| الأيام تمضي كأنفاس الرياح |
| تُخفي سرًّا وتبوح بجراح |
| تمضي سريعًا بلا انتظار |
| وتتركنا بين نورٍ وظلامٍ وسرار |
| عامٌ انقضى، كغريبٍ رحل |
| حمل أحلامًا وبعض الأمل |
| لكن في طيّاته درسٌ عميق |
| أن الحياة ظلٌّ ووقتٌ يضيق |
| وها هو العام الجديد يُطل |
| كفجرٍ ينادي بأملٍ مُجل |
| يحمل بين طياته أمنيات |
| ويكتب في الأفق ألف بدايات |
| فلنبدأ الإصلاح في العقول |
| ونزرع الخير فوق السهول |
| نجعل النور طريق اليقين |
| ونُعيد ترتيب ما كان دفين |
| فالحياة رحلةٌ لا تنتهي |
| بين ألمٍ يُزهر وفرحٍ يلتقي |
| وفي كل عامٍ بدايةُ نور |
| تُعيد ترتيب دروب الشعور |
رزيڨ مريم
قصائد الشاعرة العربية رزيڨ مريم في مكتبة قصائد العرب.
متاهة الذات
| يا نفسُ، كيف السبيلُ إلى عُلاه؟ | وأين ينبتُ ضوءُ الحقِّ في مَداه؟ |
| أأسأل الدربَ عن سرٍّ يلفُّ خطاي؟ | أم أكتفي بصدى الأحلامِ في سماه؟ |
| أبحثُ عنّي، أيا أزليّةَ الرؤيا | فكيف تكتملُ الأسئلةُ في صَفاه؟ |
| أسائلُ الوقتَ عن سِرٍّ يُزيحُ ظلامي | لكنّه ينثرُ الألغازَ في خُطاه |
| يا ظلَّ قلبي، أجبني: هل أنا يقين؟ | أم أنّني ضائعٌ في وهجِ اشتباه؟ |
| كلُّ الجواباتِ نارٌ، ما لها قرار | وكلُّ صوتٍ يُنادي سرَّه اشتكاه |
| يا نفسُ، مهلاً، فقد يُولدُ الضياءُ | حينَ التقتْ في حنايا الصمتِ نجواه |
نبض الفكرة
| أنا لستُ عابرًا في حياةٍ لا تعنيني |
| ولا أفتحُ أبوابًا لا تقودُ إلى حلمٍ سامٍ |
| قلبي مغمورٌ بالأهداف |
| وعقلي يفيضُ بالأفكارِ كالنهرِ الجاري |
| لا أبحثُ عن ظلالٍ باهتة |
| ولا أهوى علاقاتٍ بلا جذور |
| أنا هنا لأبني مجدًا |
| ليس للرياء، بل لأهداف تناديني |
| بين دفاترِ العلمِ أعيش |
| وفي أعماقِ المعرفةِ أجدني |
| كل فكرةٍ تُلامسُ عقلي |
| تصبحُ نبضًا يُحيي عالمي |
| أعيش بين البشر، لكنني مختلف |
| كشجرةٍ سامقةٍ تمتدُّ نحو السماء |
| لا أحتاجُ كثرةً حولي |
| فوجودي في دربِ الحقِّ يكفيني |
| أنا الحلمُ الذي لا يذبل |
| والطموحُ الذي لا ينطفئ |
| أمضي وفي داخلي عوالمٌ |
| تضيءُ الدربَ للأفقِ القادم. |
القيم المنقرضة
| في الدرب الطويل، يسكن الصبرُ، |
| مثل السحاب، في صمته يعتمرُ. |
| يُبنى بالدمع، ولا يتزعزع، |
| تحت الغيم، يتنفس، ولا ينهزم. |
| وفي العفو، بحرٌ عميق، |
| يخفي الهمس، ويطوي السقيع. |
| لا يراه سوى من غرق في الظلام، |
| وفي نسيانٍ، ينبت السلام. |
| أما الإخلاص، فهو نورٌ خفي، |
| يضيء الطريق، في الهدى يفي. |
| لا يعترف بالزمن ولا بالقدر، |
| وفي القلب، لا يتبدل ولا يغدر. |
| تسير الأرواح بين المدى البعيد، |
| والكلمات تهمس، والأفعال تبيد. |
| لا شيء يدوم في هذا الكون الزائل، |
| إلا ما كان في الصمت ثابتًا، لا يضائل. |
آخر الزمن
| حين تشتد الأوهام على الأرواح |
| ينغمس البشر في متاهات الأشباح |
| يصبح العقل أسيرا بين الفتن والجراح |
| التفت الظنون للبحث عن مأوى |
| تصير الأفكار شبحا في مرآة كسيرة |
| يعبد الناس أوثانا من وهم و دمى |
| تتبدل في أيديهم كالسراب في ظمأ |
| يرفعون رايات من خيوط عنكبوت |
| ينشدون أناشيد من كلمات صماء |
| تتلاشى أمام رياح تحمل الفناء |
| تلبس الأكاذيب حللا من حرير الزمان |
| ويباع الإيمان في أسرار الغدر والهوان |
| تضيع الأعمار في ملاحقة السراب |
| و يزين الباطل كحلى على صدر الزمان |
رؤى متشابكة
| انسابت الأحداث في بقاء الساعات |
| أوراقها تلاشت بين تعثر المجتمعات |
| بقاءها تحاصر في زمن التعرجات |
| فأمسى الفساد سام التطلعات |
| يتسلل وينهك كل النظامات |
| يجوب الأروقة بمخيم الظلمات |
| أفسد القلوب واخترق التفاوضات |
| فإنخر في الجوانب بين المجتمعات |
| قد تلاشت حدوده بمحاولات |
| فاندثرت بين أضلع المخططات |
| فإرتسمت أشباحه في زوايا السياسات |
| استقرت خلف أقنعة الإختيارات |
| بين أخاديد السلطة والإطارات |
| تنسج شبكة باتقان الاتفاقيات |
| واستعانت بعبقرية التخطيطات |
| فغمرت العقول بدخان السلبيات |