ورثنا عن الأجداد أمراض و جهل |
اذ لعن الله بالقرآن ثالثها الفقرُ |
فما الحياة إلا فنون العيش |
كملتها علوم تلاها الخير و البشرُ |
و بالعلم نسينا فنون العيش مجملة |
و لم يبقى من ذاك سوى القلةُ النزرُ |
اتى الوعي وبالاً على الانسان إذ |
يفتك بنا القلق و الخوف و الذعرُ |
ثم اتى الأدمان معضلة تفتك |
كالأفيون و التحشيش و السكرُ |
اخوى الجهالة يغرق في سبات |
و من يعي يعذبه التشكيك و الفكرُ |
من بنات الوعي و التعليم ضلوع |
الناس بالكسب و التخوين و الغدرُ |
رضينا بمكننة الحقل و التصنيع |
مكننة الأنسان معضلةٌ امرها نُكرُ |
اصبح الدولار رئيس ذوي التيجان |
هو الصادح المحكي الذي امره أمرُ |
نعلّم الأبناء علوم معقدة و نسينا |
مكارم الأخلاق و الجود و الصبر |
نقتني أشياء لسنا بحاجتها |
و الجار عن حاجةٍ ينتابه الضرُ |
نسينا أن حطام الدهر مهزلةٌ |
و ما النهاية الا عظامٍ لفها القبرُ |
ترى مدن التطور على مابها من ألقٍ |
فهي ساحات من امر المروءة قفرُ |
فهل يفوز العلم و التنوير أو انه |
سيحيله الأرض بعد رخائها كوكب قفرُ |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
ليلة زفاف
ليلة زفافها يا سادة |
هي في ليلة فرح… |
إنها ليلتها الأخيرة |
فرحة في قلبها |
لم تنظر إليّ وإلى أحوالي… |
أنا جالس على كرسي… |
أنظر والناس يضحكون |
الكل في فرحةٍ، |
وأنا وحدي حزين |
على فراقها يا سادة |
تلبس ثوبا أبيضا، وزوجها أسود |
جالسان على مقعد العرسان |
ملك ليلى
الا لليلى كما ليس لغيرها |
فهي تحكم كما تشاء في ملكها |
فقلبي لها وانا لها |
وروحي إن شاءت فداءً لها |
لا يلبي القلب كل من دعاه |
ولكنها كانت من أحياه |
دبت فيه روحاً فكان روحاً لها |
صنعت منه رجلٌ فصار رجلاً لها |
أحبها فأرادها فصانها |
صنع من نفسه درعا لحماها |
سطرت فيه وكأن ليس هناك سواها |
راحتها همه وملاذه رضاها |
سفينته أبحرت في ملامحها |
وفي عينيها مرساها |
أحبها ،أحبها ولا أريد سواها |
يوم الرحيل
قفي بباب الدار يا فوز هيا ودعينا |
فنحن غداة الغد حتما راحلينا |
قفي فداك اهلي و صحبتي |
و كل الناس من نازل بوادينا |
قفي و لا تبالي حادثات الدهر |
فشأن الحوادث و العوادي ان تلينا |
إعلمي ان فؤادي هذا اليوم و غداً |
و بعد غدٍ في الهوى بات رهينا |
إنّا على عهد الهوى أصدقنا |
و على الولاء و أقسمنا اليمينا |
لا تسمعي قول الوشاة بنا |
و حدثيني اليوم أخبركِ اليقينا |
و لا تبالي بعذل بعض الناس |
و إن بدوا تقاة و ركع ساجدينا |
ولا تعجبي يا خلة الروح اذا |
قال الحسود كلاماً يزدرينا |
لعمركِ ما ضرني لو كان |
جميع الخلق في حبكِ قرابينا |
فإن اتت على هوانا الحوادث عنوة |
فهل في الكون كسبٌ أن يواسينا |
ياحسرتي لقد غال الزمان المودةَ |
بيننا فبنا و بنتم وقال الدهر آمينا |
فبعد اليوم لن يرجى وصالاّ لنا |
فليسكت الدهر و لتهنأ أعادينا |
و بات الفراق من الأحبة هولا |
و زفرات الصدر تشجي لا تواسينا |
طوحت بنا سبل النوى الى صنعاء |
فلا خُلةٌ ترجى و لا داراً لتأوينا |
فلا الآمال بالأحلام مزهرةٌ و لا |
الدار داري و لا الأهلون أهلينا |
