شَكَوتُ إِلى رَفيقَيَّ الَّذي بي – فَجاءاني وَقَد جَمَعا دَواءَ |
وَجاءا بِالطَبيبِ لِيَكوِياني – وَما أَبغي عَدَمتُهُما اِكتِواءَ |
فَلَو ذَهَبا إِلى لَيلى فَشاءَت – لَأَهدَت لي مِنَ السَقمِ الشِفاءَ |
تَقولُ نَعَم سَأَقضي ثُمَّ تَلوي – وَلا تَنوي وَإِن قَدِرَت قَضاءَ |
أَصارِمَةٌ حِبالَ الوَصلِ لَيلى – لِأَخضَعَ يَدَّعي دوني وَلاءَ |
وَمُؤثِرَةُ الرِجالِ عَليَّ لَيلى – وَلَم أوثِر عَلى لَيلى النِساءَ |
وَلَو كانَت تَسوسُ البَحرَ لَيلى – صَدَرنا عَن شَرائِعِهِ ظَماءَ |
فَمُرّا صاحِبَيَّ بِدارِ لَيلى – جُعِلتُ لَها وَإِن بَخُلَت فِداءَ |
أَرَيتَكَ إِن مَنَعتَ كَلامَ لَيلى – أَتَمنَعَني عَلى لَيلى البُكاءَ |
قصائد قيس بن الملوح
قصائد مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح أغلبها قصائد في حب ليلى العامرية التي تسببت بجنونه.
رددت قلائص القرشي لما
رَدَدتُ قَلائِصَ القُرَشِيِّ لَمّا – رَأَيتُ النَقضَ مِنهُ لِلعُهودِ |
وَراحوا مُقصِرينَ وَخَلَّفوني – إِلى حُزنٍ أُعالِجُهُ شَديدِ |
أُحِبُّ السَبتَ مِن كَلفي بِلَيلى – كَأَنّي يَومَ ذاكَ مِنَ اليَهودِ |
أبى الله أن تبقى لحي بشاشة
أَبى اللَهُ أَن تَبقى لِحَيٍّ بَشاشَةٌ – فَصَبراً عَلى ما شاءَهُ اللَهُ لي صَبرا |
رَأَيتُ غَزالاً يَرتَعي وَسطَ رَوضَةٍ – فَقُلتُ أَرى لَيلى تَراءَت لَنا ظُهرا |
فَيا ظَبيُ كُل رَغداً هَنيئاً وَلا تَخَف – فَإِنَّكَ لي جارٌ وَلا تَرهَبِ الدَهرا |
وَعِندي لَكُم حِصنٌ حَصينٌ وَصارِمٌ – حُسامٌ إِذا أَعمَلتُهُ أَحسَنَ الهَبرا |
فَما راعَني إِلّا وَذِئبٌ قَدِ اِنتَحى – فَأَعلَقَ في أَحشائِهِ النابَ وَالظُفرا |
فَبَوَّأتُ سَهمي في كَتومٍ غَمَزتُها – فَخالَطَ سَهمي مُهجَةَ الذِئبِ وَالنَحرا |
فَأَذهَبَ غَيظي قَتلُهُ وَشَفى جَوىً – بِقَلبِيَ أَنَّ الحُرَّ قَد يُدرِكُ الوَترا |
ألا إن ليلى العامرية أصبحت
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت – تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها |
إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى – بِنَخلَةَ غَشَّ عَبرَةَ العَينِ حالُها |
فَهُم حَبَسوها مَحبَسَ البُدنِ وَاِبتَغى – بِها المالَ أَقوامٌ أَلا قَلَّ مالُها |
خَليلَيَّ هَل مِن حيلَةٍ تَعلَمانِها – يُدَنّي لَنا تَكليمَ لَيلى اِحتِيالُها |
فَإِن أَنتُما لَم تَعلَماها فَلَستُما – بِأَوَّلَ باغٍ حاجَةً لا يَنالُها |
كَأَنَّ مَعَ الرَكبِ الَّذينَ اِغتَدوا بِها – غَمامَةُ صَيفٍ زَعزَعَتها شَمالُها |
نَظَرتُ بِمُفضى سَيلِ جَوشَينِ إِذ غَدوا – تَخُبُّ بِأَطرافِ المَخارِمِ آلُها |
بِشافِيَةِ الأَحزانِ حَيَّجَ شَوقَها – مُجامَعَةُ الأُلّافِ ثُمَّ زِيالُها |
يقولون لي يوما وقد جئت حيهم
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد جِئتُ حَيَّهُم – وَفي باطِني نارٌ يُشَبُّ لَهيبُها |
أَما تَختَشي مِن أُسدِنا فَأَجَبتُهُم – هَوى كُلَّ نَفسٍ أَينَ حَلَّ حَبيبُها |
اقرأ على الوشل السلام وقل له
اِقرَأ عَلى الوَشلِ السَلامَ وَقُل لَهُ – كُلُّ المَشارِبِ مُذ هَجَرتَ ذَميمُ |
جَبَلٌ يَزيدُ عَلى الجِبالِ إِذا بَدا – بَينَ الذَرائِعِ وَالحُثومِ مُقيمُ |
تَسري الصَبا فَتَبيتُ في أَلوادِهِ – وَيَبيتُ فيهِ مَعَ الشَمالِ نَسيمُ |
سُقياً لِظِلِّكِ بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى – وَلِبَردِ مائِكَ وَالمِياهُ حَميمُ |
لَو كُنتُ أَملِكُ مَنعَ مائِكَ لَم يَذُق – ما في قِلاتِكَ ما حَيِيتُ لَئيمُ |