إكبري عشرين عاماً.. ثم عودي..
إن هذا الحب لا يرضي ضميري
حاجز العمر خطيرٌ.. وأنا
أتحاشى حاجز العمر الخطير..
نحن عصران.. فلا تستعجلي
القفز، يا زنبقتي، فوق العصور..
أنت في أول سطر في الهوى
وأنا أصبحت في السطر الأخير..
نزار قباني: شاعر الحب والمرأة
حبيبتي و المطر
أخاف أن تمطر الدنيا .. ولست معي
فمنذ رحت .. وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
وكانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين : تمّسك.. ها هنا شعري
والآن أجلس .. والامطار تجلدني
على ذراعي … على وجهي..على ظهري
فمن يدافع عنّي .. يامسافرة
مثل اليمامة, بين العين والبصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك … يا من تسكنين دمي
ان كنت في الصين .. أو ان كنت في القمر
ففيك شئ من المجهول أدخله
وفيك شئ من التاريخ والقدر
إلى صديقة جديدة
قصيدة الى صديقة جديدة واحدة من قصائد نزار قباني المميزة التي تلتزم بحدود أدبية محددة لا يمكن الخروج عنها، وهذا ما قد عهدناه في كتابات ذلك الشاعر المخضرم الذي يتسم بسمات الشرف في الكتابة، حيث إنه لا يقوم بوصف الجسد عند المرأة.
قام نزار بانتقاء أفضل الأساليب اللفظية التي تتلاءم مع قصيدة إلى صديقة جديدة، والتي تتماشي مع الأبيات الشعرية، وتشير الآراء أن نزار قباني قد نجح في إعادة الكرامة للمرأة العربية على عكس بعض الشعراء الآخرين الذين قد أهانوا من كرامتها.
ودعتك الأمس، وعدت وحدي .. مفكراً ببوحك الأخير
آتيت عن عينيك ألف شيء .. آتيت بالضوء وبالعبيرِ
آتيت أشياء بدون معنى .. جميعها مكتوبة بنور
مَن أنت من رماكِ في طريقي؟ .. من حرك المياه في جذوري؟
وكان قلبي قبل أن تلوحي .. مقبرة ميتةَ الزهور
مشكلتي أني لست أدري .. حداً لأفكاري ولا شعوري
أضعت تاريخي، وأنت مثلي .. بغير تاريخ ولا مصير
محبتي نارٌ فلا تـجــنـي .. لا تفتحي نوافذ السعير
شفتان معصيتان أصفح عنهما .. ما دام يرشح منهما الياقوت
إن الشفاه الصابرات أحبها .. ينهار فوق عقيقها الجبروت
كرز الحديقة عندنا متفتح .. قبلته في جرحه ونسيت
شفتان للتدمير، يا لي منهما .. بهما سعدت، وألاف ألف شقيت
شفتان مقبرتان، شقهما الهوى .. في آل شطر أحمر تابوت
شفة آآبار النبيذ مليئة .. آم مرة أفنيتها وفنيت
الفلقة العليا دعاء سافر .. والدفء في السفلى
فأين الموت؟