وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي | جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما |
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ | بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما |
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل | تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما |
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ | فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما |
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ | تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما |
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ | عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما |
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ | وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما |
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ | وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما |
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ | أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما |
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي | كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما |
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني | وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما |
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي | وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
اعترافات مفكر (تنويري)
وخَــرْتِــيــتٌ لـــه ذيـــلٌ | كــمــا الأنــعــامِ والــعــيرِ |
أهــالــي الــحــيّ تــعــرفُهُ | كــمــنــحرفٍ ومــغــمورِ |
وتــخــرجُ مــنهُ أصــواتٌ | كــنــفْخِ الــنــارِ بــالــكيرِ |
يٌــسَــمَّــى فـــي ثــقــافتِهمْ | ســفيهُ الــفكرِ (طَــنِّيري) |
غـــدا الإعـــلامُ يُــبْرِزُه | كــمُــنْــفَــتِحٍ وتَــنــوِيــري |
يــقــولُ أَتَــيتُ فــي عِــلمٍ | أتــى مــن مَحْضِ تفكيري |
فــأهلُ الــضادِ قد عَجِزوا | وأَعْــيَــتْــهُمْ تــفــاســيري |
فــهــمْ لــمْ يَــفهموا عَــبَثِي | وتَــخْــريفي وتــحــويري |
وإنَّ الـــثـــاءَ أَنْــطِــقُــها | كــســينٍ فـــي تــعابيري |
غـــدوتُ مُــفَــكِّراً عــلماً | كــبــدرٍ فـــي الــدّيــاجيرٍ |
بـــيَ الإعـــلامُ مُــنشغـلٌ | وكــمْ يــسعى لــتصويري |
دلــــيــلٌ أَنَّــهــمْ دُهِــشُــوا | بــتــحــليلي وتــنــظــيري |
وظــــنُّــوا أنَّــنــي حَــبْــرٌ | خــبــيرُ فـــي الأســاطيرِ |
فــجهلُ الــناسِ ســاعدَنِي | بــــلا عــــلــمٍ وتــدبــيرِ |
وجــدتُ الــقومَ قــد زاغوا | ومـــالـــوا لــلــمــهــاذيرِ |
فـــبـــتُّ الآنَ قُــدوَتَــهُــمْ | وقِــبْــلَةَ كـــلِّ مَــسْــحُورِ |
أُسَـــوِّقُ فِــكْــرَتي قــمحاً | طــــعــامــاً لــلــزرازيــرِ |
فــــهــذا بـــاتَ دَيــدَنَــهُمْ | ومَــنــهجَ كـــلِّ مَــشهُورِ |
حــذارِ حــذارِ مِنْ ضَحِكٍ | عــلــى فِــكْــرِ الــنحاريرِ |
ســتــوصفُ بَــعْدَهُ حَــتْماً | بــرَجــعــيٍّ وتــكــفــيري |
قلت لي نفسي
قالت مابال ُ وجهك َ عابساً | وأمامك العمر تملوه ُ الورود |
قلت ُ مأساتي أني شاعر ُ | والشعر يطلب ماليس موجود |
سنين ُُمضت والأفكار تأكلني | والكبت ُ في صدري فاق الحدود |
