لا شك .. أنت طيبه
بسيطةٌ وطيبه ..
بساطة الأطفال حين يلعبون
وأن عينيك هما بحيرتا سكون
لكنني ..
أبحث يا كبيرة العيون
أبحث يا فارغة العيون
عن الصلات المتعبه
عن الشفاه المخطئه
وأنت يا صديقتي
نقيةٌ كالؤلؤه
باردةٌ كالؤلؤه
وأنت يا سيدتي
من بعد هذا كله ، لست امرأه
هل تسمعين يا سيدتي
لست امرأه..
وذاك ما يحزنني
لأنني
أبحث يا عادية الشفاه
أبحث يا ميتة الشفاه
عن شفةٍ تأكلني
من قبل أن تلمسني
عن أعينٍ..
أمطارها السوداء .. لا تتركني
أرتاح ، لا تتركني
وأنت يا ذات العيون المطفأه..
طيبةٌ كاللؤلؤه ..
طيبةٌ كالأرنب الوديع
كالشمع .. كالألعاب .. كالربيع
هامدةٌ كالموت .. كالصقيع..
وذاك ما يؤسفني..
لأنني ..
يا أرنبي الوديع ..
أضيق بالربيع
وأكره السير على الصقيع..
لأنه يتعبني..
لأنه يرهقني
***
وددت يا سيدتي
لو كنت أستطيع
حبك يا سيدتي.
لو كنت أستطيع
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
إلى صامتة
.. تكلمي .. تكلمي
أيتها الجميلة الخرساء
فالحب .. مثل الزهرة البيضاء
تكون أحلى .. عندما
.. توضع في إناء
، كالطير في السماء
والأسماك في البحار
. واعتبريني منك يا حبيبتي
.هل بيننا أسرار ؟
أبعد عامين معا؟
.تبقى لنا أسرار
.. تحدثي
عن كل ما يخطر في بالك من أفكار
، عن قطة المنزل
عن آنية الأزهار
عن الصديقات اللواتي
.. زرت في النهار
.. والمسرحيات التي شاهدتها
.. والطقس ، والأسفار
.. تحدثي
عما تحبين من الأشعار
، عن عودة الغيم
وعن رائحة الأمطار
.. تحدثي إلي عن بيروت
.. وحبنا المنقوش
فوق الرمل والمحار
.. فإن أخبارك يا حبيبتي
.. سيدة الأخبار
.. تصرفي حبيبتي
كسائر النساء
.. تكلمي عن أبسط الأشياء
وأصغر الأشياء
، عن ثوبك الجديد
عن قبعة الشتاء
عن الأزاهير التي اشتريتها
(من (شارع الحمراء
، تكلمي ، حبيبتي
عما فعلت اليوم
– أي كتاب – مثلا
قرأت قبل النوم؟
أين قضيت عطلة الأسبوع ؟
وما الذي شاهدت من أفلام ؟
بأي شط كنت تسبحين ؟
هل صرت
لون التبغ والورد ككل عام ؟
.. تحدثي .. تحدثي
من الذي دعاك
هذا السبت للعشاء ؟
بأي ثوب كنت ترقصين ؟
وأي عقد كنت تلبسين ؟
،فكل أنبائك ، يا أميرتي
أميرة الأنباء
.. عادية
تبدو لك الأشياء
.. سطحية
تبدو لك الأشياء
.. لكن ما يهمني
أنت مع الأشياء
.. وأنت في الأشياء
.. وأنت في الأشياء
إلى سمكة قبرصية تدعى تمارا
1
باسم ليماسول..
شكراً يا تامارا
باسم هذا الخاتم المشغول بالفيروز..
شكراً يا تامارا
باسم هذا الدفتر المفتوح للضوء.. وللشعر..
وللعشاق..
شكراً يا تامارا
باسم أسرابٍ من النورس كانت
تنقر الحنطة من ثغرك..
شكراً يا تامارا
باسم كل القبرصيين الذين اكتشفوا
اللؤلؤ الأسود في عينيك.
شكراً يا تامارا
باسم أحزاني التي ألقيتها في بحر بيروت.
وأجزائي التي أبحث عنها..
في زوايا الأرض ليلاً ونهاراً…
ألف شكرٍ.. يا تامارا.
*
يا تامارا القبرصية:
أيها السيف الذي يقتلني من قبل أن يلقي التحية
باسم مقهانا البدائي على البحر..
وكرسيين مزروعين في الرمل..
و (أنطونيو) الذي كان خلال الصيف عراب هوانا.
والذي كان وديعاً مثل قط منزليٍ..
وعريقاً مثل تمثال حكيمٍ من أثينا،
ورقيقاً.. وصديقاً.. عندما يختار في الليل لنا
فاكهة البحر..
ويوصيك بأن ترتشفي (الأوزو)
الذي تشربه آلهة اليونان في الحب وفي الحرب..
ويرجوك بأن تستمتعي بمذاق (الكالامار)
ومذاق العشق في تلك الجزيره
باسم آلاف التفاصيل الصغيره..
