اسمَع مايُتلى وردد | بيتً تِلَو البيتِ يُردَدُ |
ما استقامَ وَلِيدٌ في مهدهِ | إلا عاشَ كهلاً بينَ حُسنِ صنائِعهِ يتعدَدُ |
ولو كَانَ غيرَ ذلكَ فِي حياتهِ | لرأيتَ عجَبَ العُجابِ فِي ذنّبِهِ يَتَودَدُ |
يَخطُو الخُطى في ليلهِ مُتَبَلِّجِ | حذرَ مِن خطأٍ مِن بينَ غرائِزهِ يتمرَدُ |
وفي النهارَ يمرَحُ في طُرقاتهِ ضاحكًا | مِن بينِ دفائنٍ همهِ مُتجرِّدُ |
وأن مرَ بقومٍ تَقطُرُ اصواتُهم جِلبةً | اشارَ لِركنٍ مِن الحياءِ يتوَقَدُ |
لايقبَلُ في دينهِ مِن الإغواءِ بِضعةً | ولا أمرًا فِي عقلِ ساذجٍ يَتجدَدُ |
لاينحني لحداثةِ الزمانِ وقُبحهِ | فطينٌ امامَ دنائةِ الأفعالِ يتبلَدُ |
لا العدُو في حضورهِ يجرأُ فاعِلاً | ولا السيفُ مِن غُمدهِ يَتوَلَدُ |
يُبقي السرَ في صدرهِ غائِبًا | رجُلاً كُلَ ماجارا الدهرُ عليهِ يتخلَدُ |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
يوم التأسيس
أَعْـلَنْتُ يَـوْمَ التَّأْسِيـسِ تَقْوِيـما | فيهِ الشُّهُـورُ تَزْهُو بِمَنْ حَـكَما |
عَــهْـدٌ مِنَ السُّــعُـودِيَّةِ الأُولى | مِنَ الـقُــرُونِ ثَـلاثَــةٌ قِــدَما |
حَقَّ لَهُ في الـتَّـارِيخِ تَـكْـرِيما | يَوْمَ اعْتَلى في الدِّرْعِـيَّـةِ العَلَما |
مِنْ بَعْدِ قَرْنَيْنِ صَاغَ مَـمْـلَكَةً | عَبْدُ العَزِيزِ بِالسَّـيْفِ قَدْ حَسَما |
أَرْسَى بِها حُكْماً أَوْرَثَ النِّـعَما | نَجْـداً وَأَرْضَ الحِجازِ وَالحَرَما |
كَـمْ أَكْـرَمُوا زائِـراً وَمُـقِــيما | أَوْفَى المُلُوكُ مِنْ بَعْـدِهِ ذِمَما |
شَـيْخُ المُلُوكِ سَـلْمانُ ذا عَزْمٍ | بِالعَدْلِ قَدْ بَاتَ الكُلُّ يَحْـتَكِما |
وَلِـيُّ عَـهْـدِهِ جَـاءَ مُـلْـتَـزِما | فِي رُؤْيَةٍ بِـها أَطْـلَـقَ الهِمَما |
عَلَى النُّهُوضِ قَدْ زَادَ تَصْمِيما | فَاقَ الخَيَالَ وَالحُلْمَ فِي نُيُوما |
وَكَمْ شَـهِـدْنا مِنْ قَـبْلِها أُمَـما | مِنْها الـمَـقَـرُّ وبَعْـدَها تَـيِـما |
فِي الحِجْرِ أَرْسَى المَدائِنَ قَوْمٌ | مِنْهُمْ ثَـمُودُ وَالحالُ قَدْ عُـلِما |
لِحْيانُ فِي العُلا نَقْشُهُمْ رَسَما | عَهْدًا وَفِيها الأَنْباطُ قَدْ حَـكَما |
كِـنْدَةَ فِي الفَـاوِ كَانَ قَـدِيـما | مِنْهُـمْ أَتَى لَـنَا الشِّـعْرُ وَالكَلِما |
حَضَارَةُ السُّعُودِيَّةِ أَسْمى | تَعْلُو عَلى الحَضاراتِ وَالأُمَما |
قَدْ نَالَها مِـنَ اللهِ تَــكْـرِيـما | أَلَـيْـسَ فِـيها الـنَّـبِيُّ وَالحَرَما |
العيد
أَعَادَ الْعِيدُ لِلْعُوَّادِ فَرْحاً | وَفَرْحُ الْعِيدِ بَهْجَتُهُ السُّرُورُ |
وَهَنّأَ كُلُّ ذِي قُرْبَى قَرِيباً | بِأَشْوَاقٍ يَغْمُرُهَا الشُّعُورُ |
امسك في حلمك
امسك كتابك والقلم |
وارفع على الساري العلم |
واغزل بإيدك بدلتك |
وانسى الهموم وبلاش ندم |
مين فينا يترك بصمته |
يبقى عزيز بين الأمم |
واللي يضيع بوصلته |
عمره ما يوصل للقمم |
