مَاذا تَبقَّى سِوَى مَقصُورَةِ الشَجَنِ | يَا بَلدةَ الوَهمِ يَا أَرضًا بِلا وَطَنِ |
غَرقَى علَى البَرِّ فِي بَحرِ الدِّماءِ وَهَل | غَيرُ الدِّماءِ لِهَذِي الأَرضِ مِنْ مُزُنِ |
وَالرُّوحُ أَرخَصُ مَا فِيهَا وَمُعتَرفٌ | بَينَ الشُّعوبِ رَخِيصٌ ذَلِك اليَمَنِي |
لَا بَاركَ اللهُ فِي مَنْ أَهدَروا دَمَنا | وَلَا بِمَنْ سَاقنَا لِلبُؤسِ والمِحَنِ |
هَا نَحنُ ضِعنَا وَهُم فِي غَيِّهِم وَغلُوا | لَهم قُصورٌ وكَم مِنَّا بِلَا سَكَنِ |
مَاذا تَبقَّى هُنَا..؟ طَاغٍ ومَقبرَةٌ | وعَالمٌ مِنْ ضَجِيجِ الزّيفِ والفِتَنِ |
باتت خُطَى العَيشِ تخشى مِنْ نِهَايَتهَا | تَبددَ الأَمنُ فِي الأَريافِ والمُدُنِ |
والشَّعبُ يَمضِي وَلَكِنْ أَينَ وِجهتَهُ | كُلُّ الدُّرُوبِ هُنَا تفضِي إِلى الكَفَنِ |
يَاربُّ تهنَا فَأَين الخِضرُ؟ يُرشدَنَا | هُنَا بِحَارُ الرَدَى هَاجَت عَلَى السُفُنِ |
وَكُلُّ طِفلٍ بَرِيئٍ حَلّلُوا دَمَهُ | لَم تَشبَعِ الحَربُ إِجرَامًا وَلَم تَلِنِ |
وكَيفَ صارَ الجِدارُ اليومَ مُنهدِمًا | وَيُنهبُ الكَنزُ فِي الأَسرَارِ وَالعَلَنِ |
وَلَيسَ لِلشَّعبِ (مُوسَى) غَاضِبًا أَسِفًا | ليَسأَلَ اليَومَ مَاذا حَلَّ بِاليَمَنِ! |
ضَاقَت بِنَا الأَرضُ لَا حُلْمٌ وَلَا أَمَلٌ | وَهَل لجَفنٍ بِلَيلِ التِّيهِ مِنْ وَسَنِ؟! |
فمَا سِوَى اللهِ يا شَعبِي سَيُرجِعُنَا | لِفُسحةِ النُّورِ بَعدَ الضِيقِ والحَزَنِ |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
شامة الاحزان
بلا كُوتٍ وَ أَبحَثُ عَن بِجَامَه |
وَهَذَا البَردُ سَدَّدَ لِي سِهَـامَه |
وَحَولِي الرِّيحُ تَصفَعُنِي مِرَارَاً |
وَفِي شَـفَتِي لِصَفعَتِهَا عَلَامَه |
وَينزِفُ دَاخِلِي جُرحٌ مُمِيتٌ |
وَلستُ أرَاهُ يمـنحُنِي التِئامَه |
وَثُعبَانٌ بِأقـدَارِي كَـبِيرٌ |
سَيبـلعُ كُل أفـرَاحٍ أمَامَه |
أَتانِي الحُزنُ مِن صِغَرِي فَألفَى |
عَلى قَدرِي مِن الأحزَانِ شَامَه |
وَمَا أهلٌ وَلا صَحبٌ رَثَوا لِي |
وَخِلِّي آآهِ لم يُبدِ اهتِمَامَه |
وَحِييييدٌ كُلُّهم عَنِّي تَخَلَّوا |
كَأنِّي بِتُّ فِي يَومِ القِيامَه |
فَيا اللهُ عبدٌ مُستَجِيرٌ |
ينُوحُ كَما تَنوح لكَ الحَمَامَه |
فَخُذ يدهُ إليكَ وَجُد بِدفءٍ |
وَأكرم شَأنَهُ وَارفع مَقامَه |
وُجد لِي بالمَلاكِ تُنيرُ دربي |
فَهذا الليلُ مَا أقسى ظلامَه |
مَلاكُ الشمسُ أهدتها جمالاً |
