وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَة | وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا |
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني | وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا |
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَتي | وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا |
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ | وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُ تَغانِيا |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي | جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما |
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ | بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما |
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل | تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما |
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ | فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما |
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ | تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما |
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ | عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما |
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ | وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما |
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ | وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما |
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ | أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما |
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي | كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما |
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني | وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما |
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي | وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما |
تقوى الثعالب
ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُ | وعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ |
يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداً | بــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ |
وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْ | بــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ |
لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍ | أنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ |
ويُــغَمِّضُ العينينِ حتى لا يرى | عــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ |
ظــنَّ الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْ | و هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ |
مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْ | فــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ |
حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْ | بـــدأَ الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ |
فــدعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِ | لــينالَ أجــرَ المُحسنينَ ويكسبُ |
فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْ | وبــطونُهمْ أشهى الموائدِ تطلبُ |
حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْ | كــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ |
جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةً | بــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ |
لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌ | فــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ |
لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُها | فــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ |
فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌ | وبــلونِها بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ |
اعترافات مفكر (تنويري)
وخَــرْتِــيــتٌ لـــه ذيـــلٌ | كــمــا الأنــعــامِ والــعــيرِ |
أهــالــي الــحــيّ تــعــرفُهُ | كــمــنــحرفٍ ومــغــمورِ |
وتــخــرجُ مــنهُ أصــواتٌ | كــنــفْخِ الــنــارِ بــالــكيرِ |
يٌــسَــمَّــى فـــي ثــقــافتِهمْ | ســفيهُ الــفكرِ (طَــنِّيري) |
غـــدا الإعـــلامُ يُــبْرِزُه | كــمُــنْــفَــتِحٍ وتَــنــوِيــري |
يــقــولُ أَتَــيتُ فــي عِــلمٍ | أتــى مــن مَحْضِ تفكيري |
فــأهلُ الــضادِ قد عَجِزوا | وأَعْــيَــتْــهُمْ تــفــاســيري |
فــهــمْ لــمْ يَــفهموا عَــبَثِي | وتَــخْــريفي وتــحــويري |
وإنَّ الـــثـــاءَ أَنْــطِــقُــها | كــســينٍ فـــي تــعابيري |
غـــدوتُ مُــفَــكِّراً عــلماً | كــبــدرٍ فـــي الــدّيــاجيرٍ |
بـــيَ الإعـــلامُ مُــنشغـلٌ | وكــمْ يــسعى لــتصويري |
دلــــيــلٌ أَنَّــهــمْ دُهِــشُــوا | بــتــحــليلي وتــنــظــيري |
وظــــنُّــوا أنَّــنــي حَــبْــرٌ | خــبــيرُ فـــي الأســاطيرِ |
فــجهلُ الــناسِ ســاعدَنِي | بــــلا عــــلــمٍ وتــدبــيرِ |
وجــدتُ الــقومَ قــد زاغوا | ومـــالـــوا لــلــمــهــاذيرِ |
فـــبـــتُّ الآنَ قُــدوَتَــهُــمْ | وقِــبْــلَةَ كـــلِّ مَــسْــحُورِ |
أُسَـــوِّقُ فِــكْــرَتي قــمحاً | طــــعــامــاً لــلــزرازيــرِ |
فــــهــذا بـــاتَ دَيــدَنَــهُمْ | ومَــنــهجَ كـــلِّ مَــشهُورِ |
حــذارِ حــذارِ مِنْ ضَحِكٍ | عــلــى فِــكْــرِ الــنحاريرِ |
ســتــوصفُ بَــعْدَهُ حَــتْماً | بــرَجــعــيٍّ وتــكــفــيري |
قلت لي نفسي
قالت مابال ُ وجهك َ عابساً | وأمامك العمر تملوه ُ الورود |
قلت ُ مأساتي أني شاعر ُ | والشعر يطلب ماليس موجود |
سنين ُُمضت والأفكار تأكلني | والكبت ُ في صدري فاق الحدود |
فلا تعجبي أن أطلقت ُ سَحابتي | وحشدت ُ فيها صواعق ً ورعود |
ولاتقلقي مني فالشعر ليس محرماً | أن ناصر الدين فحسنهُ محمود |
فكم تمنى الحب أن يزور قصائدي | فزارها كالطفل مُحمر الخدود |
تقلبت عيناي على الحياه عرفتها | فكل مخلوق ِ خلق لله سوف يعود |
ألزمت ُ نفسي الدين منذو طفولتي | فلولا الدين مامعنى الوجود |
طب يا طبيب
طِب يا طبيب وطُبّ طِبْطابك |
فالطّيبُ طاب بطٍيبٍك يا طليل |
أَطِلّ علينا بطبولك وانطتي |
طائر الطاوُوس ذو طلية الطين |
الطيّب للطيّبين وطيبهم |
فاح فأفتر أنف الخبيث |
فاشتمه وكأنه فأر يحاول أن يفرّ من الفناء |
لكن قطّاً فارِغاً فتك به |
ففكّكه ما بين فرو وفقرات |
وصل الأصيل وصال بين صدورنا |
صان القلوب بصوته الصلد الصفيّ |
صهل الحصان صهيل فرحة عُرسه |
وتتاليت من خلفة الصرخات |
طِب يا طبيب وطُبّ طِبْطابك |
فالطيب طاب بطيبك يا طليل |
أطِلّ علينا بطبولك وانتطي |
طائر الطاوُوس ذو طلية الطين |