عَلِمَ الإمام ولا أقول بظنه ~ إنّ الدُّعاةَ بسعيها تتكسّب |
هذا الهواءُ يلوحُ فيهِ لناظر ~ صور ولكن عن قريبٍ تَرسُب |
والناسُ جنس ما تميّز واحد ~ كل الجسوم إلى التراب تنسب |
والأري باطنَه متى ما ذقته ~ شري فماذا لا أبالَكَ تلسب |
وسيُقفر المصر الحريج بأهله ~ ويغص بالإنس الفضاء السبسب |
أقصائد ابو العلاء المعري
أجمل أبيات الشعر و قصائد الشاعر الميز أبو العلاء المعري تجدونها في هذه الصفحة.
إن عذب المين بأفواهكم
إن عذُب المينُ بأفواهكم ~ فإنّ صِدقي بفمي أعذَبُ |
طَلبتُ للعالَمِ تهذيبَهم ~ والناسُ ما صُفّوا ولا هُذّبوا |
سألتُ من خالف عن دينِه ~ فأعوزَ المُخْبِر لا يكذبُ |
وأكثروا الدعوى بلا حجّة ~ كلٌّ إلى حَيّزهِ يجذبُ |
يحسن مرأى لبني ادم
يحسُنُ مرأى لبني آدم ~ وكلُّهم في الذوق لا يعذُب |
ما فيهمُ بَر ولا ناسك ~ إلا إلى نفعٍ له يجذب |
أفضلُ مِنْ أفضلِهم صخرة ~ لا تظلِمُ الناسَ ولا تكذِبُ |
هذا طريق للهدى لاحب
هذا طريق للهدى لاحبُ ~ يرضى به المصحوب والصاحب |
أهرُب من الناس فإن جئتهم ~ فمثلَ سأب جره الساحب |
ينتفعُ النّاس بما عنده ~ وهو لقى بينهم شاحب |
لا يغبطن أخو نعمى بنعمته
لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمته ~ بئسَ الحياة حياة بعدها الشَّجَب |
والحسُّ أوقَعَ حيّاً في مَساءتِه ~ وللزمانِ جيوشٌ ما لها لَجَبُ |
لو تَعلمُ الأرضُ ما أفعالُ ساكِنها ~ لطالَ منها لما يأتي به العجَب |
بدءُ السعادةِ أنْ لم تُخْلَقِ امرأةٌ ~ فهلْ تَودُّ جُمادى أنها رَجَبُ |
ولم تَتُبْ لاختيارٍ كان مُنْتَجَباً ~ لكنّكَ العُودُ إذ يُلحى ويُنتَجَب |
وما احتجبتَ عن الأقوام من نُسُكٍ ~ وإنما أنتَ للنّكراءَ مُحتجِب |
قالت ليَ النفسُ إني في أذىً وقَذىً ~ فقلتُ صبراً وتسليماً كذا يجب |
لاتفرحن بفأل إن سمعت به
لا تفرَحنّ بفألٍ إنْ سمعتَ به ~ ولا تَطَيّرْ إذا ما ناعِبٌ نعبا |
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها ~ والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا |
إذا تفكّرتَ فكراً لا يمازِجُه ~ فسادُ عقلٍ صحيحٍ هان ما صعبُا |
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها ~ حتى تموت وسمّى جِدّها لَعبِا |
وما الغواني الغوادي في ملاعِبها ~ إلاّ خيالاتُ وقتٍ أشبهتْ لُعَبا |
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله ~ إلى التراب وزادت حافراً تَعَبا |