أيا سيدا عمني جوده

أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُبِفَضْلِكَ نِلْتُ السَّنَى وَالسَّنَاءَ
و كمْ قد أتيتكَ من ليلة فنلتُ الغنى وسمعتُ الغناءَ
قصائد أبو فراس الحمداني

أقناعة من بعد طول جفاء

أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِبدنوِّ طيفٍ منْ حبيبِ ناءِ
بأبي وأمي شادنٌ قلنا لهُ نَفْدِيكَ بِالأمّاتِ وَالآباءِ
رشأ إذا لحظَ العفيفَ بنظرة كانتْ لهُ سبباً إلى الفحشاءِ
وَجَنَاتُهُ تَجْني عَلى عُشّاقِهِببديعِ ما فيها من اللألآءِ
بِيضٌ عَلَتها حُمْرَة ٌ فَتَوَرّدَتْمثلَ المدامِ خلطتها بالماءِ
فكأنما برزتْ لنا بغلالة ٍبَيْضَاءَ تَحْتَ غِلالَة ٍ حَمْرَاءِ
كيفَ اتقاءُ لحاظهِ ؛ وعيونناطُرُقٌ لأسْهُمِهَا إلى الأحْشاءِ
صَبَغَ الحَيَا خَدّيْهِ لَوْنَ مدامعيفكأنهُ يبكي بمثلِ بكائي
كيفَ اتقاءُ جآذرٍ يرميننابظُبى الصّوَارِمِ من عيونِ ظِباءِ
يا ربِّ تلكَ المقلة ِ النجلاءِ حاشاكَ ممَّـا ضمنتْ أحشائي
جازيتني بعداً بقربي في الهوىوَمَنَحْتَني غَدْراً بِحُسْنِ وَفائي
جَادتْ عِرَاصكِ يا شآمُ سَحَابَة ٌعَرّاضة ٌ مِنْ أصْدَقِ الأنْواءِ
بَلَدُ المَجَانَة ِ وَالخَلاعَة ِ وَالصِّبَاوَمَحَلُّ كُلِّ فُتُوّة ٍ وَفَتَاءِ
أنْوَاعُ زَهْرٍ وَالتِفَافُ حَدَائِقِوَصَفَاءُ مَاءٍ وَاعْتِدالُ هَوَاءِ
وَخَرَائِدٌ مِثْلُ الدُّمَى يَسْقِينَنَاكَأسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمن صَهْبَاءِ
وَإذا أدَرْنَ على النَّدامَى كَأسَهَاغَنّيْنَنَا شِعْرَ ابنِ أوْسِ الطّائي
فارقتُ ، حينَ شخصتُ عنها ، لذتيوتركتُ أحوالَ السرورِ ورائي
و نزلتُ منْ بلدِ  الجزيرة ِ منزلاًخلواً من الخلطاءِ والندماءِ
فَيُمِرُّ عِنْدي كُلُّ طَعْمٍ طَيّبٍمن رِيْقِهَا وَيَضِيقُ كُلُّ فَضَاءِ
ألشّامُ لا بَلَدُ الجَزيرة ِ لَذّتيو  قويق  لا ماءُ  الفراتِ منائي
وَأبِيتُ مُرْتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبجَ السّــوداءِ لا ” بالرقة ِ ” البيضاءِ
منْ مبلغُ الندماءِ : أني بعدهمْأُمْسِي نَديمَ كوَاكِبِ الجَوْزَاءِ
ولَقد رَعَيْتُ فليتَ شِعرِي من رَعىمنكمْ على بعدِ الديارِ إخائي
فحمَ الغبيُّ وقلتُ غيرَ ملجلجٍإنّي لَمُشْتَاقٌ إلى العَلْيَاءِ
وَصِناعَتي ضَرْبُ السّيُوفِ وَإنّنيمُتَعَرّضٌ في الشّعْرِ بِالشّعَرَاءِ
و اللهُ يجمعنا بعزٍ دائمٍو سلامة ٍ موصولة ٍ ببقاءِ
قصيدة ابو فراس الحمداني

أما يردع الموت أهل النهى

أما يردعُ الموتُ أهلَ النهىوَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى 
أمَا عَالِمٌ عَارِفٌ بالزّمانِيروحُ ويغدو قصيرَ الخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُإليهِ سريعٌ ، قريبُ المدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى و يأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِتيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
و أنَّ العزيزَ بها والذليلَسَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌوَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِوَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُو إنْ كانَ شراً فشراً يرى
أشعار أبو فراس الحمداني

كأنما تساقط الثلج

كأنما تساقطُ الـــثلج بِعَيْنَيْ مَنْ رَأى
أوراقُ وردٍ أبيضٍوَالنّاسُ في شَاذكُلَى
قصيدة قصيرة للشاعر أبو فراس الحمداني

