| غشيتُ منازلاً بعريتناتٍ | فأعْلى الجِزْعِ للحَيّ المُبِنّ |
| تعاورهنّ صرفُ الدهرِ حتى | عَفَوْنَ وكلُّ مُنْهَمِرٍ مُرنّ |
| وقفتُ بها القلوضَ على اكتئابٍ | وذاكَ تَفارُطُ الشّوقِ المُعَنّي |
| أُسائِلُها وقد سَفَحَتْ دُموعي | كأنّ مَفيضَهُنّ غُروبُ شَنّ |
| بُكاءَ حَمامَة ٍ، تَدعو هَديلاً | مفجعة ٍ على فننٍ، تغني |
| الكني يا عيينَ إليكَ قولاً | سأهديهِ إليكَ، إليك عني |
| قوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْ | فليسَ يردّ مذهبها التظني |
| بهنّ أدينُ مَنْ يَبْغي أذاني | مداينة َ المداينِ، فليدنيب |
| أتخذلُ ناصري وتعزّ عبساً | أيَرْبوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنّ |
| كأنكَ منْ جمالِ بني أقيشٍ | يقعقعُ، خلفَ رجليهِ، بشنّ |
| تكونُ نَعامة ً طَوراً وطَوراً | هوِيَّ الرّيحِ، تَنسُجُ كُلّ فَنّ |
| تمنَّ بعادهمْ، واستبقِ منهمْ | فإنكَ سوفَ تتركُ والتمني |
| لدى جَرعاءَ، ليسَ بها أنيسٌ | و ليسَ بها الدليلُ بمطمئنّ |
| إذا حاوَلْتَ، في أسَدٍ، فُجوراً | فإني لستُ منكَ، ولستَ مني |
| فهُمْ دِرْعي، التي استلأمْتُ فيها | إلى يومِ النسارِ، وهمْ مجني |
| وهمْ وَرَدوا الجِفارَ على تَميمٍ | و هم أصحابُ يومِ عكاظَ إني |
| شَهِدْتُ لهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ | أتَيْنَهُمُ بوُدّ الصَّدْرِ منّي |
| وهُمْ ساروا لِحُجْرٍ في خَميسٍ | وكانوا، يومَ ذلك، عندَ ظنَيّ |
| وهُمْ زَحَفوا لغَسّانٍ بزَحْفٍ | رحيبِ السَّربِ أرعنَ مُرْجحنّ |
| بكلِّ مُجَرَّبٍ، كاللّيثِ يَسْمُو | على أوصالِ ذَيّالٍ رِفَنّ |
| وضُمْرٍ كالقِداحِ مُسَوَّماتٍ | علَيها مَعْشَرٌ أشباهُ جِنّ |
| غداة َ تعاورتهُ ثمّ، بيضٌ | دفعنَ إليهِ في الرهجِ المكنّ |
| ولو أنّي أطَعْتُكَ في أُمورٍ | قَرَعْتُ نَدامَة ً منْ ذاكَ سِنّي |
الشعر الجاهلي
قصائد شعر من العصر الجاهلي أجمل أبيات الشعر الجاهلي امرؤ القيس و النابغة الذبياني وغيرهم من شعراء العصر الجاهلي.
