مَتَى يَانْسِيمَ الصِّبَا نَلْتَقِي؟ | فَنَشْتَمُّ مِنْكِ الْهَوَاءَ النَّقِيَّ |
إلَى كَمْ تَصُدِّيْنَ عَنْ حَيِّنَا | وَكُلُّ النَّوَافِذِ لَمْ تُغْلَقِ |
إِذَا لَمْ تَسَعْكِ عَلَى كُبَرِهَا | فَمِّرِي عَلَى بَابِنَا وَاطْرُقِي |
تَرَيَّنَا عَلَى الْبَابِ فِي لَهْفَهٍ | نُصَفِقٌ بِالْكَفِّ وَالْمِرْفَقِ |
أَيَأَتِي هَوَاكِ إِلَى دَارِنَا | فَنَعْزِفُ عَنْهُ وَلَا نَلْتَقِي |
سَتسْتَنْشِقُ العَرْفَ آنَافُنَا | وَأَنْتَ إِذَا شِئْتِ فَاسْتَنْشِقِي |
كَفَاكِ صِدُوداً أََلَا تَرْفِقِي | بِقَلْبٍ لِغَيْرِكِ لَمْ يَخْفِقِ |
هَجَرْتِي فُؤَادِي بلا رَحْمَةٍ | كَأَنَّكِ بِالْأَمْسِ لَمْ تَعْشَقِي |
أَأَظمَئُ وَالْمَاءُ فِي مَقْلَتَيْكِ | أَلَا تَسْمَحِينَ لَنَا نَسْتَقِي؟ |
أأرْقُدُ فِي سَرِيرِ الْحَصَى؟ | وَبَيْنَ تَرَائِبَكِ فُنْدُقِيٌّ |
أَلَّا يَنْضَحُ الْمِسْكُ أَثْوَابَنَا | وَيَنْدَى الْبَخُورُ وَلَمْ يُحْرَقِ |
إِلى كَمْ نُمْنِّي الْفُؤَادَ اللِّقَاءَ | مَتَى يَاخَيَالَاتِنَا تَصَدُقِي |
لَقَدْ طَالَ لَيْلٌ اغْتَرَبَاتِنَا | وَخَطَّ الْمَشِيبُ عَلَى مِفْرَقِي |
وَلَكِنْ سَنَبْقَى عَلَى عَهْدِنَا | مَتَى يَانْسِيمَ الصِّبَا نَلْتَقِي |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
المسودة المختصرة
يَا أَخَ الصَدِيقِ لاَ تُجَادِلْ صَدِيقَكَ |
إنَّ الجِدَالَ لاَ يَنْفَعُ مَعَ الصِبْيَانِ |
وَإِحْفِظْ حَقْ العَوْنِ لَكَ وَلِرَفِيقِكَ |
فَإِنَ الحِفْظَ يَخْمِدُ أَلْسِنَةَ اللُهْبَانِ |
كَمْ مِنْ سَاقٍ شَرَبَ مِنْ إِنَائِهِ |
وَلَمْ يُغْنِيهِ إِحْتِرَافُهُ فِي السُقْيَانِ |
الرَجَلُ لاَ يَخَافُ إِلاَ مِنْ رَبِّهِ وَخَالِقِهِ |
وَكَذَلِكَ أَنْتَ وَكُلُ مَخْلُوقٍ فِي كُلِ زَمَانِ |
إِنَ الحَمْدَ يَكُونُ لَهُ وَالشُكْرُ |
فَإِحْمَدهُ كُلَ دَقِيقَةً وَثَوَانِي |
الحسناء
أُغازِلُ الحسناء وقد |
أيقنتُ يقيناً بأنيَ خاسرٌ |
ويدي من ودِّها صفرُ |
أغرتكَ الحسناء |
صعبٌ منالها وقد عزتْ عليك |
ولو راياتُها حُمْرُ |
لَهثتُ وراء منالَها طوال |
الدهرْ واستعنتُ عليها |
بالترغيب والصبرُ |
فلَمّا أدركتُ مرامي |
بها وجدتُها لا العلياءُ تزهو |
ولا في خَمرِها سكرُ |
لقد نلتُ الرجاءَ |
بعدَ العناء |
إذ عرفتُ بأنَّني قد صابني خُسرُ |
إن سألتني عن الدنيا وغرورها |
احذر فإنها |
مغريةٌ راياتها حمرُ |
حسناء تنادي |
من يظفر بها له النيشان والتيجان |
والنهيُ والأمرُ |
توعدك بالمزيد |
والثراء والجمال |
صعب منالها دونها سترُ |
أوهمتني بأنهر في الجنان |
فطاردتها وحين استبنت الرشد |
قد رحل العمرُ |
سفينة في بحر مظلمٍ |
تلاطمها الأمواج |
صانعوها هواةٌ وربانها غمرُ |
سعادة اللقاء
وقد ظفرتُ بودِّ من أهواهُ | فبتُّ أسعدَ الخلقِ أجمعينا |
تقابلنا، وتحادثنا، وضحكنا | كأننا في جنة دُونَ جَفا |
وكأنما الزمانُ توقف عندنا | ولم يعد يُدركنا شيءٌ سوانا |
تناولنا الطعام، وتسامرنا | حتى بدا أذان الظهر قد أرانا |
فانصرفنا، وودعته بحسرةٍ | كأنني لن أراهُ بعدُ عيانا |
ولكن تبقى ذكراهُ في قلبِي | غذاءً لروحي، ونورًا بدا |
يا رب زدني من هذا الهيامِ | فإني في بحور الحبِّ صَبَا |
أما تنفك باكية بعين
أَما تَنفَكُّ باكِيَةً بِعَينٍ | غَزيرٍ دَمعُها كَمِدٌ حَشاها |
بسمة شفاك
ياوديـد القلـب والـروح تُؤنِسُها |
والعـين تُقِـرُها والحـنايا تحواك |
عيونـك! قلـبي كـلـيـم سهـامـها |
ويمـسي صـريـع بسـمة شِــفـاك |
إذا رأتـك عـيـوني كأنـك تُشُـلها |
وأغـمـض جفوني ولازلـت أراك |
ويـدوم طيـفـك يـمـر أمـامـهـا |
إذا رأت مــا فـيـه مــن حـــلاك |
ألا ذكـرت نفـس كنت انفـاسـها |
وذاك الـقـلب خـلـص صِــبـــاك |
فهـذا القـلب دنـيــاه سكــنـتـها |
فلـيتـك يـوما تُـسـكِـنه دُنـيــاك |
روحي لروحك تهفو فـتحـرمها |
وقلبي قلبك يرنو فيرى جـفـاك |
ألا رفـقت بـروح أنـت حبـيـبـها |
وألا رفقت بقـلب غريـق هـواك |
السحب تشبهني لحنت رعودها |
كمثـلـهـا قـلـبي يـحـن للــقيـاك |
ولـمـع البـوارق كيـف تـخـبئُـهـا |
كمثلي إذا خبأت بصدري هواك |