أتزعم أنك خدن الوفاء

أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِوَقد حجبَ التُّرْبُ من قد حَجَبْ
فإنْ كنتَ تصدقُ فيما تقولُفمتُ قبلَ موتكَ معْ منْ تحبْ
وَإلاّ فَقَدْ صَدَقَ القَائِلُونَما بينَ حيٍّ وميتٍ نسبْ
عقيلتيَ استُلبتْ منْ يديو لمـَّا أبعها ولمَّـا أهبْ
وَكُنْتُ أقِيكِ، إلى أنْ رَمَتْكِيَدُ الدّهرِ مِن حَيثُ لم أحتَسِبْ
فَمَا نَفَعَتْني تُقَاتي عَلَيْكِوَلا صرَفتْ عَنكِ صرْفَ النُّوَبْ
فلا سلمتْ مقلة ٌ لمْ تسحَّوَلا بَقِيَتْ لِمّة ٌ لَمْ تَشِبْ
يعزُّونَ عنكِ وأينَ العزاءُ ‍و لكنها سنة ٌ تُستحبْ
وَلَوْ رُدّ بِالرّزْءِ مَا تَستَحِقّلَمَا كَانَ لي في حَيَاة ٍ أرَبْ
شعر أبو فراس الحمداني

أسيف الهدى وقريع العرب

أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْعلامَ الجفاءُ ‍ وفيمَ الغضب
وَمَا بَالُ كُتْبِكَ قد أصْبَحَتْتنكبني معَ هذي النكبْ
وَأنْتَ الكَرِيمُ، وَأنْتَ الحَلِيمُوأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَ الحَدِبْ
و مازلتَ تسبقني بالجميلِو تنزلني بالجنابِ الخصبْ
وَتَدْفَعُ عَن حَوْزَتيّ الخُطُوبَ،وَتَكْشِفُ عَنْ نَاظِرَيّ الكُرَبْ
و إنكَ للجبلُ المشمخـر لي بَلْ لِقَوْمِكَ بَل للعَرَبْ
عُلى ً تَسْتَفَادُ  وَمَالٌ يُفَادُ،وَعِزٌّ يُشَادُ، وَنُعْمَى تُرَبْ
و ما غضَّ منيَ هذا الإسارُو لكنْ خلصتُ خلوصَ الذهبْ
فَفِيمَ يُقَرّعُني بالخُمُولِ مَوْلى ً به نِلتُ أعلى الرّتَبْ
وَكانَ عَتِيداً لَدَيّ الجَوَابُوَلَكِنْ لِهَيْبَتِهِ لَمْ أُجِبْ
فَأشْكَرُ ما كنتُ في ضَجْرَتيو أني عتبتكَ فيمنْ عتبْ ‍!
فَألاّ رَجَعْتَ فَأعْتَبْتَنيوَصَيّرْتَ لي وَلِقَوْلي الغَلَبْ!
فلا تنسبنَّ إليَّ الخمولَأقمتُ عليكَ فلمْ أغتربْ
وأصْبَحْتُ مِنكَ فإنْ كان فضْلٌوَبَيْني وَبَيْنَكَ فوق النّسَبْ!
و ما شككتنيَ فيكَ الخطوبُو لا غيَّـرتني فيكَ النُّـوبْ
و أسكنُ ما كنتُ في ضجرتيوَأحْلَمُ مَا كُنْتُ عِنْدَ الغَضَبْ
وَإنّ خُرَاسَانَ إنْ أنْكَرَتْعلُايَ فقدْ عرفتها ” حلبْ “
وَمِنْ أينَ يُنْكِرُني الأبْعَدُونَأمنْ نقصِ جدٍ أمنْ نقصِ أب؟
ألَسْتُ وَإيّاكَ مِنْ أُسّرَة ٍ،و بيني وبينكَ قربُ النسبْ!
وَدادٌ تَنَاسَبُ فِيهِ الكِرَامُ،و تربية ٍ ومحلٍ أشبْ!
و نفسٍ تكبرُ إلا عليكَوَتَرْغَبُ إلاّكَ عَمّنْ رَغِبْ!
فَلا تَعْدِلَنّ، فِدَاكَ ابنُ عَمّـــكَ لا بلْ غلامكَ – عمَّـا يجبْ
و أنصفْ فتاكَ فإنصافهُمنَ الفضلِ والشرفِ المكتسبْ
وَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَ القَرِيبَلياليَ أدعوكَ منْ عنْ كثبْ
فلمَّـا بعدتُ بدتْ جفوة ٌو لاحَ منْ الأمرِ ما لا أحبْ
فلوْ لمْ أكنْ بكَ ذا خبرة ٍلقلتُ : صديقكَ منْ لمْ يغبْ
قصائد أبو فراس الحمداني