ملاكُ البدرُ أهداهَا تَمَامَه |
ولستُ أرى بقلبي من سِواهَا |
وَليسَ عَليَّ في حُبِّي مَلامَه |
لصوص الشعر
وَقَدْ يَسْطُو عَلَى الأَشْعارِ لِصُّ | إِذا أَغْـــواهُ بِــالإِعْجابِ نَــصٌُ |
فَــيَــنْــحَلُهُ وَيَــنْــسُبُهُ سَــرِيــعاً | كَــأَنَّ الــشِّعْرَ مَــغْنَمَةٌ وَقَــنْصُ |
وَيَــفْعَلُ ذاكَ مُــخْتَتِلٌ مَرِيضٌ | تَــهيجُ بــنَفْسِهِ عُــقَدٌ وَ نَــقْصُ |
فــلَمْ يُــتْقِنْ مِنَ الأَشْعارِ بَحْرًا | وَكُــلُّ كَــلامِهِ خَــرْطٌ وخَبْصُ |
فَـــإِنَّ الــشِّــعْرَ مَــوْهِبَةٌ وَفَــنٌّ | كَــلَامٌ قَــيِّمٌ مَــا فِــيهِ رُخْــصٌ |
وَبَــحْرُ الــشِّعْرِ لُــجِّيٌّ عَــميق | وَإِنَّ الــشِّعْرَ إِبْــحارٌ وَغَــوْصٌ |
وَباتَ اللِّصُّ أَهْلَ الدَّارِ يَشْكُو | وَيَــبْدُرُ مِــنْهُ إِصْرارٌ وَحِرْصُ |
فَــكَمْ قَدَحَ الْعَواهِرُ فِي عَفِيفٍ | وَعابَ على بَهِيِّ الوَجْهِ بُرْصُ |
لِــنَلْفِظْ، كُــلَّ مُــخْتَلِسٍ دَعِــيٍّ | يُــخالِجُ فِــكْرَهُ هَوَسٌ وَرَعْصُ |
إِذا عَــصَفَتْ رِياحُ الْحَقِّ يَوْماً | فَلَنْ يقوى على الأَرْياحِ دِعْصُ |
رِداءُ الــشِّعْرِ لَــنْ يَــبْقى نَقِيًّا | إِذا مـــا مَــسَّهُ دَرَنٌ وَعَــفْصُ |
ربيع قلب عربي
رَبِيعُ قَلْبِي فِي هَوَاكَ تَأَثَّرَا | دَاسَ الْعُرُوبَةَ وَالْكَرَامَةَ فِي الثَّرَى |
حَاوَرْتُهُ فِي مَجْلِسٍ لَمْ يَنْتَهِ | فِيهِ الْقَرَارُ بِأَنَّنَا لَنْ نَثْأَرَا |
وَدَعْتُهُ قَبْلَ الْوَدَاعِ لِأَنَّنِي | زَرْعٌ حَدِيثٌ فِي حُقُولٍ مُثْمِرَه |
عَرُوبَتِي ظَلَّتْ صَمِيمَ هُوِيَّتِي | حَتَّى تَشَابَكَ غَرْبَهُ وَاسْتَعْمَرَا |
حَاوَلْتُ أَوْقِفُ زَحْفَهُ فِي بَلْدَتِي | لكنّنَي إسْتسلمتُ لي أمر القضاءْ |
سَرْعَانَ مَا ساد الْغَرِيبُ بدارنا | في زِيِّ شَخْصٍ بِالْعَرُوبَةِ أَسْمَرَا |
ثُمَّ اسْتَبَاحَ الْحُبَّ فِينَا شَخْصُهُ | كَيْ لَا يُرَاقَ الدَّمُ فِينَا أَنْهُرا |
هَذَا رَبِيعُ الْقَلْبِ يَشْكُو جَاهِلًا | أَنْ كَانَ يَمْشِي لِلْأَمَامِ أَمْ الوَرَاء؟ |
هَذا رَبِيعُ الْقَلْبِ تَعْرِفُ جُرْحَهُ | هَلْ بَاعَ قَلْبًا لَا يُبَاعُ وَيُشْتَرَى؟ |
لا الكلام
لا الكـــلام يـعيـد ما انبـتا ✦ ولا الوصـال يـعـيد ما إنفصـما |
ولكن الحديث عن الجرح متصل ✦ فلا الحـديث يحـدث الوصلا |
النار في القلب شديدة ملتهبه ✦ والجـرح مثقوب وما إلتأما |
