| أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِ صَاحِبُ |
و للنومِ مذْ بانَ الخليطُ مجانبُ |
| وَمَا أدّعِي أنّ الخُطُوبَ تُخِيفُني |
لَقَدْ خَبّرَتْني بِالفِرَاقِ النّوَاعِبُ |
| و لكنني ما زلتُ أرجو وأتقي |
وَجَدَّ وَشِيكُ البَيْنِ وَالقَلْبُ لاعِبُ |
| و ماهذهِ في الحبِّ أولَ مرة ٍ |
أسَاءَتْ إلى قَلبي الظّنُونُ الكَوَاذِبُ |
| عليَّ لربعِ ” العامرية ” وقفة ٌ |
تُمِلّ عَليّ الشّوْقَ وَالدّمعُ كاتِبُ |
| فلا ، وأبي العشاقِ ، ما أنا عاشقٌ |
إذا هيَ لَمْ تَلْعَبْ بِصَبرِي المَلاعِبُ |
| و منْ مذهبي حبُّ الديارِ لأهلها |
وَللنّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ |
| عتادي لدفعِ الهمِّ نفسٌ أبية ٌ |
وَقَلبٌ على مَا شِئتُ مِنْهُ مُصَاحِبُ |
| حَسُودٌ عَلى الأمرِ الذي هُوَ عَائِبُ |
وَخُوصٌ كأمْثَالِ القِسِيّ نَجَائِبُ |
| تكاثرَ لوامي على ما أصابني |
كأنْ لم تنبْ إلا بأسري النوائبُ |
| يقولونَ : ” لمْ ينظرْعواقبَ أمرهِ “ |
و مثلي منْ تجري عليهٍِ العواقبُ |
| ألألمْ يعلمِ الذلانُ أنَّ بني الوغى |
كَذاكَ، سَليبٌ بِالرّمَاحِ وَسَالِبُ |
| أرى ملءَ عيني الردى فأخوضهُ |
إذِ المَوْتُ قُدّامي وَخَلْفي المَعَايِبُ |
| وَإنّ وَرَاءَ الحَزْمِ فِيهَا وَدُونَهُ |
مَوَاقِفَ تُنْسَى دُونَهُنّ التّجَارِبُ |
| و أعلمُ قوماً لو تتعتعتُ دونها |
لأجهَضَني بالذّمّ مِنهُمْ عَصَائِبُ |
| و مضطغنٍ لمْ يحملِ السرَّ قلبهُ |
تَلَفّتَ ثمّ اغْتَابَني، وَهوَ هَائِبُ |
| تردى رداءَ الذلِّ لمَّـا لقيتهُ |
كما تتردى بالغبارِ العناكبُ |
| ومنْ شرفي أنْ لا يزالَ يعيبني |
حسودٌ على الأمرِ الذي هوَ عاتبُ |
| رَمَتْني عُيُونُ النّاسِ حَتّى أظُنّهَا |
ستحسدني ، في الحاسدينًَ ، الكواكبُ |
| فَلَسْتُ أرَى إلاّ عَدُوّاً مُحارباً، |
و آخرَ خيرُ منهُ عندي المحاربُ |
| وَيَرْجُونَ إدْرَاكَ العُلا بِنُفُوسِهِمْ |
وَلَمْ يَعْلَمُوا أنّ المَعَالي مَوَاهِبُ |
| فكمْ يطفئونَ المجدَ واللهُ موقدٌ |
وَكَمْ يَنْقُصُونَ الفَضْلَ وَاللَّهُ وَاهبُ |
| و هلْ يدفعُ الإنسانُ ما هوَ واقعٌ |
وَهَلْ يَعْلَمُ الإنسانُ ما هوَ كاسِبُ |
| و هلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِ غالبٌ |
وهلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِ هاربُ |
| عليً طلاب المجد من مستقره |
وَلا ذَنبَ لي إنْ حارَبَتني المَطالِبُ |
| وهلْ يرتجي للأمرِ إلا َّرجالهُ |
وَيأتي بصَوْبِ المُزْنِ إلاّ السّحائِبُ |
| و عنديَ صدقُ الضربِ في كلِّ معركٍ |
و ليسَ عليَّ إنْ نبونَ المضاربِ |
| إذا كانَ “سيفُ الدولة ِ” الملكُ كافلي |
