| تفَوّهَ دهرُكم عجَباً فأصغُوا | إلى ما ظلّ يخبر يا شهودُ |
| إذا افتكَرَ الذين لهم عقولٌ | رأوا نبأً يحقُّ له السُّهودُ |
| غدا أهلُ الشّرائعِ في اختلافٍ | تُقَضُّ به المَضاجعُ والمهود |
| فقد كذَبَتْ على عيسى النّصارى | كما كذَبتْ على موسى اليَهود |
| ولمْ تَستَحدِث الأيّامُ خُلقاً | ولا حالتْ من الزّمنِ العُهود |
شعر أبو العلاء المعري
مجموعة كبيرة لقصائد المعري قصائد و شعر الشاعر الكبير أبو العلاء المعري أجمل ابيات شعر لابو العلاء المعري.
سنح الغراب لنا فبت أعيفه
| سَنَحَ الغُرابُ لنا فبِتُّ أَعيفُهُ | خَبَراً أمَضُّ من الحِمامِ لَطِيفُهُ |
| زَعَمَتْ غَوادي الطّيرِ أنّ لِقاءَها | بَسْلٌ تَنَكّرَ عندَنا مَعْروفُهُ |
| ولقد ذكرْتُكِ يا أمامَةُ بَعْدَما | نَزَلَ الدّليلُ إلى التّرابِ يسُوفُه |
| والعِيسُ تُعْلِنُ بالحنينِ إليْكُمُ | ولُغامُها كالبِرْسِ طارَ نَديفُه |
| فَنَسِيتُ ما كَلّفْتِنيهِ وطالَما | كلّفْتِني ما ضَرّني تَكْليفُه |
| وهَواكِ عِنْدي كالغِناءِ لأنّه | حَسَنٌ لَدَيّ ثَقِيلُهُ وخَفيفُه |
أرى الأيام تفعل كل نكر
| أرى الأيّامَ تفعلُ كلَّ نُكرٍ | فَما أنا في العَجائبِ مستزيدُ |
| أليسَ قُرَيشُكم قتلَتْ حُسيناً | وصار على خلافتِكم يزيدُ |
رويداً عليها إنها مهجات
| رُوَيْداً عليها إنها مُهَجَاتُ | وفي الدهْرِ مَحْياً لامرِئٍ ومَماتُ |
| أرى غَمَراتٍ ينْجَلِينَ عن الفَتى | ولكن تُوَافي بعْدَها غَمَرات |
| ولا بُدّ للإنْسانِ مِن سُكْرِ ساعةٍ | تَهُونُ عليه غيرَها السّكَرات |
| ألا إنما الأيّامُ أبْناءُ واحِد | وهَذي الليالي كلّها أخَوات |
| فلا تَطْلُبَنْ مِن عندِ يوْمٍ وليْلَةٍ | خِلافَ الذي مَرّتْ به السّنَوات |
لم يقدر اللَّه تهذيبا لعالمنا
| لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا | فلا ترومنّ للأقوام تهذيبا |
| ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُ | فتستفيدَ من التّصديق تكذيبا |
| إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُ | فما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا |
| يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُه | كالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا |
كم أمة لعبت بها جهالها
| كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها | فتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها |
| الخوفُ يلجئها إلى تصديقها | والعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها |
| وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ من | يسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها |
| يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـ | قَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها |
| سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّه | ومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها |