عفوك للعالم لا تخلين

عفوك للعالم لا تُخلِيَن ~ حُنظبة منه ولا عنظبه
لا ظبةُ الصارم باشرتُها ~ فيك ولا زُرت لحجي، ظُبه
أبيات قصيرة للشاعر أبو العلاء المعري

أتصح توبة مدرك من كونه

أتصح توبة مُدركٍ من كونه ~ أو أسودٍ من لونه فيتوبا
كُتبَ الشّقاءُ على الفتى في عيشه ~ وليبلُغنّ قضاءهُ المكتوبا
وإذا عتَبتَ المرء ليس بمعتب ~ أُلفيت فيما جئتَه معتوبا
يبغي المَعَاشر في الزمان وصرفه ~ رتُبَاً كأن لهم، عليه رتوبا
قصيدة للشاعر أبو العلاء المعري

لو أنني سميت طيفك صادقا

لو أنّني سميت طيفَكَ صادقاً ~ لدعوتُهُ غضبان أو عَتّابا
قال الخيال كذبتَ لست بطارق ~ ليلاً ولم أكُ زائراً منتابا
فأجبته كم من كِتاب زائر ~ فاهتاج يَحلِف ما بعثت كتابا
لا تُثبتُ الأقلامُ زلة راقد ~ إنْ كنتَ بتّ بِحلمه مُرتابا
لم يعفُ ربُّكَ عن مصر مارد ~ لكن تجاوز عن مسيءٍ تابا
قصيدة لشاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري

أراك في الأرض سيارا إلى شرف

أراك في الأرض سياراً إلى شرف ~ كما شبيهك في الآفاق سيار
كأنّك البدر والدنيا منازله ~ فما تليقك إلا ليلة دار
من قصائد الشاعر أبو العلاء المعري

ورائي أمام والأمام وراء

وَرَائي أمامٌ والأمام وراء ~ إذا أنا لم تكبِرني الكبرَاء
بأي لسان ذامني متجاهل ~ علي وخفق الريح فيّ ثَناء
تكَلم بالقول المضلّل حاسد ~ وكل كلام الحاسدين هراء
ومَنْ هوَ حتى يحمل النطق عن فمي ~ إليه وتمْشي بينَنا السفَراء
وإنّي لَمثر يا ابن آخر ليلة ~ وإنْ عَزّ مال فالقنوع ثراء
ومُذْ قال إنّ ابن اللئيمة شاعر ~ ذَوُو الجَهْلِ مات الشعر والشعَراء
تُساوِرُ فَحْلَ الشعر أو ليث غابه ~ سِفاهاً وأنتَ الناقةُ العَشراء
أتَمْشي القَوافي تحت غيرِ لوائنا ~ ونحْنُ على قُوّالِهَا أُمَراء
وأيُّ عَظيمٍ راب أهل بلادنا ~ فإنّا على تغييره قدراء
وما سلبتنا العز قط قبيلة ~ ولا باتَ مِنّا فيهِم أسَراء
ولا سارَ في عرض السماوَة بارق ~ وليس له من قومنا خفراء
ولسنا بفقرى يا طغام إليكم ~ وأنتم إلى معروفنا فقراء
قصيدة لشاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري

لذاتنا إبل الزمان ينالها

لذَاتُنا إبِل الزمان ينالها ~ منّا أخو الفتكِ الذي هو خارب
وأرى عناءً قِيدَ يغشى المرءَ من ~ بنتِ العناقيد الذي هو شارب
ولسيّدِ الأقوام عند حجابه ~ طبعٌ يقاتلُهُ الحِجى ويحارب
والشرُّ في الجَدّ القديم غريزة ~ في كل نفس منه عرق ضارب
قصيدة لشاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري