مِنْ أَيّنَ لي بقَوَادِمٍ وخوافي | كالطيرِ كي أُفُرِدْ بها أطرافي |
وأطيرُ في جو السَّماءِ مُيَمّمَاً | وَجْهَ الديارِ أَمُرُّ بالأَحْقَافِ |
وعلى ذُرَى صنعا أُحَلِّقُ بُرهةً | وأطوفُ لكن لا يَطُولُ طوافي |
فأحطُّ في جهرانَ دارِ أحبتي | وأَرِدْ على العَذّبِ الزُلالِ الصَّافي |
وأَحُوطُ بُسْتاني وأقطفّ زَهْرَهُ | وأنامُ في حِضْنِ الشتاءِ الدافي |
وتَجِيئَنِي الدنيا أو لا تَأتِنِي | مادمتُ بين وسادتي ولِحَافِي |
إنّي إذا جَنَّ الظلامُ بغربتي | أَقْضِيهِ لَيّلَ هواجسٍ وقوافي |
وأبِيّتُ سَهْرَاناً يُؤرقُني الهوى | ناري تُحَرّقُنِي ونوري طافي |
وأظلُ أنتظرُ الصَّبَاحَ كانَّما | أمشي على قدمي إلى السَّيَافِ |
داء الفراقِ أذَاقَنِي مُرَّ الهوى | وشَفَّنِي واللهُ منه الشَّافِي |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
قصيدة سلم على فلسطين
يا طير وأنت صادح عالي |
سلم عل العيال والحارة |
يا حافظ وصايا الأرض |
يا جانح في عرض الفجر |
سلم عل العيال والحارة |
غطيهم في عز البرد |
لو زاد النواح استشهد |
وإن طال الأسى إتنهد |
وفى قبر الشهيد إتمدد |
سلم عل العيال والحارة |
شبك للي كان بيأدن |
في صلاة الضحى والفجر |
غنيلهم على القانون |
غنى في إكتمال البدر |
السجن بعرض وطول |
ونحيب العيال مغزول |
وصراخ البكاري الحور |
من طعن القريب بالغدر |
سلم عل العيال والحارة |
الليلة تجيب ليلتين |
والجنة بقيت بروحين |
بيهز العيال المنخٌل |
يتدحرج على الجنبين |
ولسعة بؤؤنة بشاير |
بتزغزغ مطر أمشير |
وتخلى العيال صاحيين |
ولحد الضحى صادحين |
متكلفت ومش خايفين |
يا طير ياللى صادح عالي |
سلملي على فلسطين |
إن كنت قد اكننت
إن كنت قد اكننت لنفسي مصيبة | فأنا الملام بجهل بالعقبان |
فأنا الذي دفع الملذة بيننا | وأنا الملام بأخذ بالبهتان |
دفعت جنود من تشاخيص حرمة | وتقطعت قطعا ملا الفسقان |
سارت بي وبي الرياح تلوحت | وتشرقت شمس ملى العنيان |
افبعد ما سقطّ في ورق الخزى | ام بعد ما قد سرت بالعصيان |
تلوي رياح العصي فيك مغرية | وتنزل القلب من الحيئان |
افيا أصيحب عقلك ترجوا الذي | قد فتفت عقل من الفجران |
اوا ذاك يعقل من حلوم مفكر | ام ذاكم هذي من الهذَيان |
ام ذاكم إعمال عقل فاشل | ترك الوضوح إلى نكوس فلان |
ذاك التخبط حق حق المحبط | هويا به دونا من العقلان |
فيا ويلك حق إذا قد تستمر | في ذاكم فعلا من الخذلان |
تعصي الإله بكل ذنب بارد | وترى العظيم بأسفل الأعنان |
اوما خشيت تقلب الدنيا بك | تهوي بك نسف من النسفان |
فهل الفعال تراها في متوقف | من بعد ما قد فعت بالفيعان |
تترك ترى كل جديد مجمل | وترى القديم بأشنع الشنعان |
يبدلك ربك بالذي همت به | نفسك من الحب من الخفقان |
وترى الحياة تبدلت وتبدرت | محلوة بالحل و الجيران |
ترضي الإله بتركك الذنب الذي | أهلك نواجدك من التليان |
تنظر ترى كل الفواسق تشتهي | تنظر ترى كل الحلال بيان |
فأي ذاكم يا أصيحب عقلك | تختر وترى سير من الأزمان |
ذاك النصيح تراه لي حقا بي | وسلام قول من فم الشعران |
الدمع تفضحني