امسك في حلمك واشتغل دا الدنيا تحلى بالعمل |
وما فيش نجاح من غير ألم |
اصنع سفينة للنجاة وارسم طريقك في الحياة |
واوعى يغرك العشم |
لما تدور ع الصحاب وقت المصايب والصعاب |
تلقى كتير زي العدم |
إياك في يوم تنسى الكلام وتقول خلاص حل السلام |
والديب هيحرس الغنم |
دا مافيش أمان إلا نجاحك ولو تسيب في يوم كفاحك |
تخلى حياتك م النعم |
تفضى جيوبك وتبان عيوبك |
وما تشعر إنك محترم |
صواريخ المصائب
ظهر الفسادُ وهيمنَ الإِجرامُ | فطغى وسُميَ بالحلالِ حرامُ |
فهوتْ صواريخُ المصائبِ فوقنا | شهبٌ تهاوت خلفها أَجرامُ |
بذنوبنا غيثُ القذائفِ هاطلٌ | يسقي البلادَ ونبتهُ الألغامُ |
ومدرعاتُ تجوبُ كلَ بلادِنا | والطائراتُ على السحابِ غمامُ |
ومدافعٌ وقنابلٌ في حقلِنا | زُرِعَتْ لكل البائسين طعامُ |
أما الرصاصُ بها نُدواي بعضَنا | تُشفى الجراحُ وتَسْكُنُ الألامُ |
من لم يمتْ قتلاً يموتُ مشرداً | أو جائعاً وعلى الطغاةِ سلامُ |
كم أصبحت هذي الحياةِ مخيفةً | ماعاد فيها للسلامِ حمامُ |
ماللديارِ هَوَتْ على أصحابها | فجثى على جثثِ الرجالِ ركامُ |
من ينجُ منهم خائفٌ ومشردٌ | أفلا تسعهم في الفضاءِ خيامُ |
مال النساءِ كثيرهن أراملٌ | وكثيرُ أطفال الورى أيتام |
بئس الوجوه بلا تَبسُمِ ثغرِها | أين الجمالُ؟ وكلها أورامُ |
لم لا أرى الأ العبوسَ بوجههِ | والبائسَ المعدمْ .. أذاك نظامُ |
فرضٌ علينا في الحياةِ جميعنا | أم سٌنةٌ.. ياأيها..الحكامُ |
أم أنهُ قدر نعيشُ بفقرِنا | وبجهلنا فجرتْ بهِ الأقلامُ |
إن كان هذا من قبيل ذنوبنا | فذنوبكم تُبدي بها الأيامُ |
لمَ أمةُ المليارِ نُكِسَ رأسُها | ذلاً ومصدرُ عزِها الأسلامُ |
من ذا يجيبُ فاستريحُ من | السؤال فتنجلي بجوابه الأوهامُ |
أنا من أجيبُ لأنّنا في غفلةٍ | عن ديننا رهن السباتِ نيامُ |
أكل الصدا نصلَِ الحُسامِ بغمدة | وكبا الجوادُ وكُبِلَ الضرغامُ |
وطغى الفسادُ فمُزِقَتْ أوطانُنا | إرَبَاً فسادَ العلج والأقزامُ |
لن ننتصر أبداً ولن نقوى | على كيد العدو وصفنا أقسامٌ |
ونحن في بُعدٍ عن الاسلام | لانصرٌ ولاعزٌ لنا و سلامٌ |
أنا شاعر
أنا شاعرٌ بيني وبينَ دفاتري | فلا أحدٌ يصغي لفيضِ مشاعري |
فَكُلّمَا أَنْشَدتُهمْ لِيْ قَصِيّدَةً | أُطَرّزُهَا بالدُّرِ أو بالجَوَاهِرِ |
يقولون لي أحسنتَ زُدّتَ فَصَاحةً | وإِنّهُ قَولٌ يُطَيّبُ خَاطري |
ولكن تُغِيْضُ القلبَ قَوّلَةُ جَاهلٍ | تُرَدِّدُ أشعاراً وَلَسْتَ بِشَاعِرِ |
وَقَوّلَةُ ذي علمٍ جَمِيلٌ رائعٌ | وشِعْرٌ كمثلِ اللؤلؤِ المتناثرِ |
ولكنَّها إنْ لم تخني فراستي | لشَوقي أميرِ الشِّعرِ أوللجواهري |
فَأَحْلفُ أَيّمَانَاً وَأُقْسِمُ أَنَّهَا | لِبَنَاتِ أفكاري وَأُمِّ مشاعري |
فيُفْتُونَنِي يَلْزَمْكَ كَفَارَةً بِهَا | ولاتعدْ يَوماً لِحِلّفَةِ فَاجِرِ |
فلا رأسُ مالي عادَ لي بِرِبَاطِهِ | ولا رِبّحُهُ بَعْدِ كُلٍّ خَسَائِرِي |