فلا تعجبي أن أطلقت ُ سَحابتي | وحشدت ُ فيها صواعق ً ورعود |
ولاتقلقي مني فالشعر ليس محرماً | أن ناصر الدين فحسنهُ محمود |
فكم تمنى الحب أن يزور قصائدي | فزارها كالطفل مُحمر الخدود |
تقلبت عيناي على الحياه عرفتها | فكل مخلوق ِ خلق لله سوف يعود |
ألزمت ُ نفسي الدين منذو طفولتي | فلولا الدين مامعنى الوجود |
البين دنا
البيْنُ دَنَا تَبّتْ يدُهُ |
ومضى أَمْسٌ وأتى غَدُهُ |
القِلعُ يُبَثُّ لِمَرْكَبِهِ |
وَيَفُكُّ الهَوْجَلَ مُعْقِدُهُ |
يَغْشى مَرْسَاهُ مُرْتَطَمٌ |
فيُقيمُ المَتْنَ ويُقْعِدُهُ |
واليَمُّ بنَى بالمَوجِ رُبىً |
وَمَضَى يُرغيهِ ويُزبِدُهُ |
القلبُ سَبَاهُ مرتحِلٌ |
والروحُ وما ملَكتْ يدُهُ |
أزهارُ صِبىً عَشْرٌ لَفَظَتْ |
عمراً في الصَّبْوَةِ تَنْشُدُهُ |
مَا بَالُ هَوىً أبْلَى حَدَثاً |
والعُمْرُ الأعْوَدُ أمْرَدُهُ |
عِشْتَارُ الوَجْدِ ومَعْبَدُهُ |
معبودُ الحَرْفِ وَسَيِّدُهُ |
مَعْسُولُ الطَّرْفِ وأَحْورُهُ |
أزَلِيُّ الحُسنِ مُخَلّدُهُ |
القلبُ سَرَى في مَوْكِبِهِ٠ |
ودَنَتْ روحِي تَتَعَبَّدُهُ |
جَحَدَ البوحُ ضنى كَلَفِي |
والجفنُ وَشاهُ تَسَهُّدُهُ |
كَتَمَتْ عيناكَ مُراقَ دَمِي |
والخد يفوح تَوَرُّدُهُ |
بدرٌ وإذا ما سامَرَهُ |
ليلٌ مسحومٌ يَرصُدُهُ |
لاَ جَفْنَ يَرِفُّ علَى حَدَقي |
من جذْوةِ نارٍ تُوقِدُهُ |
والأعينُ ذِي منْ لَوْعَتِهِ |
فيْضٌ فالدَّيْمَةُ تَحْسُدُهُ |
يُضْنِي الزُّهَّادَ تَضَرُّعُهُ |
وَشُمُوعُ الدِّيرِ تُناشِدُهُ |
وَالنُّورُ خَبَا فِي عِزِّ ضُحىً |
عَبَثاً يخْتالُ تَوقُّدُهُ |
لا ألْوي بَعْدُ على نَفَرٍ |
شَبَحاً يتمثلُ مَشْهَدُهُ |
يا بحرُ مُنَايَ شَقِيتُ به |
أتُرى يَتَجَدَّدُ موْعِدُهُ؟ |
إما فُسَحٌ من طَلْعَتِهِ |
أوْ غَيهَبُ رمْسٍ أُغْمَدُهُ |
مسك الروح
أَقُوْلُ وَ قَد هَامَ الفُؤَادُ بِحُبِّهَا أَيَا قَلْبُ أَقصِر قَد تَعَاظَمَ دَائِيَا |
تَعَاظَمَ بُعْدٌ لِلدِّيَارِ وَإِنَّمَا لِقَاءُ الَّذِي أَهوَى شِفَاءٌ لِمَا بِيَا |
لَأَرجُو تَدَانٍ لِلدِّيَارَ أَقُلْ لَهَا أَيَا دَارَ مَن أَهْوَى عَلَيكِ سَلَامِيَا |
سَلَامٌ لِمِسْكِ الرُّوحِ مِنْ قَلبِ عَاشِقٍ تَقَطَّعَ شَوقًا مِن هَوَاكُم مَثَانِيَا |
أَشَاقَكَ قَلبِى لَحْظُهَا وَضِيَائُهُ لِيُسلِيكَ مَا يُردِي وَ يُودِيكَ تَالِيَا |
عُيُونٌ لِوَرْدٍ مُسكِرَاتٌ وَ إِنَّهَا لَحَورَاءُ كَحلَا ثَاقِبَاتٌ فُؤَادِيَا |
تُغِيرُ سِهَامٌ قَاتِلَاتٌ لِلَحظِهَا فُؤَادًا وَ فِكْرًا، هَل تَسَاقَطَ رُكنِيَا؟! |
وَشَعرٍ كَمَوجٍ لِلفَضَاءِ عِنَانُهُ أَسِيرُ حَيَاءٍ أَن يَثُورَ فَيُرْدِيَا |
وَ كَانَ قَضَاءُ اللَّهِ بِالبُعدِ بُكْرَةً فَأَرجُوا مِنَ الرَّحمَانِ يُمْسِي |
نفحات ريفية
دُومِي حياةً في تَعابِيري | كالرُّوحِ في رَفِّ الزَّرازيرِ |
حطِّي على وِديانِ أورِدَتي | واستتنزِفي نَبضي وتَفكيري |
حتَّى يفيضَ الحُبُّ في حَرثِي | زرعًا على كُلِّ المقاديرِ |
ولنَحتَفي بالأُنسِ ما أغنَى | ساعاتِنا خَطوُ المَشاويرِ |
في حَضرَةِ الإشراقِ ذِي النَّجوى | في الصُّبحِ بينَ الحقلِ والبِيرِ |
في غَمرَةِ الرّعيانِ إذ هَتفوا | يشدونَ في شَمِّ التَّنانيرِ |
وعلى خُطا “الطّليان” ريحُ سنابل | تُهدِي المَحَبَّةَ بِالحَذافِيرِ |
وعلَى كؤوسِ الشَّايِ إيذانٌ | وهديرُ تحنانِ البَوابيرِ |
فلقَ السَّنا بالفَجرِ مُنتشيًا | وانشقَّ جلبابُ الدَّياجيرِ |
أعجوبةٌ شهدَ الزَّمانُ لها | ليسَت كأضغاثِ الأساطيرِ |