حين تشتد الأوهام على الأرواح |
ينغمس البشر في متاهات الأشباح |
يصبح العقل أسيرا بين الفتن والجراح |
التفت الظنون للبحث عن مأوى |
تصير الأفكار شبحا في مرآة كسيرة |
يعبد الناس أوثانا من وهم و دمى |
تتبدل في أيديهم كالسراب في ظمأ |
يرفعون رايات من خيوط عنكبوت |
ينشدون أناشيد من كلمات صماء |
تتلاشى أمام رياح تحمل الفناء |
تلبس الأكاذيب حللا من حرير الزمان |
ويباع الإيمان في أسرار الغدر والهوان |
تضيع الأعمار في ملاحقة السراب |
و يزين الباطل كحلى على صدر الزمان |
رزيڨ مريم
قصائد الشاعرة العربية رزيڨ مريم في مكتبة قصائد العرب.
رؤى متشابكة
انسابت الأحداث في بقاء الساعات |
أوراقها تلاشت بين تعثر المجتمعات |
بقاءها تحاصر في زمن التعرجات |
فأمسى الفساد سام التطلعات |
يتسلل وينهك كل النظامات |
يجوب الأروقة بمخيم الظلمات |
أفسد القلوب واخترق التفاوضات |
فإنخر في الجوانب بين المجتمعات |
قد تلاشت حدوده بمحاولات |
فاندثرت بين أضلع المخططات |
فإرتسمت أشباحه في زوايا السياسات |
استقرت خلف أقنعة الإختيارات |
بين أخاديد السلطة والإطارات |
تنسج شبكة باتقان الاتفاقيات |
واستعانت بعبقرية التخطيطات |
فغمرت العقول بدخان السلبيات |
نحو الأمام
إذا كان في اختراق السحب هدف |
فلنرتدي المنى وننسى الحذر |
سيعود الرجاء فالهدى مرتجا |
إذ كان التمني غاية ترجى |
لا نبلغ المجد حتى نبلغ الصبر |
بلا أمل سنغدو بلا ثمر |
تتعهد النفس على ناصية الأمل |
إذ كانت شمس الظروف في غياب |
سنحظى بالأعباء قبل الثواب |
فلا خير في بشر طال بلا عمل |
كغصون تعالت بدون ثمر |
ما إن تأخذ النفس الفلاح |
سيتولى الهم أدراج الرياح |
قد شهدت كتب بلا عنوان |
قد ترسبت معانيها في سطور |
فاذا أظلمت أرجااء الحق |
واذ نطقت العدالة فن التضليل |
واذا أدمن الورى فن النفاق |
وأصيب الزمن بالجفا |
لن أستنسخ قناعا لن ابالي |
فسلاما بأرض عهدت الكرام |
وبأهداف ترسخت بالاختلاف |
فأسفي على من اقتدى باللئام |
فذاب في خطاه بلا نصر |
أيتبع الأعلى خطا أدناه |
كم صادفنا صغار الشأن |
فلن نشهد منهم الا تقليلا |
لعل محصول الآمال ينسي |
فلا بكاء لما فات من الزمن |
إذ مشينا في درب من محن |
فقصائدي لن تنحت على صخر |
بل أدركها على أوراق الزمن |
بين خيوط الواقع
كم أبصرنا من يحرق الصواب |
وكم من نار غزت روح الشقاء |
كم من ورقات تناثرت برياح |
فجعلوها قدوة تحترق للأمام |
نسير في الدرب فنجهل الأمام |
نغدو واقعا فلا مناجيا سوى آملا |
نحيا اليوم فبئس حياة الممات |
لا يكفي كلاما
كفى ظنا بالموت شافيا |
اذ كان الدواء داء لا شافيا |
تقصد الضمير انما مناديا |
اذ كشف الزمن قناع الأفاعيا |
لا جزع في حوادث تثنيك راضيا |
فما حوادث الدنيا بقاء ناهيا |
نزل القضاء ضاق الفضاء |
فلا غنى عن الموت دواء ناجيا |
ولا حصن نقصده مناجيا |
نعيب الزمن وهو بشر تساخيا |
يعانق الدنيا لا سبيل باقيا |
عجبت لمن يعظ بما لا قاضيا |
ثوبه غارق في الماء صاديا |
ولثياب الانس غاسلا شاكيا |
ضمة القبر تنسي فلا ناسيا |
يسلب الزمن ليس راضيا |
حتى تسلب نفسه فلا شافيا |
تائه في بحر الأسى نائيا |
آخر العمر وحيدا مناديا |
لله أبقى عبدا وافيا |
أرفع حتى ترفع جنازتي |
نحو فجر الغد
قصائدي لا تنطق عناوينها بلا أجل |
رغم أنف التفكير تخدش بالأمل |
نستبعد باب الواقعية فلم تنتظر |
لم نجد هدفا يطرق بابا ما لم تودع |
ثقتي بأهدافي لا غير السواء |
ومن هنا إلا أشواك في السبيل |
فلا مأوى إلا الذات بلا وجل |
لا مجال للمنطق والعقل يفكر |
فلا شيئ يعني الذات عبثا |
فالعقل تجلى في أعماق الصمت |
حين تلاشى الضباب في ظلام |