هذي رؤوس القمم الشماء | نواهضا بالقبة الزرقاء |
نواصع العمائم البيضاء | روائع المناطق الخضراء |
يا حسن هذي الرملة الوعساء | وهذه الأودية الغناء |
وهذه المنازل الحمراء | راقية معارج العلاء |
وهذه الخطوط في البيداء | كأنها أسرة العذراء |
وذلك التدبيج في الصحراء | من كل رسم باهر للرائي |
وهذه المياه في الصفاء | آنا وفي الإزباد والإرغاء |
تنساب في الروض على التواء | خفية ظاهرة اللألاء |
ونسم قواتل للداء | يشفين كل فاقد الشفاء |
ومعشر كأنجم الجوزاء | يلتمسون سترة المساء |
في ملعب للطيب والهواء | ومرتع للنفس والأهواء |
ومبعث للفكر والذكاء | ومنتدى للشعر والغناء |
يا وطنا نفديه بالدماء | والأنفس الصادقة الولاء |
ما أسعد الظافر باللقاء | والقرب بعد الهجر والجلاء |
إن أك باكيا من السراء | فإن طول الشوق في التنائي |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
خطوات في الليل
دائما |
نسمع في الليل خطى مقتربة |
ويفرّ الباب من غرفتنا |
دائما |
كالسحب المغتربة |
ظلّك الأزرق من يسحبه |
من سريري كلّ ليلة |
الخطى تأتي و عيناك بلاد |
وذراعاك حصار حول جسمي |
والخطى تأتي |
لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني |
يا شهرزاد |
والخطى تأتي و لا تدخل |
كوني شجرا |
لأرى ظلك |
كوني قمرا |
لأرى ظلك |
كوني خنجرا |
لأرى ظلك في ظلي |
وردا في رماد |
دائما |
أسمع في الليل خطى مقتربة |
وتصيرين منافي |
تصيرين سجوني |
حاولي أن تقتليني |
دفعة واحدة |
لا تقتليني |
بالخطى المقتربة |
بخيفة اللَّه تعبدتنا
بخِيفَةِ اللَّهِ تَعَبّدْتَنا | وأنتَ عَينُ الظّالمِ اللاّهي |
تأمُرُنا بالزّهدِ في هذِهِ الـ | دّنيا ما هَمُّكَ إلاّ هي |
يا شاطيء البحر إن قلبي
يا شاطيء البحر إن قلبي | يحب فيك الهواء صدقا |
وكل قلب يحب شيئا | من صنع ربي أحب حقا |
شهدت بأنك حق أحد
شهدت بأنك حق أحد | وحكمك عدل وأنت الصمد |
ففيم قضيت وأنت العليم | الرحيم بشقوة هذا البلد |
به فاسدون أعوذ بحولك | من شر خلق إذا ما فسد |
مبيحون في السوق أهل الفسوق | محارم أزواجهم والولد |
توخى مال حرام حلال | على كل حال بلا منتقد |
يرومونه من وراء الظنون | ومن كل مأتى ومن كل يد |
ومن غره منهم الظاهرون | فكم خدعت حمأة بالزبد |
لقد شاد أصيدهم بيته | عنيت به الصيد دون الصيد |
بناه فأعلى كأني به | لهم معبد في ذراه مرد |
كأن نوافذ جدرانه | نواظر لا يعتريها رمد |
تعد على النيل قطر المياه | وترمقه بعيون الحسد |
حظيت بملء العين حسنا وروعة
حَظَيْت بملءِ الْعَيْن حُسْناً وَرَوْعَةً | عَرُوسٌ كَبَعْض الْحَور جَادَ بهَا الْخُلْدُ |
يَوَدُّ بَهَاءُ الصُّبْح لَوْ أَنَّهُ لَهَا | مُحَيّاً وَغُرُّ الزَّهْر لَوْ أَنَّهَا عقْدُ |
فَإِنْ خَطَرَتْ فِي الرّائعَات منَ الْحُلَى | تَمَنَّتْ حُلاَهَا الرَّوْضُ وَالأَغْصُنُ الْمُلْدُ |
كَفَاهَا تَجَاريبَ الْحَدَاثَةِ رُشْدُهَا | وَقَدْ جَازَ رَيْعَانُ الصَّبَا قَبْلَهَا الرِّشْدُ |
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَهْراً لَهَا غَيْرُ عَقْلهَا | لَكَانَ الغِنَى لاَ الْمالُ يُقْنَى وَلاَ النَّقْدُ |
غنىً لاَ يَحُلُّ الزُّهْدُ فيهِ لِفاضلٍ | حَصيفٌ إِذَا في غَيْره حَسُنَ الزَّهْدُ |
لِيَهْنئكُمَا هَذَا القرانُ فَإِنَّهُ | سُرُورٌ بمَا نَلْقى وَبُشْرَى بمَا بَعْدُ |
ففي يَوْمِهِ رَقَّتْ وَرَاقَتْ سَمَاؤُهُ | لِمَنْ يُجْتَلَى وَانْزَاحَت السُّحُبُ الرَّبْدُ |
وَفي غَدِهِ سِلْمٌ تَقُرُّ بهِ النُّهَى | وَحِلْمٌ تَصَافى عنْدَهُ الأَنْفُسُ اللِّد |
هُنَاكَ تَجِدُّ الأَرْضُ حلْيَ رياضِها | وَيُثْنَى إِلَى أَوْقَاتِهِ البَرْقُ وَالرَّعْدُ |
فَلاَ حَشْدُ إِلاَّ مَا تَلاَقَى أَحبَّةٌ | وَلاَ شَجْوُ إِلاَّ مَا شَجَا طَائرٌ يَشْدُو |