لجين

يَحِنُّ قلبي للُقيا لجينُ تسيرُ
و صحبها مثلَ الظِباءٌ الغرائرُ
لقد أصابتني لجينُ بسهمٍ من
سهامِ عيونُها الخضرُ الفواتِرُ
لجينٌ و صويحباتها رباتُ خدرٍ
محصناتٌ دونَهنَّ ستائرُ
يَقولنَّ نعمْ من مثلِنا يرتجى
للرجالِ خَلٌ أو حبيبٌ مؤازرُ
ما ألا ليتَ طيف ٌمن لُجين
يأتي في مناميَ المساءُ زائرُ
سأتلو لها شغفي و كيفَ
بعدها دارتْ علينا الدوائرٌ
كمْ أحنُ لأيام الصبا يا لُجينُ
و تصبيني إليكِ العيونُ النواظرُ
و يا ليتَ إيامَ الشبابِ رواجعٌ
و الودُ بيني و بينكِ عامرُ
فهلْ تسمعُ الايام عتباً لعاتبٍ
لأخبرُها عن الخطوب الجوائرُ؟
راحتْ الأيام تسري على عجلٍ
و أن تصريف الحوادث غادرُ
أقولُ لَهُ يا دهرُ ما أنصفتَني
فأينَ مني خِلِّ و أين منيَ سامِرُ
فَما لجينُ إلا غزالٌ شادنٌ
نقيةٌ قلبٌ عفيفةْ سَرائرُ
أذا تفوهت ألحانُ سعدٍ
أو إنه صوتُ الحمامُ الهادرُ
في كُلِ وجنةِ منها الشمسْ
و نورُ جبينها البدرُ فيه زاهرُ
يأسِفُني ما بئتم بهِ بعدنا
إذ أحدثَ الدهر ما كُنّا نُحاذِرُ
كتبها الشاعر صالح مهدي عباس المنديل

الدنيا

اذا كنتَ ذو حظٍ عظيمٍ وقاكَ اللهُ
من نائباتِ الدَهرْ و الدهرُ غادرُ
لا يملُكُ ابن آدمَ من عمرهِ سوى
يومَهُ و ما ذاكَ إلّا طيفٌ سريعٌ عابرُ
تتخطَفُه الأحداث مِنْ كلِ جانبٍ
برقٌ في غمامِ المزنِ و المزنُ سائرُ
تفاوتَ الفتيانُ في الدُنيا نصيبهم
بين جزوعٌ على كربِ النائباتِ و صابرُ
و ما هي إلا دارُ بلوى تترصدنا الحادثاتُ
وما نَصيبُ منَ الحظِ و الحظُ جائرُ
فهذا غني و ذا فقير و ذاكَ ذو علمٍ
أو أخو جهالةَ لهُ اللذّات ليسَ البصائرُ
إذا أصابتهُ النائباتُ يَسلو بعد برهة
و إنها لِذي الألبابْ جرحٌ عميقٌ و غائرُ
فَما لذَّةٌ تبقى مثلُ ريعانُ الصبى و ما
حلمٌ كأيامِِ الكهولةِ و نُضجُ الضمائرُ
يزولُ بريق العين إذا ولى الشباب و
رصعتنا الحوادثُ و دارتْ علينا الدوائرُ
أرى الناسَ بَعدَ خمسينهمُ حطاماً كأنهم
أشلاء تمشي أو بقايا العصور الغوابرُ
ضرَّستهم حاثات الدهر و من آثاره
بهمُ ندوبُ الحوافرُ أو خدوش الأظافرُ
مضى زمانُ اللهوُ يأسفني لا عودٌ لهُ
و زمان الحب ُو الودُ ولّى فهوَ داثرُ
لا يفلحُ المرء في بيعٍ و شراء ما لم
يجيدُ معَ بعضِ الناسَ شدُ الأواصرُ
يغنيكَ حِسنُ الأداب عن علمِ عالمٍ
إن جمعتَ بينهما تُخَلدُ لذكراك المآثرُ
سقى اللهُ مَن جَدّ فيها و صانَ عرضهُ
فمن سواهُ في سباق المجدِ عُدَ خاسرُ
كتبها الشاعر صالح مهدي عباس المنديل

العلياء

غازِلُ الحسناء و لو ايقنتُ
يقيناً بأن يدي من ودِّها صفرُ
تُغريني حسناء فرعاء صعبٌ منالها
و قد عزتْ عليك و لو راياتُها حُمْرُ
لَهثتُ وراء منالَها سنينٌ من الدهرْ
و أعانَني في رحلتي الأيمانُ و الصبرُ
فلَمّا ادركتُ مرامي بها و جدتُ
لا العلياءُ تزهو و لا في خَمرِها سكرُ
لقد نلتُ الرجاءَ بعدَ طولِ العنا
حتى عرفتُ بأنَّني قد نالني خُسرُ
كتبها الشاعر صالح مهدي عباس المنديل