والـهـم فـي النفـس مكـفـورٌ ✦ فما للنفس من نفورٍ ولا. هـربا |
ياليت الرحيل كان بي رفقيقاً ✦ فرفقاً بالفؤاد يا من رحلا |
فما للغياب من فرح ولا ألمَ ✦ وما للقرب أن يسعد من إكتئبا |
وعند مغيب الشمس أتقولُ ✦ غداً تطلع الشمس ويعم الفرحا |
وانا في إنتظر الغدي علي جمرة ✦ تحرق الوجدان وتحرق القدما |
فمـا أتـي الصـبـح ومـا بـدا ✦ للشمس من طـلـوعٍ ومـا دنـا |
أصبحت أعما بعينٍ مبصيرة ✦ وصـرت اصـماً بـفاهٍ ابلـغـا |
مضيت انت ولم تعد في القلب ✦ أيهـوي القلب مـن أتـه بالأذا |
وكل حين يأتي مبتسماً كانه ✦ لم يقترف في حقي الجرائما |
والـلـه لو اتـاني معتذراً لـمـا ✦ قبلت حـتي ينكسر مـنه ما بقيا |
ولما نطقـت بهذا القـسـمي ✦ قـال الفؤاد اترد من إعـتذرا |
وردا العـقـل مـوبـخـاً اياه ✦ أتـعود لـمـن تعــهـد ومــا وفّا |
قال القلب إن وفا او لم يفي ✦ إن نبـضـي من الجفاء توفي |
دعـنـي أعــود إليـــه لعــــله ✦ يـعـلم انــي بالـقـــاء أحـيا |
حيرة بين القلب والعقلي ✦ أأسمع الفؤاد ام اسمع العقلا |
وإذ بي لـلـقـلب مـسـتمعٌ ✦ فـمـا زادنــي إلا حــزناً وهمـا |
وكيف يكون الخيار في أمر ✦ اجمع القلب علية والعقل اختلفا |
يا جنازه المحبين شيعوا ✦ فـإن هنـاك محباً بالشوق قتلا |
والقاتل اعـز النــاس لديه ✦ فحفرو له قبراً او اتركه بفلا |
وعي
ورثنا عن الأجداد أمراض و جهل |
اذ لعن الله بالقرآن ثالثها الفقرُ |
فما الحياة إلا فنون العيش |
كملتها علوم تلاها الخير و البشرُ |
و بالعلم نسينا فنون العيش مجملة |
و لم يبقى من ذاك سوى القلةُ النزرُ |
اتى الوعي وبالاً على الانسان إذ |
يفتك بنا القلق و الخوف و الذعرُ |
ثم اتى الأدمان معضلة تفتك |
كالأفيون و التحشيش و السكرُ |
اخوى الجهالة يغرق في سبات |
و من يعي يعذبه التشكيك و الفكرُ |
من بنات الوعي و التعليم ضلوع |
الناس بالكسب و التخوين و الغدرُ |
رضينا بمكننة الحقل و التصنيع |
مكننة الأنسان معضلةٌ امرها نُكرُ |
اصبح الدولار رئيس ذوي التيجان |
هو الصادح المحكي الذي امره أمرُ |
نعلّم الأبناء علوم معقدة و نسينا |
مكارم الأخلاق و الجود و الصبر |
نقتني أشياء لسنا بحاجتها |
و الجار عن حاجةٍ ينتابه الضرُ |
نسينا أن حطام الدهر مهزلةٌ |
و ما النهاية الا عظامٍ لفها القبرُ |
ترى مدن التطور على مابها من ألقٍ |
فهي ساحات من امر المروءة قفرُ |
فهل يفوز العلم و التنوير أو انه |
سيحيله الأرض بعد رخائها كوكب قفرُ |