مقبرة الصمت

ضمير الأمة سكرانوالقدس مازالت خربة
تنعق فيها الغربانآكلات الجيفة تملأها
وصقور،،بوم،،عقبانقد صارت معلم اومرتع
لوحوش الطير وارضاءلضمير العالم النائم
ونادينا يا أمما شتىليصحو ضمير الإنسان
فارتد الصوت إليناورفعنا له الأحزان
فضمير العالم قد ماتوالذئب البشري قد فات
في بحور الدم وقد باتينهش من جسدي و من عرضى
وبكائ لم يرحم طفليفرقيب العالم قد مات
اليوم أموت بأحزانىوضمير العالم اكفانى
وصراخ الطفل يشيعنىونشيج المرأة يودعنى
فوداعا يا بيتى وحرمىوداعاً يا أهلي وسكنى
فالقدس ستبقى يا ولديمقبرة الصمت إلى الأبد
قصيدة الشاعر عمر فتحي منصور فواز غنيم

هويت القانون

إنِّي هَويتُ تعلُّمَ القانونِحُبَّاً زرعتُ بأرضهِ آمالي
وطَمحتُ أن أرقى العُلا بِنَوالهاخترته شَغفاً يَكونُ مَجالي
فبدأتُ نشرَ العِلمِ تِلك أمانةٌلا يَعذُرنَّ بِجهلها الجُهَّالِ
وأقمتُ وَحيَ اللهِ لي دُستوراًهو حُجَّتي وبَيانُ صِدقِ مَقالي
حقّ النُّفوسِ تموتُ تحيا حُرةًاللهُ كفَّلها بِلا إذلالي
اللهُ حرَّم قتلها إن أسرَفَتْإلا بحقٍ أو جَزاءِ قِتالِ
إنفاذُ حُكمٍ للجَريمةِ لازمٌوالدَّينُ يُوفى حقُّهُ في الحالِ
فالعَقدُ شرعٌ لازمٌ فاعمَل بهواحذر خِلافَ العَهدِ والأقوالِ
وارعَ الأمانة كُن بِها مُتخلقاوالصِّدقُ يبقى سيدُ الأفضالِ
فضُّ النِّزاع مَهمةٌ وبدَورنافصلُ الخصومِ لتُقيةِ الإشكالِ
إلا إذا كان الحبيبُ مُخاصِميفالحُكم للأحبابِ دُونَ نِزالِ
ورِسالتي سَطَّرتُها بأنامليدارت رِحاها في رُبى الأطفالِ
حقٌّ لهم عيشٌ كريمٌ آمنٌأرضُ الحُروب مَعاقِلٌ لرِجالِ
كيفَ الفَتى يلقَى النِّزالَ بصَدرهأينَ العدالةُ تحتَ وطءِ نبالِ
يا صاحِ قُم وارفع بِعدلكَ رايةًتبقى تَرُفُّ على مَدى الأجيالِ
قصيدة للشاعر عبدالرحمن غوماندر

ياله في الرجال من رجل

يَا لَهُ فِـي الرِّجَالِ مِنْ رَجُلِخَافِقِ القَلبِ سَاهِدِ المُقَلِ
يَلْعَبُ الوَجْودُ فِي جَوَانِحِهِلِعْبَ رِيحٍ هَبَّتْ عَلَى شُـعَلِ
رَقَّ رُوحًـا ورَقَّ عَـاطِـفَـةًفَـهُمَا فِــيـهِ عِـلَّةُ العِلَلِ
عَـلَّـمَ الـماءَ أَنْ يَئِنَّ كَـمَـالَـقَّـنَ الـطيرَ نَـوْحَـةَ الثَّكَلِ
يَعْشَقُ الـحُسْـنَ فَـهْوَ خَمْرَتُهُوَهْــوَ مِنْهَا كَالشَّارِبِ الثَّمِلِ
يَـتَـغَنَّـى بِالـشِّــعْـرِ مُبْتَسِمًاوَيُـغَــنِّـي لِلأَعْيُنِ الـنُّجُـلِ
ذَاعَ فِـي الكَونِ صِيتُهُ وَغَدَاشِــعْرُهُ فِــيـهِ مَـضْرِبَ المَثَلِ
مَـعَ هَذَا مَا زَالَ مُمْتَهَنَ الــــــقَدْرِ رَهْنَ الشَّقَاءِ وَالفَشَلِ
غَاصَ فِي أَبْحُرِ القَرِيضِ فَمِنْكَـامِـــلٍ وَافِرٍ إِلَـى رَمَـلِ
أَبْــحُــرٍ رَحبَةِ العُبَـابِ وَلَـمْيُـغْنِهِ مَـا بِهَا عَنِ الوَشَلِ
كَـمْ بُيُوتٍ بَنَتْ قَرِيحَتُهُبِالمَعَانِي تَـــزْهُـو وَبِالجُمَلِ
ظَـنَّ فِيهَا الغِنَى فَمَا قَدَرَتْأَنْ تَقِيهِ نَـوْمًا عَلَى السُّبُلِ
أَلْبَسَ الطِّرْسَ مِنْ خَوَاطِرِهِحُلَلًا وَهْــوَ مُعْدَمُ الحُلَلِ
وَتَرَاهُ صِـفرَ اليَدَيْنِ وَكَمْنَظَمَتْ كَـفُّهُ عقودَ حُلِي
أَسْكَرَ النَّاسَ وَهْــوَ بَيْنَهُمُفَـاقِدُ الزَّهوِ خَائِبُ الأمَلِ
هُــمُ يَتْلُونَ آهِ مِنْ طَرَبٍوَهْوَ يَتْلُو آهًا مِنَ المَلَلِ
إِنَّ هَـذَا، وَأَنْتَ تَعْرِفُهُشَاعِرُ الأَمْسِ شَاعِرُ الأَزَلِ
كَـانَ أَشْقَى الوَرَى بِحَالَتِهِوَسَيَبْقَى كَـذَا وَلَمْ يَزَلِ
هُــوَ «أَعْشًى» يَنُوحُ مُكْتَئِبًاوَ«زهير» يَشْدُو عَلَى الجَمَلِ
هُــوَ «قَيْسٌ» يُجِنُّ مِنْ وَلَهٍوَ«ابْنُ حُجْرٍ» يَبْكِي عَلَى الطَّلَلِ
حَكَمَ الـدَّهْرُ أَنْ نمَاشيَهُفَلَكَ البَعْضُ مِنْ شَقَاهُ وَلِي
فِي زَمَانٍ يُرْدِي النُّبُوغَ وَلَافَـرْقَ بِالشِّعْرِ فِيهِ وَالزَّجَلِ
شَقِيَتْ حَـالَةُ الأدِيبِ فَهَاأَنَا أَجْفُو طِرْسِي إِلَـى أَجَلِ
قُـلْ مَعِي يَا حَلِيمُ مِنْ لَهَفٍدَوْلَةُ الشِّعْرِ أَتْعَسُ الدُّوَلِ
قصيدة للشاعر فوزي المعلوف