الرسول

تحية لمولد ضياء الكون اهلاً و مرحبابمولد الهادي اللذي كل عام حبه يتجددِ
مولد الهادي على صدر الزمان رايةشاخت الدنيا و عهده كل عام يجددِ
يا خير من انجبت حواء من ولد ومثلك يا رسول الله بعد اليوم لن تلدِ
بعثه الرحمن جل جلاله مؤزربالنصر إذ بالفرقان جاء مؤيدِ
و بيت بنيت للأسلام انت عمادهو صحبك فيه كالأطناب و الوتدِ
تلك عبقرية لم يري الناس مثلهاو لا بناء يشاد بلا سديد الرأي و الجلدِ
على الجزيرة جئت نور يستضاء بهيشعَ نورك هادٍ لمن بغى للحقِ ان يهتدي
من بني إسماعيل اشرق كوكبُ صافيالسريرة من سراة القوم من خير محتدِ
بعثت الروح في ارض الجزيرة بعدماكانت تروح بها الخطوب و تغتدي
و كأنها تغلفت بغبار معتم حاقالنفوس جموداً لدهر طويل سرمدي
أبا الزهراء بك أسدى الله يداً للجزيرةبيضاء وهي بعد يد الله خير يدِ
خمد شهاب المرسلين بما مضىو ما زال شهابك يا ابن عبدالله يتقد
الكون موحش و الطغاة تسوده حتىبزغ بدر رسول الله يهديها الى الرشدِ
غرّ الغمائم جرت على الجزيرة كثيفةو غزيراً امطرت بعد التمخض و الرعدِ
و حدت الشتات على كتاب الله فأقبلتاقوام الجزيرة على هدى القرآن تتحدِ
و من اية الله بسيفه المسلول ينصرجنده رغم قليلهم في التعداد و العُددِ
أتيتك اليوم يا رسول الله ماش على قدمٍأرجوك عند اشتداد الخطب تأخذ بيدي
شريعتك السمحاء مورد كل مشرعٍو من لحوضك يا ابن عبد الله لم يردِ
شريعتك أنصاف لكل مسكين و رادعلمن يطغى او يسوم الآخرين و يعتدي
امني النفس ان تلقاك غداً إذا النفوسبعثت و على حوضكْ يروم الكون أن يردِ
يوم يقوم جبريل بالناس خاطباًو يأذن في صفوف العرش هذا محمدِ
اذ يوفي الله النفوس بما كسبتسيكون يومها لنا مع الشفاعة موعدِ
يا قدوة الكون أو خير من بعثوالسنا بغيرك يا رسول الله يوماً نقتدي
انت خير الشافعين يوم ينصب الميزانو غيرك شفيع عند ذاك اليوم لن نجدِ
بعروتك الوسطى تمسكنا عسى اننبصر الاحباب و الأهلون في جنة الخلدِ
يقول الحاقدون اديناً بحد السيف ؟ قلنافهل دالت الدولات دون شفار المهندِ
صلاة الله عليك ما سجع الحمام و كذالصحبكِ و كل تابع ابيض الوجه و اليدِ
بك استفاقت شعوب الأرض من طولرقادها و مكنتَ جذوة علوم الارض تتقد
و من يروم بناء المجد ليس له غيرالجهاد سبيل إلى العلا و السوءددِ
أبا الزهراء طلبت منك شفاعة و عذتبربك أن لا شماتة بي من عاذل أو حاسد
ان البيان اعجز أن يوفي بمدح احمدفالمدح يصدح و عظيم الحوادث يشهدِ
لاحت بشائر بمولد الهادي الذيبمولده حب الملايين في كل عام يزددِ
ننهل دوماً من شريعة الهادي و نهتديو ليس كمثل أم الشرائع للهدى من موردِ
شريعة انارت الكون بهديها و بنائهاو أسكتت من تجرأ ان يعيب و ينقدِ
طغى الأنسان عن جشع و جهالة ولوادرك أن نعيمه زائل و هو غير مخلدِ
تراه ما زال باللذات يلهو و يلعب وبفجوره على الناس ما زال يعتدي
هذه الدنيا ايام عسر قليلة و كلنفس مع الفناء لها يومَ موعدِ
يا ليت شعري هل من وسيلة اورادع به بعض الأنام يفوق و يهتدي
يا رسول الله ادركنا بغربةٍ ظلماء بهاشح النصير و طال الصبر و الجلدِ
ناءي عن الديار بغربة طالت سنيهاو باب العود من كل ركن امسى مؤصدِ
كتبها الشاعر صالح مهدي عباس المنديل