هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ، | فحتى متى ياعينُ ، دمعكِ هامعُ ؟! |
ألمْ يَنهكِ الشّيبُ الذي حَلّ نازِلاً؟ | وَللشَيْبُ بَعدَ الجَهلِ للمَرْء رَادع! |
لئنْ وصلتْ ” سلمى ” حبالَ مودتي | فإنَّ وشيكَ البينِ ، لا شكَّ ، قاطعُ |
و إنْ حجبتْ عنا النوى ” أم مالكٍ “ | لَقَدْ سَاعَدَتْهَا كِلّة ٌ وَبَرَاقِع! |
و إن ظمئتْ نفسي إلى طيبِ ريقها | لقدْ رويتَ بالدمعِ مني المدامعُ |
وَإنْ أفَلَتْ تِلْكَ البُدورُ عَشِيّة ً، | فإنَّ نحوسي بالفراقِ طوالعُ |
وَلمّا وَقَفْنا لِلْوَدَاعِ، غَدِيّة ً، | أشارتْ إلينا أعينٌ وأصابعُ |
وَقالت: أتَنْسَى العهدَ بالجِزْعِ وَاللّوَى | و ما ضمهُ منا النقا والأجارعُ ؟ |
وَأجرَتْ دمُوعاً من جُفونٍ لِحَاظُها | شِفَارٌ، على قَلبِ المُحبّ قَوَاطِع |
فقلتُ لها : مهلاً ! فماالدمعُ رائعي ، | وَمَا هُوَ للقَرْمِ المُصَمِّمِ رَائِع! |
لَئنْ لمْ أُخَلّ العِيسَ وَهْيَ لَوَاغِبٌ | حدابيرَ ، منْ طولِ السرى ، وظوالعُ |
فما أنا منْ ” حمدانَ ” في الشرفِ الذي | لَه مَنْزِلٌ بَينَ السّمَاكَينِ طَالِع |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعو بهِ
و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعو بهِ ، | حَتى الصّبَاحِ، وَقد أقضّ المضْجَعُ |
لا همَّ ، إنَّ أخي لديكَ وديعة ٌ | مني وليسَ يضيعُ ما تستودعُ ! |
مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ
مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ، | وصدركَ الدهناءُ ، بلْ أوسعُ |
وَقَلْبُكَ الرّحْبُ الّذِي لَمْ يَزَلْ، | للجدِّ والهزلِ ، به موضعُ |
رفهْ بقرعِ العودِ سمعاً ، غدا | قرعُ العوالي جلَّ ما يسمعُ |
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ ” بالسٍ”
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ ” بالسٍ” | فإنَّ لها عندي يداً لا أضيعها |
أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها ، | إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَ ربوعها |
أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَ رحلة ٍ | تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها ؟ |
فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌ نِزَاعُه، | وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌ نُزوعُهَا |
لحَى الله قَلْباً لا يَهِيم صَبَابَة ً | إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُ دُمُوعُهَا |
أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ
أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ، | و الماءُ في بركِ البديعِ ، |
و إذا الرياحُ جرتْ عليـ | ـهِ في الذهابِ وفي الرجوعِ ، |
نثرتْ على بيضِ الصفا | ئِحِ بَيْنَنَا حَلَقَ الدّروعِ |
لمثلها يستعد البأس والكرم
لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ | وفي نظائرها تستنفدُ النعمُ |
هِيَ الرّئَاسَة ُ لا تُقْنى جَوَاهِرُهَا | حتى يخاض إليها الموتُ والعدمُ |
تقاعسَ الناسُ عنها فانتدبتَ لها | كالسيفِ ، لا نكلٌ فيهِ ولا سأمُ |
ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها | حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ |
شكراً فَقَدْ وَفَتِ الأيّامُ ما وَعَدَتْ | أقرَّ ممتنعٌ ؛ وانقادَ معتصمُ |
وَمَا الرّئَاسَة ُ إلاّ مَا تُقِرّ بِهِ | شمسُ الملوكِ ، وتعنو تحتهُ الأممُ |
مَغَارِمُ المَجْدِ يَعْتَدُّ الملوكُ بها | مَغَانِماً في العُلا، في طَيّهَا نِعَمُ |
هذي شيوخُ “بني حمدانَ ” قاطبة ً | لاذوا بدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاعتَصَموا |
حلوا بأكرمِ منْ حلَّ العبادُ بهِ | بحَيثُ حَلّ النّدى وَاستَوثَقَ الكَرَمَ |
فكُنتَ مِنْهُمْ وَإنْ أصْبَحتَ سيّدَهم | تواضعُ الملكِ في أصحابهِ عظمُ |
شيخوخة ٌ سبقتْ ، لا فضلَ يتبعها | وَلَيْسَ يَفضُلُ فِينا الفاضِلُ الهَرِمُ |
ولمْ يفضلْ ” عقيلاً ” في ولادتهِ | عَلى عَليٍّ أخِيهِ، السّنُّ وَالقِدَمُ |
وكيفَ يفضلُ منْ أزرى بهِ بخلُ | وقعدة ُ اليدِ ، والرجلينِ ، والصممُ |
لا تنكروا ، يا بنيهِ ، ما أقولُ فلنْ | تُنسَى التِّرَاتُ وَلا إن حالَ شَيخُكُمُ |
كادَتْ مَخَازِيهِ تُرْدِيهِ فَأنْقَذَهُ | منها ، بحسنِ دفاعٍ عنهُ ، عمكمُ |
أسْتَوْدِعُ الله قَوْماً، لا أُفَسّرُهُمْ | الظالمينَ ، ولوْ شئنا لما ظلموا |
القائلينَ ، ونغضي عن جوابهمُ | وَالجَائِرِينَ، وَنَرْضَى بالذي حكَموا |
إني ، على كلِّ حالٍ ، لستُ أذكرهمْ | إلاّ وَللشّوقِ دَمعي وَاكِفٌ، سَجِمُ |
الأنفسُ اجتمعتْ يوماً ، أو افترقتْ | إذا تَأمّلتَ، نَفسٌ، وَالدّمَاءُ دَمُ |
رَعَاهُمُ الله، مَا نَاحَتْ مُطَوَّقَة ٌ | وَحاطَهُمْ، أبَداً، مَا أوْرَقَ السَّلَمُ |