عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ – بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا |
لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ – حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا |
وَلَوْ نَعْلَمُ العِلْمَ الّذِي من أمامِنا – لَكَرّ بِنا الحادي الرّكابَ فأسْرَعا |
لَقُلْتُ ارْجعَنْها إنّ لي من وَرَائِها – خَذُولَيْ صِوَارٍ بَينَ قُفٍّ وَأجْرَعا |
مِنَ العُوجِ أعْناقاً، عِقالٌ أبوهُما – تَكونانِ للعَيْنَينِ وَالقَلبِ مَقْنَعا |
نَوارُ لها يَوْمَانِ يَوْمٌ غَرِيرَةٌ – وَيَوْمٌ كغَرْثَى جِرْوُها قَدْ تَيَفَّعا |
يقولون زُرْ حَدْرَاءَ، والتُّرْبُ دونَها – وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقطّعا |
وَلَستُ، وَإنْ عَزّت عَلَيّ، بِزَائِرٍ – تُرَاباً على مَرْسُومَةٍ قد تَضَعضَعا |
وَأهْوَنُ مَفْقُودٍ، إذا المَوْتُ نَالَهُ – على المَرْءِ مِنْ أصْحابهِ مَنْ تَقَنّعا |
يَقولُ ابنُ خِنزِيرٍ بكَيتَ، وَلمْ تكنْ – على امرَأةٍ عَيْني، إخالُ، لِتَدْمَعا |
وَأهْوَنُ رُزْءٍ لامْرِىءٍ غَيرِ عاجِزٍ – رَزيّةُ مُرْتَجّ الرّوَادِفِ أفْرَعا |
وَما ماتَ عِنْدَ ابنِ المَراغَةِ مِثْلُها – وَلا تَبِعَتْهُ ظاعِناً حَيْثُ دَعْدَعا |
قصيدة الفرزدق
أبيات شعر عربية لشاعر العصر الأموي الفرزدق قصيدة رائعة لهمام بن غالب التميمي والملقب بالفرزدق.
أروني من يقوم لكم مقامي
أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي – إذا مَا الأمْرُ جَلّ عَنِ العِتابِ |
إلى مَنْ تَفْزَعُونَ إذا حَثَوْتُمْ – بِأيْديكُمْ عَليّ مِنَ التّرَابِ |
ألا إنما أودى شبابي وانقضى
ألا إنّما أوْدَى شَبابيَ، وَانْقَضَى – على مَرّ لَيْلٍ دائِبٍ وَنَهَارِ |
يُعيِدَانِ لي مَا أمْضَيَا، وَهُمَا مَعاً – طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيَانِ قَرَارِي |
لقد كدتُ أقضِي ما اعتَلَقْتُ من الصَّبَا – عَلائِقَهُ، إلاّ حِبَالَ نَوَارِ |
إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّتْ عُكُومَها – ضَرَبْنا عَلَيْهَا أُمَّ كُلِّ حُوَارِ |
بكرت علي نوار تنتف لحيتي
بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي – نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ |
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا – وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ |
إن الذين استحلوا كل فاحشة
إنّ الّذِينَ استَحلُّوا كلَّ فاحِشَةٍ – مِنَ المَحَارِم بَعدَ النُّقضِ للذّمَمِ |
قَوْمٌ أتَوْا من سِجستانٍ على عَجَلٍ – مُنَافِقُونَ بِلا حِل وَلا حَرَمِ |
ما كانَ فيهِمْ وَقد حُمّتْ أمُورُهمُ – مَنْ يُستَجارُ على الإسلامِ وَالحُرَمِ |
يَستَفتحُونَ بمَنْ لمْ تَسْمُ سُورَتُهُ – بَينَ الطّوالِعِ بالأيْدي إلى الكَرَمِ |
أرى الموت لايبقي على ذي جلادة
أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ – وَلا غَيْرَةٍ، إلاّ دَنَا لَهُ مُرْصِدَا |
أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَا لَنا بَعْض لَيْلَةٍ – مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَيْءٌ فَأفَسدَا |
وَمَنْ حَمَلَ الخَيلَ العتاقَ على الوَجا – تُقادُ إلى الأعداءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا |
لَعَمرُكَ ما أنسَى ابن أحوَزَ ما جرَتْ – رِيَاحٌ، وَمَا فَاءَ الحَمَامُ وَغَرّدَا |
لَقَدْ أدْرَك الأوْتَارَ إذْ حَميَ الوَغى – بِأزْدِ عُمانَ، إذْ أبَاحَ وَأشْهَدَا |