أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جِمالَ قَومي – وَأَبكي إِن سَمِعتُ لَها حَنينا |
سَقى الغَيثُ المَجيدُ بِلادَ قَومي – وَإِن خَلَتِ الدِيارُ وَإِن بَلينا |
عَلى نَجدٍ وَساكِنِ أَرضِ نَجدٍ – تَحِيّاتٌ يَرُحنَ وَيَغتَدينا |
قصائد قيس بن الملوح
قصائد مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح أغلبها قصائد في حب ليلى العامرية التي تسببت بجنونه.
سلاما على من لا يمل كلامه
سَلاماً عَلى مَن لا يُمَلُّ كَلامُهُ – وَإِن عاشَرَتهُ النَفسُ عَصراً إِلى عَصرِ |
فَما الشَمسُ وافَت يَومَ دَجنٍ فَأَشرَقَت – وَلا البَدرُ وافى أَسعُداً لَيلَةَ البَدرِ |
بِأَحسَنَ مِنها أَو تَزيدَ مَلاحَةً – عَلى ذاكَ أَو راءى المُحِبُّ فَما أَدري |
ألا فاسأل الركبان هل سقى الحمى
أَلا فَاِسأَلِ الرُكبانَ هَل سُقِيَ الحِمى – نَدىً فَسَقى اللَهُ الحِمى وَسَقانِيا |
وَأَسأَل مَن لاقَيتُ عَن أُمِّ مالِكٍ – فَهَل يَسأَلانِ الحَيَّ عَن كَيفَ حالِيا |
فَوَدَّعتُهُم عِندَ التَفَرُّقِ ضاحِكاً – إِلَيها وَلَم أَعلَم بِأَن لا تَلاقِيا |
وَلَو كُنتُ أَدري أَنَّهُ آخِرُ اللُقا – بَكَيتُ فَأَبكَيتُ الحَبيبَ المُوافِيا |
هُوَ الحُبُّ لا تَخفي سَواكِنُ جِدَّهُ – وَكَيفَ وَيُبدي الدَمعُ ما كانَ خافِيا |
يَقولونَ لَيلى عِلجَةٌ نَبَطِيَّةٌ – وَقَد حَبَّبَت لَيلى إِلَيَّ المَوالِيا |
أَحَبُّ المَوالي إِن سَكَنتِ دِيارَهُم – وَما لِلمَوالي مِنكِ شَيءٌ وَلا لِيا |
فَيا رَبِّ إِن صَيَّرتَ لَيلى ضَجيعَتي – أُطيلُ صِيامي دائِماً وَصَلاتِيا |
بَني عَمِّ لَيلى لَو شَكَوتُ بَليَّتي – إِلى راهِبٍ في دَيرِهِ لَرَثى لِيا |
إِذا ما تَداعى في الأَنينِ حَبائِبٌ – دَعوتُكِ لَيلى أَن تُجيبي دُعائِيا |
فَلا نَفَعَ اللَهُ الطَبيبَ بِطِبِّهِ – وَلا أَرشَدَ اللَهُ الحَكيمَ المُداوِيا |
أَتَيتُ أَبا لَيلى بِصَحبي وَنِسوَتي – وَجَمَّعتُ جَمعاً مِن رِجالِ بِلادِيا |
بِأَن يَتَخَلّى عَن قَساوَةِ قَلبِهِ – فَزادَ فِظاظاً ثُمَّ رامَ هَلاكِيا |
أَلا قُل لَهُم ما قَد تَرى مِن صَبابَتي – وَمِن أَدمُعِ تَنهَلُّ مِنّي تَوالِيا |
وَمِن أَجلِها أَحبَبتُ مَن لا يَحُبُّني – وَمَن لا يَزالُ الدَهرُ فيها مُعادِيا |
وَمِن أَجلِها صاحَبتُ قَوماً تَعَصَّبوا – عَلَيَّ وَلَم يَرعُوا حُقوقَ جَوارِيا |
تمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضى
تَمُرُّ الصَبا صَفحاً بِساكِنِ ذي الغَضى – وَيَصدَعُ قَلبي أَن يَهُبَّ هُبوبُها |
إِذا هَبَّتِ الريحُ الشَمالُ فَإِنَّما – جَوايَ بِما تَهدي إِلَيَّ جُنوبُها |
قَريبَةُ عَهدٍ بِالحَبيبِ وَإِنَّما – هَوى كُلَّ نَفسٍ حَيثُ كانَ حَبيبُها |
وَحَسبُ اللَيالي أَن طَرَحنَكِ مَطرَحاً – بِدارِ قِلىً تُمسي وَأَنتَ غَريبُها |
حَلالٌ لِلَيلى شَتمُنا وَاِنتِقاصُنا – هَنيئاً وَمَغفورٌ لِلَيلى ذُنوبُها |
ألا هل طلوع الشمس يهدي تحية
أَلا هَل طُلوعُ الشَمسِ يُهدي تَحيةً – إِلى آلِ لَيلى مَرَّةً أَو غُروبُها |
أَتُضرَبُ لَيلى إِن مَرَرتُ بِذي الغَضى – وَما ذَنبُ لَيلى إِن طَوى الأَرضَ ذيبُها |
أَجَل وَعَلَيَّ الرَجمُ إِن قُلتُ حَبَّذا – غُروبُ ثَنايا أُمِّ عَمروٍ وَطيبُها |
قالت جننت على رأسي فقلت لها
قالَت جُنِنتَ عَلى رَأسي فَقُلتُ لَها – الحُبُّ أَعظَمُ مِمّا بِالمَجانينِ |
الحُبُّ لَيسَ يُفيقُ الدَهرَ صاحبهُ – وإِنما يُصرَع المَجنونُ في الحينِ |
لَو تَعلَمينَ إِذا ما غِبتِ ما سَقمي – وَكَيفَ تَسهَرُ عَيني لَم تَلوميني |