كلما اداري الحزن واخبيه بابتسامة |
الدمعه تفضحني وتجرحني الكرامة |
العقل نصحني اتركه شوف غيره ياما |
والقلب يقلي سامحه تكفيه الملامة |
ولما يسامحه قلبي ويقشع عنه غيمة |
يرجع يشاغلني يلوعني يسهني بغرامه |
حتى يحن قلبي يقلي مع السلامة |
رفض ماينفطم قلبي ويقنع من غرامه |
من حقه يستاهل يخطر كالحمامة |
عاده صغير جاهل يرعى شعب راما |
وانتم تلوموني ولا شفته قوامه |
والله ماسيبه الا يوم القيامة |
قصة حب معقدة معكي يا بلادي
أحببتك من كل قلبي يا بلادي |
لكنك جرحت قلبي |
و قلبي لن يشفي من هذه الإصابة |
منذ صغري كنت أتخيل العيش فيكي |
حياة سعيدة مع أحبائي |
و الآن وجدت نفسي في المهجر |
وحيدة و تعيسة من دون مفر |
كم أشتاق الأوقات السعيدة مع أحبائي |
كم أ شتاق المشي و الجري في الغابات |
كم أشتاق الضحك مع أصحابي |
لكن يا بلادي |
العيش فيكي مستحيل |
شعب لا يحب أمثالي |
حكومة ترهب شعبي |
نساء يمتن لأنهن نساء |
رجال يقتلون لأنهم رجال |
و البعض يفضحون ثم يسجنون |
الباقي يهربون و لا يعودون |
الفقر المادي ليس الذي يخيفني |
إنما هو فقر الوعي و الرحمة و الحب |
فقر الدماغ الهاربة |
فقر الأرواح الصابرة |
فقر العائلات الدافئة |
فقر حب الحرية و الجمال |
فقر التعاطف و الأمل |
و مهما أحبك يا بلادي |
لا أعلم كيف أنقذك من خسارتك |
لا أعلم كيف أخلصك من ضياعك |
اتمنئ أن يأتي اليوم الذي لن تحتاجي إنقاذا |
يوم سنعود كلنا يا بلادي العزيزة |
ريح الهوى
مالي أَحُسُّ رِيَاحاً تَجْمَعُ الحَطَبا | لِمَوّقِدٍ بَيْن صدري يُشّعِلُ اللّهَبَا |
وأي ريحٍ سوى ريحِ الهوى عصفتْ | فلم تجدْ غيرَ قلبي لِلّظى حَطَبَا |
نارٌ وريْحٌ بِصَحْرَائي وقَاحِلتي | أَنَّى أَجِدْ لِفوادي منهما هَرَبَا |
كم حدثوني ولكنْ لم أصدقهم | عن كل من تركَ الأحبابَ واغتربا |
قالوا على الجمرِ يمشي غيرَ مُنْتَعِلٍ | فقلتُ لكنْ لعلَّ الجمرَ ما التَهَبَا |
قالوا يَسِحُ دموعاً لا انكفافَ لها | كالغَيّثِ قلتُ ولكنْ ما سَقَتْ جِرَبَا |
قالوا يَشِيبُ هموماً ينحني قَلَقَاً | فقلتُ ماكان منها شامخاً عَزَبَا |
قالوا يُكابدُ حُزْنَا يشتكي ألَمَاً | يَئِنُ والليلُ من أنَّاتِهِ انتَحَبَا |
يذوبُ شَوقاً ويُذْكِي البينُ لَوعَتَهُ | فقلتُ لوكان يَلْقَى ذاك ماذَهَبَا |
قالوا ويَلْقَى عَنَاءً فوقَ طاقتهِ | ويَحْتَسي المُرَ من أكوابهِ تَعَبَا |
فقلتُ لابُدَّ من هذا وكيفَ لهُ | من دونهِ يَجْمَعُ الأموالَ والذَّهَبَا |
حتى تغربتُ عن أهلي وعن وطني | فكنتُ في سَفَرِي عنهم كأَهْلِ سَبَا |
تركتُ روحي ورائي وارتحل جسدي | والغيثُ من سُحْبِ عيني هَلَّ وانسكبَا |
وَدَّعْتُ من كنتُ في بستانهم مِلَكاً | أَجْنِي واقطتفُ الرُّمان والعِنَبَا |
وسِرتُ أبغي قِطَافَ الرزقِ مُغترباً | عنهم ولابُدَّ من أنْ أبذلَ السَّبَبَا |
عَانَيّتُ كُلَّ الذي قالوهُ عنْ كَثَبٍ | فقلتُ منْ جَرّبَ الأشياءَ ماكَذَبَا |
مانفعُ مالٍ بلا أَهَلٍ ولا وَلَدٍ | والمالُ ماأكلَ الأنسانُ أو شِرِبَا |
فعِشْ إذا شِئْتَ مستوراً بلا سَفَرٍ | فلا حياةَ لمنْ عنْ أَهْلِهِ اغتربا |