ألف شكرٍ .. يا تامارا
3
كيف أنسى امرأةً من قبرصٍ..
تدعى تامارا..
شعرها تعلكه الريح..
ونهداها يقيمان مع الله حوارا..
خرجت من رغوة البحر كعشتارٍ.. وكانت
تلبس الشمس بساقيها سوارا..
كيف أنسى جسداً؟
يقدح كالفوسفور في الليل شرارا..
كيف أنسى حلمةً مجنونةً
مزقت لحمي، صعوداً..
وانحدارا…
4
إصهلي.. يا فرس الماء الجميله
إصرخي.. يا قطة الليل الجميله
بلليني برذاذ الماء والكحل..
فلولاك لكانت هذه الأرض صحارى..
بلليني.. بالأغاني القبرصيه
ما تهم الأبجديات.. فأنت الأبجديه..
يا التي عشت إلى جانبها العشق.. جنوناً
وانتحارا..
يا التي ساحلها الرملي يرمي لي..
زهوراً.. ونبيذاً قبرصياً.. ومحارا..
لم يكن حب تامارا..
ذلك الحب الروائي ، ولكن
كان عصفاً ودمارا.
لم يكن جدول ماءٍ
إنما كان حبا صغيراً..
فقد احتل بلاداً.. وشعوباً.. وبحارا..
كل أمجادي سرابٌ خادعٌ
ليس من مجدٍ حقيقيٍ..
سوى عيني تامارا..
5
تحت سطح الماء.. أحببت تامارا..
ورأيت السمك الأحمر.. والأزرق.
والفضي..
فوجئت بغاباتٍ من المرجان..
داعبت كطفلٍ سلحفاة البحر،
لامست النباتات التي تفترس الإنسان،
حاولت انتشال السفن الغرقى من القعر..
ولملمت كنوزاً ليس تحصى..
ونجوماً .. وثمارا..
تحت سطح الماء.. أعلنت زواجي بتامارا.
فإذا بالموج قد صار نبيذاً..
وإذا الأسماك أصبحن سكارى..
6
ما الذي يحدث تحت الماء في جلد تامارا؟
فهنا.. الأحمر يزداد احمرارا..
وهنا .. الأخضر يزداد اخضرارا..
وهنا السرة تزداد أمام الضوء..
خوفاً.. وانبهارا..
ما الذي يحدث في عقلي.. وفي عقل تامارا؟
سمك الدولفين يرمي نفسه.
كالمجانين يميناً.. ويسارا..
سمك الدولفين يدعوني لكي أقفز في الماء..
وفي مملكة الأسماك..
لا أملك رأياً أو خيارا..
عبثٌ.. أن يسأل الإنسان عن ماضيه أو حاضره،
عندما يتخذ البحر القرارا…
7
يا تامارا..
أنت في قبرض كبريتٌ .. وشمعٌ
وأنا موسى الذي أوقد تحت الماء نارا…
إلى صديقة خائفة
لا تعبأي..
إن رددوا أسماءنا
في هذه المدينة الثرثارة.. الواشية..
القبيحه..
فليس في العالم ما يطربني
أكثر من أن يقرعوا من حولنا
كل صباحٍ،
جرس الفضيحه…
إلى عجوز
عبثاً جهودك .. بي الغريزة مطفاه
إني شبعتك جيفةً متقيئه
تدعو .. وفي شفتيك تحترق امرأه
إني قرفتك ناهداً متدلياً
أنا لا تحركني العجائز .. فارجعي
لك أربعون .. وأي ذكرى سيئه
أخت الأزقة .. والمضاجع .. والغوى
والغرفة المشبوهة المتلألئه..
شفةً أقبل أم أقبل مدفأه؟
الدود يملأ قعرها والأوبئه..
صيرت للزوار ثديك مورداً
فبكل ثغرٍ من حليبك قطرةٌ
وقرابةٌ في كل عرقٍ .. أو رئه
والإبط .. أية حفرةٍ ملعونةٍ
الدود يملأ قعرها والأوبئه..
صيرت للزوار ثديك مورداً
إما ارتوت فئةٌ .. عصرت إلى فئه
فبكل ثغرٍ من حليبك قطرةٌ
وقرابةٌ في كل عرقٍ .. أو رئه
إلى عصفورة سويسرية
أصديقتي : إن الكتابة لعنةٌ
فانجي بنفسك من جحيم زلازلي
فكرت أن دفاتري هي ملجأي
ثم اكتشفت أن هواك ينهي غربتي
فمررت مثل الماء بين أناملي
بشرت في دين الهوى .. لكنهم
في لحظةٍ ، قتلوا جميع بلابلي
لا فرق في مدن الغبار .. صديقتي
ما بين صورة شاعرٍ .. ومقاول ..
*
يا رب : إن لكل جرحٍ ساحلاً
وأنا جراحاتي بغير سواحل ..
كل المنافي لا تبدد وحشتي
ما دام منفاي الكبير .. بداخلي .