| وُجُوهٌ مِنْ صَفِيقِ الْقَوْلِ شَاهَتْ | مَعَ الـسُّفَهَاءِ في فُحشٍ تَمَاهَتْ |
| وَبَــاتـتْ بَعْرَةً فِي إسْـتِ عِلْـجٍ | إِذَا مَــا يَضْرِطُ الْمَتْبُوعُ هَاهَتْ |
| تُــصَــفِّقُ لِــلْمَذَلَّةِ فِــي حِــمَاهَا | ذُيُــولٌ فِــي ظَــلَامِ الْغَيِّ تَاهَتْ |
| وَتَــفْخَرُ بِــالْعُلُوجِ بــكُلِّ خَطْبٍ | كَــعَــاهِرَةٍ بِــجَــارَتِهَا تَــبَاهَتْ |
| وَقَــدْ بَــلَغَتْ بِسَبْقِ الْعَهْرِ شَأوًا | لِكُلِّ وَضِيعَةٍ فِي الْخَلْقِ ضَاهَتْ |
| تَــمَادَتْ فِي الْجَرِيمَةِ دونَ لأيٍ | تُــحَضُّ عَلَى الرَّذِيلَةِ مَا تَنَاهَتْ |
| وَتَخْرُجُ مِنْ رَدِيءِ الْحَالِ تَبكي | كَبُومٍ فِي خَرَابِ الأَرْضِ نَاهَتْ |
عبدالناصر عليوي العبيدي
قصائد الشاعر العربي عبدالناصر عليوي العبيدي في مكتبة قصائد العرب.
الطبال
| أَهْــلُ الْــمَعَازِفِ أَتْــقَنُوا أَدْوَارَهُمْ | وَعَــلَــى الْــجَمِيعِ تَــفَوَّقَ الــطَّبَّالُ |
| ذَاكَ الْــمُــجَوَّفُ لَا عَــقِيدَةَ عِــنْدَهُ | الــسَّــوْطُ يَــمْلِكُ صَــوْتَهُ وَالْــمَالُ |
| فَــتَــرَاهُ يَــجْعَلُ خَــائِفًا مُــسْتَسْلِمًا | بَــطَــلًا تَــخَافُ لِــقَاءَهُ الْأَبْــطَالُ |
| مَــعَ أَنَّــهُ يَــخْشَى الــلِّقَاءَ بِــحُرَّةٍ | إِنْ لَـــمْ تُــكَــبِّلْ كَــفَّهَا الْأَغْــلَالُ |
| كَـــمْ لَــمَّعُوا نَــعْلًا عَــتِيقًا بَــالِيًا | حَــتَّــى ظَــنَــنْتُ بِــأَنَّــهُ جِــنِرَالُ |
| لَوْ ثَعْلَبُ الصَّحْرَاءِ، (رُومِلُ) ذَاتُهُ | ذَاكَ الَّـــذِي قِــيلَتْ بِــهِ الْأَقْــوَالُ |
| لَاقَــى الْــهِزَبْرَ أَبَا الْفَوَارِسِ مَرَّةً | مَـــاتَ ارْتِــعَــابًا أَوْ أَتَــاهُ خَــبَالُ |
| أَوْ (مُــونْتَغَمْرِي) قَــدْ يَفِرُّ مُوَلْوِلًا | إِنْ مَـــا أَتَـــاهُ الْــفَــاتِكُ الْــقَــتَّالُ |
| وَهُــوَ الَّــذِي أَضْــحَى ذَلِيلًا تَابِعًا | وَبِــــأَهْــلِــهِ يَــتَــحَــكَّــمُ الْأَرْذَالُ |
| حَــتَّــى الْــهَزَائِمُ خُــطَّةٌ مــحْبوكَةٌ | لَـــمْ يُــدْرِكُــوا أَبْــعَادَهَا الْــجُهَّالُ |
| قَــدْ كَــادَهَا الــلَّيْثُ الــسَّبَنْتَى لِلْعِدَا | حَــتَّى تُــمَرْطِلَ جَــيْشَهُمْ أَوْحَــالُ |
| مِــمَّــا يُــسَهِّلُ مَــوْتَهُمْ وَهَــلَاكَهُمْ | فَــبِــأَرْضِنَا تَــتَــسَارَعُ الْآجَـــالُ |
| عَــمْرٌو وَسَــعْدٌ وَالــزُّبَيْرُ وَخَــالِدٌ | فِــي سَــيْلِ صَاحِبِهِمْ هُمُ الْأَوْشَالُ |
