هنالك عُرْسٌ على بُعْدِ بيتين منا |
فلا تُغْلِقُوا البابَ… لا تحجبوا نزوةَ |
الفَرَح الشاذِّ عنا فإن ذبلت وردةٌ |
لا يحسُّ الربيع بواجبه في البكاء |
وإن صَمتَ العندليبُ المريضُ أَعارَ الكناريَّ |
حصِّتَهُ في الغناء وإن وقعت نجمةٌ |
لا تُصَابُ السماء بسوء |
هنالك عُرْسٌ |
فلا تغلقوا الباب في وجه هذا الهواء |
المضمَّخ بالزنجبيل وخوخ العروس التي |
تَنْضجْ الآن تبكي وتضحك كالماء |
لا جُرْحَ في الماء. لا أَثَرٌ لدمٍ |
سال في الليل |
قيل: قويُّ هو الحُبُّ كالموت |
قُلْتُ: ولكن شهوتنا للحياة |
ولو خذلتنا البراهينُ أَقوى من |
الحبّ والموتِ |
فلننه طقس جنازتنا كي نشاركَ |
جيراننا في الغناء |
الحياة بديهيَّةٌ .. وحقيقيَّةٌ كالهباء |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
لا أعرف الشخص الغريب
لا أَعرف الشخصَ الغريبَ و لا مآثرَهُ رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم أَجد سَبَباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ وأين عاش, وكيف مات [فإن أسباب الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة] سألتُ نفسي: هل يرانا أَم يرى عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أَعلم أنه لن يفتح النَّعْشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة [ما الحقيقة؟]. رُبِّما هُوَ مثلنا في هذه الساعات يطوي ظلِّهُ. لكَّنهُ هُوَ وحده الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح، ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر [فالأحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى نيام هادئون وهادئون] ولم أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص الغريب وما اسمه؟ [لا برق يلمع في اسمه] والسائرون وراءه عشرون شخصاً ما عداي [أنا سواي] وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئ أو سارقٌ, أو قاتلٌ… لا فرق فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت… لا يتكلمون وربما لا يحملون وقد تكون جنازةٌ الشخصِ الغريب جنازتي لكنِّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجَّلُها لأسبابٍ عديدةْ من بينها: خطأ كبير في القصيدةْ |
هدية من شاعر بائس
هَدِيَّةٌ مِن شاعِرٍ بائِسٍ | إِلى الدِمِرداشي وَلِيِّ النِعَم |
يُشرِكُ بِاللَهِ وَلا يَشتَرِك | في نُسخَةٍ فيها ضُروبُ الحِكَم |
لا غرو إن أشرق في منزلي
لا غَروَ إِن أَشرَقَ في مَنزِلي | في لَيلَةِ القَدرِ مُحَيّا الوَزير |
فَالبَدرُ في أَعلى مَداراتِهِ | لِلعَينِ يَبدو وَجهُهُ في الغَدير |
مصلوبة النهدين
مَصْلوبَةَ النهدين يالي مِنهُما | تركا الرِدا وَتَسَلَّقا أضلاعي |
لا تحسني بي الظنَّ أنتِ صغيرةٌ | والليل يُلْهِبُ أحمرَ الأطماع |
رُدّي مآزرَكِ التريكةَ واربطي | متمردا متبذِّلَ الأوضاع |
لا تترُكي المصلوبَ يخفقُ رأسُهُ | في الريح فهي كئيبةُ الإيقاع |
يا طفلةَ الشفَتينِ لا تتهوَّري | طبْعُ الزوابع فيهِ بعضُ طباعي |
أبَحثتِ عن ماضيَّ عن متلونٍ | شارٍ بأسواق الهوى بَيَّاع |
قالت فما ماضيكَ قلت تفرجي | جُثَثٌ وأمراضٌ وبئرُ أفاعي |
أضميريَ الموبوءُ أيَّةُ كِذْبَةٍ | مسمومةٍ تُلقينَ في أسماعي |
عَوَّذتُ نهدَكِ وهو كَوْمُ أناقةٍ | أن ترهنيهِ للذّتي ومَتاعي |
عُودي لأُمِّك ما أنا بحمامةٍ | فغريزةُ الحيوانِ تحتَ قِناعي |
ما أنتِ حين أريدُ إلا لعبَة | بَلْهَاءُ تحت فمي وضَغْطِ ذِراعي |
يا من خلقت الدمع لطفاً
يا مَن خَلَقتَ الدَمعَ لُط | فاً مِنكَ بِالباكي الحَزين |
بارِك لِعَبدِكَ في الدُمو | عِ فَإِنَّها نِعمَ المُعين |