الشعر ديوان العرب

الشعرُ دِيوانُ العَرَب – أبداً وعنوانُ النسبْ
لَمْ أعْدُ فِيهِ مَفَاخِري – و مديحَ آبائي النجبْ
ومقطعاتٍ ربما – حَلّيتُ مِنْهُنّ الكُتُبْ
لا في المديحِ ولا الهجاءِ – وَلا المُجُونِ وَلا اللّعِبْ
أبيات شعر لأبو فراس الحمداني

أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا

أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَاوَنحن أُسودُ الحرْبِ لا نَعرِفُ الحرْبَا
فويلكَ منْ للحربِ إنْ لمْ نكنْ لها ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لها تربا
و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْ جنباتهِو منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُ القلبا
وويلكَ منْ أردى أخاكَ  بمرعشٍوَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَ العضبَا
وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَ موثقاًوَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِ تَبتَدرُ الشِّعبَا
أتوعدنا بالحربِ حتى كأنناو إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبنا عصبا
لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ من قبلِ هَذِهِفكنا بها أسداً وكنتَ بها كلبا
فسلْ  بردساً  عنا أباك وصهرهُوسلْ آلَ  برداليسَ  أعظمكم خطبا
وَسَلْ قُرْقُوَاساً وَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُوَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَ أثبَتكم قلبَا
وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَ المَلايِنِ إنّنَانهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُ نهبا
و سلْ آلَ بهرامٍ وآلَ بلنطسٍ و سلْ آلَ منوالِ الجحاجحة َ الغلبا
و سلْ بالبرطسيسِ العساكرَ كلهاو سلْ بالمنسطرياطسِ الرومَ والعربا
ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاً وَأسْراً سُيُوفُنَاوأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْ رعبا
بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْ بِسُيُوفِنَاو أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِ الكتبا
تركناكَ في بطنِ الفلاة ِ تجوبهاكمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُ يَلتَثِمُ التّرْبَا
تُفاخِرُنَا بالطّعنِ وَالضرب في الوَغىلقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَ استها كِذبَا
رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمة ًوَأنْفَذَنَا طَعْناً، وأَثْبَتَنَا قَلْبَا
وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّا خَبَرْتُهُأقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْ عُجبَا
قصيدة أبو فراس الحمداني

احذر مقاربة اللئام ‍فإنه

احذرْ مقاربة َ اللئامِ ‍فإنهُينبيكَ ، عنهمْ في الأمورِ مجربُ
قومٌ ، إذا أيسرتَ كانوا إخوة ًو إذا تربتَ تفرقوا وتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُبالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ
قصيدة أبو فراس الحمداني

ألا أبلغ سراة بني كلاب

ألا أبلغ سراة بني كلاب إذا ندبتْ نوادبهمْ صباحا
جزيتُ سفيههمْ سوءاً بسوءٍ فَلا حَرَجاً أتَيْتُ وَلا جُنَاحَا
قَتَلْتُ فَتى بَني عَمْرِو بنِ عَبْدٍ وَأوْسَعَهُمْ عَلى الضِّيفَانِ سَاحَا
قَتَلْتُ مُعَوَّداً عَلَلَ العَشَايَا، تخيرتِ العبيدُ لهُ اللقاحا
ولستُ أرى فساداً في فسادٍ يَجُرّ عَلى طَرِيقَتِهِ صَلاحَا

إن زرت خرشنة أسِيرا

إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا فَلَكَمْ أحَطْتُ بها مُغِيرا
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَ تَنْـ ـتَهِبُ المَنَازِلَ وَالقُصُورَا
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَ يُجْـ ـلبُ نحونا حوَّا ، وحورا
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َ الْـ ـحسناءَ ، والظبيَ الغريرَا
إنْ طالَ ليلي في ذرا كِ فقدْ نعمتُ بهِ قصيرا
و لئنْ لقيتُ الحزن فيـ ـكَ فقدْ لقيتُ بكِ السرورا
وَلَئِنْ رُمِيتُ بِحادِثٍ، فلألفينَّ لهُ صبورا
صبرا ً لعلَّ اللهَ يفـ ـتحُ بعدهُ فتحاً يسيراً
منْ كانَ مثلي لمْ يبتْ إلاّ أسِيراً، أوْ أمِيرا
لَيْسَتْ تَحُلّ سَرَاتُنَا إلا الصدورَ أو القبورا

اذا شئت ان تلقى اسودا قساورا

إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا، لنُعماهُمُ الصّفوُ الذي لن يُكَدَّرَا
يلاقيكَ ، منا ، كلُّ قرمٍ ، سميذعٍ ، يطاعنُ حتى يحسبَ الجونُ أشقراً
بدَوْلَة ِ سَيْفِ الله طُلْنَا عَلى الوَرَى وفي عزهِ صلنا على منْ تجبرا
قصدنا على الأعداءِ ، وسطَ ديارهمْ بِضَرْبٍ يُرَى من وَقْعِهِ الجوّ أغْبَرَا
فَسَائِلْ كِلاباً يَوْمَ غَزْوة ِ بَالِسٍ ألم يتركوا النسوانَ في القاعِ حسراً
وَسائِلْ نُمَيراً، يَوْمَ سَارَ إلَيْهِمُ، ألمْ يُوقِنُوا بِالمَوْتِ، لَمَا تَنَمّرَا؟
وَسائِلْ عُقَيلاً، حينَ لاذتْ بتَدْمُرٍ، ألمْ نقرها ضرباً يقدُّ السنوَّرا
وَسائِلْ قُشَيراً، حينَ جَفّتْ حُلُوقُها، ألمْ نسقها كأساً ، من الموتِ ، أحمرا
وَفي طَيىء ٍ، لمّا أثَارتْ سُيُوفُهُ كماتهمُ ، مرأى لمنْ كانَ مبصرا
وَكَلْبٌ غَداة َ استَعصَموا بجِبالهِمْ، رماهمْ بها، شعثاً، شوازب ، ضمَّرا
فأشبعَ منْ أبطالهمْ كلَّ طائرٍ ، وَذِئبٍ غَدا يَطْوي البَسِيطة َ أعْفَرَا