تريث

ياصاحبي روف واريثمايستوي فالهجر تقبض
ان كنت مخطي فامري ابحثقبل الحكم والامر ينفض
رب البشر فكتابه يحثابحث قبل شوف واريض
مايستوي بالعهد تنكثبيني وبينك صك يفرض
يفنى الجسم والحب يلبثواليوم عهد الحب تنقض
غرك قليل الاصل الاشعثغمري قليصت قوم يبغض
ماينشرب مايً ملوثلي يشربه لابد يمرض
والي فحق غيره تعبثلاتامنه لوكان يوعض
لابد يوم وفيك ينبثومن تغفله خلفك بيقؤض
قصيدة للشاعر حماد بن سالم الكعبي

سأعيش رغم الداء و الأعداء

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِكالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاًبالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَىمَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ
وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماًغَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ
أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِهاوأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي
وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذييُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ
وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثنيعَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دميموجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُسيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكاوضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ
ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماًبالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي
إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجىوزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ
وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقهرُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاًقيثارتي مترنِّماً بغنائي
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍفي ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحيفَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهيأنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُإلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ
أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضىعُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي
وخبا لهيبُ الكون في قلبي الَّذيقد عاش مِثْلَ الشُّعْلَةِ الحمراءِ
فأنا السَّعيد بأنَّني مُتحوِّلٌعن عالمِ الآثامِ والبغضاءِ
لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّوأرتوي من مَنْهَلِ الأَضواءِ
وأَقولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّمواهَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأَشواكِ ظلِّيَ هامِداًفتخيَّلوا أَنِّي قضيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ماوجدوا ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضَوْا يَمُدُّونَ الخُوَانَ ليأكلوالحمي ويرتشفوا عليه دِمائي
إنِّي أقولُ لهمْ ووجهي مُشرقٌوعلى شفاهي بَسْمَةُ استهزاءِ
إنَّ المعاوِلَ لا تَهُدُّ مناكبيوالنَّارَ لا تأتي على أعضائي
فارموا إلى النَّار الحشائشَ والعبوايا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي
وإذا تمرَّدتِ العَواصفُ وانتشىبالهولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ
ورأيتموني طائراً مترنِّماًفوقَ الزَّوابعِ في الفَضاءِ النَّائي
فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفواخَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ
وهناكَ في أمنِ البيوتِ تطارحواغَثَّ الحديثِ وميِّتَ الآراءِ
وترنَّموا ما شئتمُ بِشَتَائميوتجاهَروا ما شئتمُ بعِدائي
أمَّا أنا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْوالشَّمسُ والشَّفقُ الجميل إزائي
مَنْ جَاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُهلم يحتفل بحِجَارةِ الفلتاءِ
قصيدة أبو القاسم الشابي

انقلاب

عَلى قَدْرِ نَزْفِيْ، قَدْ أَخُطُّ قَـصَائِدِيْأنَا أَكتُبُ القَـصَائِدَ التي تُـخَاطِـبُ
وَ عِـندِي مِنَ الشِّعرِ لِيْ، كَالضَمَائِدِوَ عِـندِي مِنَ الـشِّعـرِ، مَا قَدْ يُـحَارِبُ
فَلَا تَـحْسَبَـنَّنِيْ بِـشِعـرِيْ، كَأَعْـزَلٍإِنِ الحَرفُ ثَارَ، فَلَا مَنْ يُـغَالِبُ
فَحَـتّى وَإِنْ جَارَ جُرحي، فَإِنَّنِيْعَلَيْهِ لَثَائِـرٌ، بِـشِعرِيْ لَقَالِـبُ
قصيدة للشاعر موسى عبدالله