با لهفي على ذاك الزمن و لهفي |
على موضعٍ كان في بغداد يأوينا |
و رعى الله زمان الوصل في بغداد |
اذ كنا محض سكارى نمشي حالمينا |
و اليوم بنتم و بنّا و لا عدتم و لا عدنا |
و سيف الوجد مغمد في حواشينا |
و حسب كؤوس المنى في حب |
ظريف الخُلق ان تسقي المنونا |
و حسب اهل المودة اذ قبلوا |
كأس المنايا تُسقى دون أمانينا |
من استحوا قد ماتوا
أَيْــنَ الَّــذِينَ تَــفَلْسَفُوا وَتَمَنْطَقُوا |
وَلَــهُمْ (كَفُرْسَانِ الهَوَا) صَوْلاتُ |
هُمْ يَلْدَغُونَ مَدَى الزَّمَانِ جُلُودَنَا |
لا يَــــهْــدَأُونَ كَــأَنَّــهُمْ حَــيَّــاتُ |
مَــا بَالُهُمْ صَمَتُوا وَزَالَ فَحِيحُهُمْ |
لَــمْ تَــخْتَلِجْ بِــحُلُوقِهِمْ أَصْــوَاتٌ |
كَالأَرْنَبِ الخَرْسَاءِ تَلْزَمُ جُحْرَهَا |
وَبِــهَا تَــمُرُّ الــخَيْلُ وَالــغَارَاتُ |
أَفَــلا تَسِيرُ مَعَ الجُمُوعِ خُيُولُهُمْ |
آنَ الآوَانُ وَحَــانَتِ الــفُرْصَاتُ |
كَــي تَسْتَعِيدَ سَلِيبَهَا مِنْ خَصْمِهَا |
فَــلِــمِثْلِ هَـــذَا تُــعْقَدُ الــرَّايَاتُ |
الــصَّمْتُ لَيْسَ بِطَبْعِهِمْ، فَتَرَاهُمُ |
فِــي كُــلِّ نَــازِلَةٍ لَــهُمْ بَصَمَاتُ |
الْــخَوْفُ أَخْرَسَهُمْ وَقَصَّ لِسَانَهُمْ |
وَضَجِيجَهُمْ شَهِدَتْ لَهُ السَّاحَاتُ |
فَغَدًا إِذَا زَالَ السَّحَابُ وَأَشْرَقَتْ |
شَــمْسٌ، تَــعُودُ لِعَهْدِهَا الدَّبكَاتُ |
عَــاشَ الَّذِينَ لِعُرْيِهِمْ لَمْ يَخْجَلُوا |
فَتَفَاخَرُوا، وَمَنِ اسْتَحَوْا قَدْ مَاتُوا |
رثاء الشهيد
نعي عمي رحيل لهذمٍ هذا المسا |
وما ادركت هل الناعي أم المَنعي قتيلا |
اصاب بني المحمود شر بلية فنحته |
النائحات نهار اً و ليل الشؤم كان ذهولا |
ما كنت اعرف عن فقد الأحبة خبرة |
فقدتك و امسى فقدان الكرام ثقيلا |
تأن بنا الأرواح من هول فجيعةٍ آه ثم |
آه منك يا ليل الثاكلين فإني اراكَ طويلا |
و ليس لنا من حيلة بعد الردى |
و لن يكون لنا لردع الحادثات سبيلا |
بُلِّغنا انك قصيت فقيد ثاوٍ بقفرة |
اتخذت منزلا في تربة إلأعداء بتتَ نزيلا |
و كل شبر من ارض العراق حميته |
يود لو كان لك مثوىً بالرفات كفيلا |
عزاؤنا إن الفقيد عند العرش سعيدٌ |
باذن الله كان شهيدا بصحبته رسولا |
و من له في الدنيا شهيدا كان له من |
الشفاعة حبلا في جنان الخلد موصولا |
عتبي عليك يا عهد الصِبى أما وعدتني |
أن ينضج الصبى وعهدا بالرخاء طويلا |
لقد اضعنا فتاً صبياً ذكي القلب يعول |
عليه اذا اصاب الخطب إن كان جليلا |
وا ضيعتاه فقدنا فقيداً المعي وبعدك |
يا عباس كل ما جادت به الأيام كان ضئيلا |
قد ماتت الآمال لدى الفتيان حين رحيله |
و ليس كل هالك له كمثل فقداكَ رحيلا |
تسيل دموع الروح من شدة الأسى |
و ليس لنا لدرء احداث الزمان قبيلا |
نقي القلب سخي النفس ان عز الطلاب |
يسلي فهو خليل لمن لم يلفي خليلا |
كان بصيرته تزري بالكهول اذ نطق |
و بها يرتد طرف الشيخ اصبح كليلا |
لا رعى الله الحادثات تسارعت حتى |
جنت من ارواح اهل الحي صبية و كهولا |
قيل ان طوال الدهر يشفي كل مصيبة |
و هي فعلة الدهر بالنسيان تُرديك هزيلا |