فلا الحَزْمُ مَغلوبٌ ولا الخصْمُ غالِبُ |
| إذا اللَّهُ لَمْ يَحْرُزْكَ مِمّا تَخَافُهُ، |
عَليّ لِسَيْفِ الدّولَة ِ القَرْمِ أنْعُمٌ |
| وَلا سَابِقٌ مِمَّا تَخَيّلْتَ سَابِقٌ، |
ولاَ صاحبٌ مما تخيرتَ صاحبُ |
| أأجْحَدُهُ إحْسَانَهُ فيّ، إنّني |
لكافرُ نعمى ، إنْ فعلتُ ، مواربُ |
| لَعَلّ القَوَافي عُقْنَ عَمّا أرَدْتُهُ، |
فلا القولُ مردودٌ ولا العذرُ ناضبُ |
| و لا شكَّ قلبي ساعة ً في اعتقادهِ |
وَلا شَابَ ظَني قَطّ فِيهِ الشّوَائِبُ |
| تُؤرّقُني ذِكْرَى لَهُ وَصَبَابَة ٌ، |
وَتَجْذُبُني شَوْقاً إلَيْهِ الجَوَاذِبُ |
| وَلي أدْمُعٌ طَوْعَى إذا مَا أمَرْتُها، |
وَهُنّ عَوَاصٍ في هَوَاهُ، غَوَالِبُ |
| فلا تخشَ ” سيفَ الدولة ِ” القرمَ أنني |
سِوَاكَ إلى خَلْقٍ مِنَ النّاسِ رَاغبُ |
| فلا تُلبَسُ النّعمَى وَغَيرُكَ مُلبِسٌ، |
وَلا تُقْبَلُ الدنيَا وَغَيرُكَ وَاهِبُ |
| وَلا أنَا، مِنْ كُلّ المَطاعِمِ، طَاعِمٌ |
وَلا أنَا، مِنْ كُلّ المَشَارِبِ، شَارِبُ |
| وَلاَ أنَا رَاضٍ إنْ كَثُرْنَ مكاسِبي، |
إذا لمْ تكنْ بالعزِّ تلكَ المكاسبُ |
| و لا السيدُ القمقامُ عندي بسيدٍ |
إذا اسْتَنْزَلَتْهُ عَن عُلاهُ الرّغَائِبُ |
| أيَعْلَمُ مَا نَلْقَى ؟ نَعَمْ يَعْلَمُونَهُ |
على النأيِ أحبابٌ لنا وحبائبُ |
| أأبْقَى أخي دَمْعاً، أذاقَ كَرى ً أخي؟ |
أآبَ أخي بعدي ، منَ الصبرِآئبُ؟ |
| بنَفسِي وَإنْ لمْ أرْضَ نَفسِي لَرَاكِبٌ |
يُسَائِلُ عَني كُلّمَا لاحَ رَاكِبُ |
| قريحُ مجاري الدمعِ مستلبُ الكرى |
يُقَلْقِلُهُ هَمٌّ مِنَ الشوْقِ نَاصِبُ |
| أخي لا يُذِقْني الله فِقْدَانَ مِثْلِهِ! |
و أينَ لهُ مثلٌ ، وأينَ المقاربُ؟ |
| تَجَاوَزَتِ القُرْبَى المَوَدّة ُ بَيْنَنَا، |
فأصْبَحَ أدْنَى مَا يُعَدّ المُنَاسِبُ |
| ألا لَيْتَني حُمّلْتُ هَمّي وَهَمّهُ، |
وَأنّ أخي نَاءٍ عَنِ الهَمّ عَازبُ |
| فَمَنْ لمْ يَجُدْ بالنّفسِ دون حبيبِهِ |
فما هوَ إلاَّ ماذقُ الودِّ كاذبُ |
| أتَاني، مَعَ الرُّكْبَانِ، أنّكَ جَازِعٌ، |
وَغَيرُكَ يَخْفَى عَنْهُ لله واجِبُ |
| وَمَا أنْتَ مِمّنْ يُسْخِطُ الله فِعلُهُ |
و إن أخذتْ منكَ الخطوبُ السوالبُ |
| وَإني لَمِجْزَاعٌ، خَلا أنّ عَزْمَة ً |
تدافعُ عني حسرة ً وتغالبُ |
| و رقبة َ حسادٍ صبرتُ لوقعها |
لها جانبٌ مني وللحربِ جانبُ |
| فكمْ منْ حزينٍ مثلَ حزني ووالهٍ |
ولكنني وحدي الحزينُ المراقبُ |
| ولستُ ملوماً إنْ بكيتكَ منْ دمي |
إذا قعدتْ عني الدموعُ السواكبُ |
| ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلة ً |
تناقلُ بي فيها إليكَ الركائبُ؟ |