وَرَائي أمامٌ والأمام وراء ~ إذا أنا لم تكبِرني الكبرَاء |
بأي لسان ذامني متجاهل ~ علي وخفق الريح فيّ ثَناء |
تكَلم بالقول المضلّل حاسد ~ وكل كلام الحاسدين هراء |
ومَنْ هوَ حتى يحمل النطق عن فمي ~ إليه وتمْشي بينَنا السفَراء |
وإنّي لَمثر يا ابن آخر ليلة ~ وإنْ عَزّ مال فالقنوع ثراء |
ومُذْ قال إنّ ابن اللئيمة شاعر ~ ذَوُو الجَهْلِ مات الشعر والشعَراء |
تُساوِرُ فَحْلَ الشعر أو ليث غابه ~ سِفاهاً وأنتَ الناقةُ العَشراء |
أتَمْشي القَوافي تحت غيرِ لوائنا ~ ونحْنُ على قُوّالِهَا أُمَراء |
وأيُّ عَظيمٍ راب أهل بلادنا ~ فإنّا على تغييره قدراء |
وما سلبتنا العز قط قبيلة ~ ولا باتَ مِنّا فيهِم أسَراء |
ولا سارَ في عرض السماوَة بارق ~ وليس له من قومنا خفراء |
ولسنا بفقرى يا طغام إليكم ~ وأنتم إلى معروفنا فقراء |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
لذاتنا إبل الزمان ينالها
لذَاتُنا إبِل الزمان ينالها ~ منّا أخو الفتكِ الذي هو خارب |
وأرى عناءً قِيدَ يغشى المرءَ من ~ بنتِ العناقيد الذي هو شارب |
ولسيّدِ الأقوام عند حجابه ~ طبعٌ يقاتلُهُ الحِجى ويحارب |
والشرُّ في الجَدّ القديم غريزة ~ في كل نفس منه عرق ضارب |
علم الإمام ولا أقول بظنه
عَلِمَ الإمام ولا أقول بظنه ~ إنّ الدُّعاةَ بسعيها تتكسّب |
هذا الهواءُ يلوحُ فيهِ لناظر ~ صور ولكن عن قريبٍ تَرسُب |
والناسُ جنس ما تميّز واحد ~ كل الجسوم إلى التراب تنسب |
والأري باطنَه متى ما ذقته ~ شري فماذا لا أبالَكَ تلسب |
وسيُقفر المصر الحريج بأهله ~ ويغص بالإنس الفضاء السبسب |
إن عذب المين بأفواهكم
إن عذُب المينُ بأفواهكم ~ فإنّ صِدقي بفمي أعذَبُ |
طَلبتُ للعالَمِ تهذيبَهم ~ والناسُ ما صُفّوا ولا هُذّبوا |
سألتُ من خالف عن دينِه ~ فأعوزَ المُخْبِر لا يكذبُ |
وأكثروا الدعوى بلا حجّة ~ كلٌّ إلى حَيّزهِ يجذبُ |
يحسن مرأى لبني ادم
يحسُنُ مرأى لبني آدم ~ وكلُّهم في الذوق لا يعذُب |
ما فيهمُ بَر ولا ناسك ~ إلا إلى نفعٍ له يجذب |
أفضلُ مِنْ أفضلِهم صخرة ~ لا تظلِمُ الناسَ ولا تكذِبُ |
هذا طريق للهدى لاحب
هذا طريق للهدى لاحبُ ~ يرضى به المصحوب والصاحب |
أهرُب من الناس فإن جئتهم ~ فمثلَ سأب جره الساحب |
ينتفعُ النّاس بما عنده ~ وهو لقى بينهم شاحب |