| كَــلِمَاتُهُ الْــجَوْفَاءُ لُــغْزٌ غَــامِضٌ | فِــيــهَا يَــحَــارُ الْــفُطْنُ وَالْــعُقَّالُ |
| فَــبِهَا مِــنَ الْــفِكْرِ الْــعَمِيقِ مَنَارَةٌ | تَــسْرِي عَــلَى أَضْــوَائِهَا الْأَجْيَالُ |
| إِنِّي لَأَضْحَكُ مِنْ عَقَاعِقَ عَقْعَقَتْ | بِــهُــرَائِهَا مَــا صَــدَّقَ الْأَطْــفَالُ |
| سَــبَقُوا مُــسَيْلِمَةَ الْــكَذُوبَ بِــفَنِّهِمْ | مِـــنْ كِــذْبِــهمْ يَــتَــعَلَّمُ الــدَّجَّــالُ |
| يَـــا أُمَّــةً لِــلْجَهْلِ بَــاتَتْ مَــرْتَعًا | وَبِــأَرْضِهَا قَــدْ سَــاءَتِ الْأَحْوَالُ |
| مِــنْ أَلْــفِ عَامٍ كَسَّرَتْ أَصْنَامَهَا | وَالْآنَ يَــسْــعَى خَــلْفَهَا الــضُّلَّالُ |
| كُــلُّ الشُّعُوبِ تَطَوَّرَتْ وَتَحَرَّرَتْ | هَــلْ يَــا تُــرَى يَــتَحَرَّرُ الْأَنْذَالُ؟ |
الذئاب لايتغير طبعها
| ثُـعَـلُ الذِّئَابِ تغَـيَّرَتْ أشْكَالُهَا | كي تُـخْفِيَ الأَذيالَ بِالبَدْلَاتِ |
| سَرَقَتْ رَغِيفَ الْخُبْزِ فِي رَأْدِ الضُّحَى | حَتَّى أصَيْصَ الْوَرْدِ فِي الشُّرُفَاتِ |
| وَالْآنَ تُغْـدِقُ بِالْوُعُودِ لَعَـلَّهَا | تَـلْقَى الْقَبُولَ وذاكَ من هيهاتِ |
| وَلِكَيْ تُكَفِّرَ عَنْ صَقِيعِ شِـتَائِهَا | رَاحَتْ تُـبَـشِّرُ بِالرَّبِيعِ الآتِي |
| وَالغَدْرُ يَبْدُو فِي بَرِيقِ عُيُونِهَا | وَتَكَادُ تُخْفِي الشَّرَّ بِالبَسَمَاتِ |
| أَتُـصَدِّقُ الأَغْنَامُ ذِئْـبًا مَاكِـرًا | أَكَلَ الخِرَافَ وَرَاودَ النَّعجَاتِ |
| أَمْ أَنَّ ذَاكِرَةَ القَـطِيعِ ضَعِـيفَةٌ | تَـنْسَى الأَسَى وَتُكَرِّرُ الخَطوَاتِ |
| أَمَّا الذِّئَـابُ فَـلَا تُغَيِّرُ طَبْعَهَا | فالشََرُّ يَجثِمُ داخلَ الـنّيَّاتِ |
| مهما تُـرَدِّدْ من كـلامٍ ناعمٍ | لَنْ تَـخْدَعَ الْـعُقَلَاءَ بِالْخُطْبَاتِ |
| سـيـظلُّ ذيلُ الكلبِ مُعْوَجًّا ولو | أَبْـقَـيْـتَهُ فـي قَـالِـبٍ سـنواتِ |
الدب وسياسة احتواء الذئب
| دُبٌّ رَمـتهُ غــرائـبُ الأقـــدارِ | لــيــحوزَ كــرمًا مُــفعَمًا بــثمارِ |
| فــيهِ الــعناقيدُ الــشهيَّةُ والــجَنى | مــا قــد يُــثيرُ غريزةَ الــمَكّارِ |
| قــد حــرَّكتْ ذِئــبًا هزيلًا جائعًا | عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ |
| بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ | ويــصيبَ قسمًا من خراجِ الدارِ |
| ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ | يــبتزُّ خوفَ الأحــمقِ الــمِهْذارِ |
| وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفًا | يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ |
| والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ | فــيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ |
| بَــسَــمَاتُهُ يــخــفي بــها خــيباتِهِ | مُــتــظاهرًا بــالــعزِّ والإكــبــارِ |
| وهــناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ | ويــراقــبُ الأحــداثَ بــالمنظارِ |
| فــيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّرًا | كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ |
| يــادبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها | حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ |
| يــادبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم | رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ |
| إنَّ الذئابَ وإنْ ظننتَ وضوحَهمْ | بــحرٌ عــميقٌ غامضُ الأسرارِ |
| فــيهِ مــن الحيتانِ كلُّ مضرَّسٍ | تــرويضُهُ صَــعْبٌ على البحَّارِ |
| لا يــقهرُ الــحيتانَ غيرُ مُجرَّبٍ | قـــد قــلَّــعَ الأنــيابَ بــالأسفارِ |
| مازالَ يُصغي للشيوخِ ونُصحِهمْ | ويــخافُ مَــكْرَ الــساكنِ الغدَّارِ |
| وتــظنُّ نَفسَكَ قد غدُوتَ مُحنَّكًا | جَــلْدًا عــلى الأهوالِ والأخطارِ |
| نــمْ عِــندَ أُمِّكَ يا غلامُ فلمْ تزلْ | طــيرًا صــغيرًا أصــفرَ المنقارِ |
| بَشَرٌ على ظهرِ السفينةِ قد غدتْ | أرواحُــهــمْ مــرهــونةً بــقــرارِ |
| يــخشَونَ نــزوةَ ســادرٍ متهوِّرٍ | تُــلْقِي بِــهمْ كــنُشَارَةٍ فــي النارِ |
| هُــمْ ســادةٌ رُغْــمَ الــلئامِ أعــزةٌ | مــا هُــمْ مــن الأنــعامِ والأبقارِ |
شرار النساء
| شــرارُ الــنساءِ كــبردِ الشتاءِ | أســاسُ الــبلاءِ وأصــلُ العِللْ |
| تــعيدُ الــكلامَ وتهوى الخصامَ | فــتغدو الــحياةُ كــطعمِ البصلْ |
| جَشوبٌ شَجوبٌ قطوبٌ خلوبٌ | بــكلِّ الــخطوبِ تُــثيرُ الــجدلْ |
| بــصوتٍ أجــشٍّ كــهَشٍّ بــقَشٍّ | جــمالُ الأنــوثةِ عــنها ارتحلْ |
| كــرامُ الــنساءِ كــعطرِ المساءِ | وبــدرِ الــسماءِ إذامــا اكــتملْ |
| هَــلوبٌ عَروبٌ لعوبٌ وهوبٌ | تَــعَافُ الــعيوبَ كخطبٍ جللْ |
| تـــردُّ الــوفاءَ تــزيدُ الــعطاءَ | وتــهوى الــحياءَ بها والخجلْ |
