كَفّيْ مُستَغاثٍ وَغٍيرِهِإذا ما بَخِيلُ القَوْمِ عَرّدَ نَائِلُهْ
يُطِيعُ رِجَالٌ نَاهِياتٍ عن العُلىوَيَأبى بِلالٌ ما تُطَاعُ عَوَاذِلُهْ
فتىً يهَبُ الجُرْجُورُ، تحتَ ضُرُوعِهابَناتُ دَجُوجيٍّ، صِغارٌ جَواثِلُهْ
جَرَى مِنْ مَدىً فوْقَ المئِينَ فلم تجدْلَهُ إذْ جَرَى منهُنّ فَحْلاً يُقابِلُهْ
وَجَاءَ، وَما مَسّ الغُبَارُ عِنَانَهُمُلِحّاً على الشّأوِ البَعِيدِ مَناقِلُهْ
فدُونَكَ هَذي يا بِلالُ، فَإنّهَاإلَيْكَ بما تَنْمي الكَرِيمَ أوائِلُهْ
شعر الفرزدق

هتمت قريبة يا أخا الأنصار

هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِفَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ
وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذيأصْبَحَتْ فِيهِ مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ
إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَاوَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ
ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماًمَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ
وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُلَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ
وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْعَنْهُ الغَشِيمَةُ آخِرَ الأعْصَارِ
وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِوَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي
وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِمِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ
طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَايَعظِ العَزِيمَةِ مُحْصَدِ الأمْرَارِ
مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِإنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ
لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌدُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ نَظارِ
وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌمُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ
مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاًمُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ
يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُكَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ
قصيدة شعر للفرزدق

إن يك سيف خان أو قدر أبى

إنْ يكُ سَيْفٌ خانَ أوْ قَدَرٌ أبَىوَتأخيرُ نَفْسٍ حَتفُها غَيرُ شاهِدِ
فسَيْفُ بَني عَبْسٍ وقَد ضرَبوا بِهِنَبَا بيَدَيْ وَرْقاءَ عَنْ رَأسِ خالِدِ
كذاكَ سُيُوفُ الهندِ تَنبو ظُبَاتُهاوَيَقْطَعْنَ أحياناً نِيَاطَ القَلائِدِ
وَلَوْ شِئْتُ قَدَّ السّيفُ ما بَينَ أنْفِهِإلى عَلَقِ تحتَ الشّرَاسيف جامد
قصيدة شعر الفرزدق

أيا جبل الدوم الذي في ظلاله

أَيا جَبَلَ الدومِ الَّذي في ظِلالِهِغَزالانِ مَكحولانِ مُؤتَلِفانِ
غَزالانِ شَبّا في نَعيمٍ وَغِبطَةٍمِنَ الناسِ مَذعورانِ مُحتَبِسانِ
خَليلَيَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُماوَأَمّا عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلاني
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ آتٍ دِيارَهابِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقانِ
إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ قالَ صَحابَتيلَقَد أولِعَت عَيناكَ بِالهَمَلانِ
نَأَت دارُهُم عَنّي وَفَرَّقَ بَينَناجَرائِرُ جَرَّتها يَدي وَلِساني
فَأَصبَحتُ عَنهُم أَجنَبِيّاً وَلَم أَكُنكَذاكَ عَلى بُعدٍ وَنَحنُ دَواني
وَكَم مِن هَوىً لا يُستَطاعُ طِلابُهُأَتى دونَهُ مَرٌّ مِنَ الحَدَثانِ
وَعَزَّيتُ نَفسي وَهيَ بَينَ صَبابَةٍتَجودُ وَهَل لي بِالفُراقِ يَدانِ
طَوى السِرَّ في نَفسي عَنِ الناسِ كُلِّهِمضُلوعٌ عَلى ما يَحتَوينَ حَواني
إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةًمِنَ السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ
شعر قيس بن الملوح

وأشرفت من بتران أنظر هل أرى

وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرىخَيالاً لِلَيلى رايَةً وَتَرانِيا
فَلَم يَترُكِ الإِشرافُ في كُلِّ مَرقَبٍوَلا الدَمعُ مِن عَينَيكِ إِلّا المَواقِيا
قصيدة شعر لقيس بن الملوح

ما زلت أرمي الكلب حتى تركته

ما زِلْتُ أرْمي الكَلبَ حتى تَرَكْتُهُكَسِيرَ جَناحٍ مَا تَقُومُ جَبايِرُهْ
فأقْعَى على أذْنابِ ألأمِ مَعْشَرٍعلى مَضَضٍ مني، وَذَلّتْ عَشائِرُهْ
أخو الحَرْبِ إنْ عَضّتْ به فَلّ نابهاوَسَبّاقُ غاياتٍ وَمَجْدٍ يُساوِرُهْ
أشعار الفرزدق