| مَــضتْ بالمسيرِ كهدي البشيرِ | لــتغدو حــياةُ الــعَشِيرِ عَــسلْ |
| وشــرُّ الــرجالِ قــليلُ الــفِعالِ | كــثيرُ الــجدالِ عــديمُ الــحِيَلْ |
| حَــسودٌ كَــنودٌ حــقودٌ صَــلودٌ | عــنــيدٌ بــلــيدٌ شــديدُ الــكسلْ |
| رفــيقُ الــرِعاعِ كــثيرُ النزاعِ | رديءُ الــطباعِ كــثيرُ الخَطلْ |
| كَــذوبٌ غَضوبٌ قلوبٌ عَتوبٌ | عــديمُ الــمزايا كــفحلِ الــنَّحَلْ |
| كــريمُ الرجالِ حَميدُ الخصالِ | بــدربِ الــمعالي كــثيراً بَــذَلْ |
| طــليقُ الــمُحيّا كــوجهِ الــثريا | يَـــدرُّ ســخــياً كــغيثٍ هَــطَلْ |
| حصيفٌ شريفٌ لطيفٌ عفيفٌ | ولــمْ يُــرْوَ عــنه صَديقاً خَذلْ |
| وقــورٌ حــصورٌ جسورٌ غيورٌ | صبورٌعلى الناسِ صَبْرَ الجملْ |
| فــهذي الــسجايا بــكلِّ الــبرايا | عــلــيها الــخليقةُ مُــنذُ الأزالْ |
——————————-
الجَشُوبُ من النساءِ: الخشنة الغليظة
امرأةٌ شَجُوب: ذاتُ همٍّ تعلق قلبُها به
القَطُوبُ : القابضُ ما بين عينيه من جِلْدٍ عابساً
خَلُوبٌ :كَذَّابٌ، خَدَّاعٌ
الهَلُوبُ : المرأَةُ المتقرِّبة من زوجها، تحبُّه وتُقصِي غيرَه
العَرُوبُ : المرأَةُ المتحببة إلى زوْجِها
العَشِيرُ :الزَّوْج
رَجُلٌ صَلُودٌ : شَدِيدُ الْبُخْلِ
خَطِلَ في كَلاَمِهِ : أَتَى بِكَلاَمٍ فَاسِدٍ لاَ مَعْنَى لَهُ
الحَصُور : الممتنع عن الانغماس في الشهوات
العشق المهلك
| الذِّئْبُ يأكلُ كـلَّ يومٍ نَعجةً | وبِـعَدْلِهِ تَـتبجَّحُ الأغـنامُ |
| قالتْ مُخَلِّصُنا وحامي أرضِنا | وبـهِ غداً تـتحقَّقُ الأحلامُ |
| باتتْ كلابُ الحيِّ حاميةً لهُ | ودريـئَةً إذ ما أتـتهُ سهامُ |
| وترى الكلابَ إذا تعثَّرَ ذِئبُهمْ | يعلو النُباحُ كأنَّهُمْ أيتامُ |
| فكلاهما ذاتَ الفصيلةِ ينتمي | والذئبُ في حشدِ الكلابِ إمامُ |
| أمّا الرعاةُ تقول: ذئبٌ جائعٌ | قد جاءَ يَقصِدُنا ونحنُ كرامُ |
| أيجوعُ ذئبٌ والشياهُ كثيرةٌ | والجوعُ بينَ المؤمنينَ حرامُ |
| كُلْ ياصديقُ فلنْ نُحرِّكَ ساكناً | سـنغضُّ طرْفاً عـنكمُ وننامُ |
| خُذْ ما تشاءُ ولا تُهَدِّدْ عَرْشَنا | هـذا اتـفاقٌ بيننا ووِئامُ |
| مع إنَّـنا ندري بأنَّكَ كاذبٌ | وبأنَّ أبــناءَ الذئابِ لئامُ |
| لكنْ رَضِينا مُرْغَمِينَ لغايةٍ | يسعى لها الشيطانُ والأصنامُ |
| فجميعُنا ضدُّ النعاجِ حقيقةً | وعدوُّنا وعدوُّكَ الإسلامُ |
| أيلامُ ذِئبٌ بالغريزةِ حاقدٌ | أمْ إنَّ شُــذّاذَ الخِرافِ تلامُ |