فتى تم فيه ما يسر صديقه
| فَتى تمّ فيهِ ما يَسُرّ صديقَهُ | على أنّ فيه ما يُسيءُ المُعادِيَا |
| فتًى كملَتْ أخلاقُهُ غير أنّهُ | جوادٌ فما يبقي على المالِ باقيا |
ولست بذاخر لغد طعاما
| ولستُ بذاخرٍ لغدٍ طعاماً | حذارَ غدٍ لكلّ غدٍ طعامُ |
| تمحضتِ المنونُ لهُ بيومٍ | أتَى ولكلّ حاملة ٍ تمامُ |
رب رام من بني ثعل
| ربَّ رامٍ من بني ثعلٍ | مُتلِجٍ كَفَّيهِ في قُتَرِه |
| عارض زوراء من نشم | غَيرُ باناةٍ عَلى وَتَرِه |
| قد أتتهُ الوحشُ واردة ً | فَتَنَحّى النَزعُ في يَسَرِه |
| فرماها في فرائصها | بِإِزاءِ الحَوضِ أَو عُقُرِه |
| بِرَهيشٍ مِن كِنانَتِهِ | كَتَلَظّي الجَمرِ في شَرَرِه |
| راشه من ريش ناهضة | ثُمَّ أَمهاهُ عَلى حَجَرِه |
| فَهْوَ لاَ تَنْمي رَمِيّتُهُ | مالُهُ لا عُدَّ مِن نَفَرِه |
| مُطْعَمٌ للصَّيْدِ لَيْسَ لَهُ | غَيرُها كَسبٌ عَلى كِبَرِه |
| وخليلٍ قد أفارقه | ثُمَّ لا أَبكي عَلى أَثَرِه |
| وَابنِ عَمٍّ قَدْ تَرَكْتُ لَهُ | صَفوَ ماءِ الحَوضِ عَن كَدَرِه |
| وَحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُناً | وَحَديثٌ ما عَلى قِصَرِه |
| وَبنُ عَمِّ قَدْ فُجِعْتُ بِهِ | مِثْلِ ضَوْءِ البَدْرِ في غُرَرِهْ |
لقد قلت للنعمان يوم لقيته
| لقد قلتُ للنّعمانِ يوْمَ لَقيتُهُ | يُريدُ بَني حُنَّ بِبُرقَةِ صادِرِ |
| تجنبْ بني حنّ فإنّ لقاءهمْ | كَريهٌ وَإِن لَم تَلقَ إِلّا بِصابِرِ |
| عِظامُ اللُّهى أوْلادُ عُذْرَة َ إنّهُمْ | لَهاميمُ يَستَلهونَها بِالحَناجرِ |
| وهمْ منعوا وادي القرى من عدوهم | بِجَمعٍ مُبيرٍ للِعَدوِّ المُكاثِرِ |
| منَ الوارداتِ الماءِ بالقاعِ تستقي | بِأَعجازِها قَبلَ اِستِقاءِ الخَناجرِ |
| بُزاخِيّة ٍ ألْوَتْ بلِيفٍ، كأنّهُ | عِفاءُ قِلاصٍ طارَ عَنها تَواجرُ |
| صغارِ النوى مكنوزة ٍ ليسَ قشرها | إِذا طارَ قِشرُ التَمرِ عَنها بِطائِرِ |
| هُمُ طَرَدوا عَنها بَلِيّاً، فأصبْحتْ | بَليٌّ بِوادٍ مِن تِهامَةَ غائِرِ |
| وهم منعوها من قضاعة َ كلها | وَمِن مُضَرَ الحَمراءِ عِندَ التَغاوُرِ |
| وهم قتلوا الطائيَّ بالحجر، عنوة ً | أَبا جابرٍ وَاِستَنكَحوا أُمَّ جابرِ |
واستبق ودك للصديق ولا تكن
| واستبقِ ودكَ للصديقِ ولا تكن | قتباً يعضّ بغاربٍ ملحاحا |
| فالرفقُ يمنٌ والأناة ُ سعادة | فتأنّ في رفقٍ تنالُ نجاحاَ |
| واليأسُ ممّا فاتَ يعقِبُ راحَة ً | ولربّ مَطعَمة ٍ تَعودُ ذُباحا |
| يعدُ ابنَ جَفنَة َ وابن هاتكِ عَرشه | و الحارثينِ، بأن يزيدَ فلاحا |
| وَلَقَد رَأى أَنَّ الَّذي هُوَ غالَهُم | قد غالَ حميرَ قيلها الصباحاَ |
| وَالتُبَّعَينِ وَذا نُؤاسٍ غُدوَةً | وَعلا أُذَينَةَ سالِبَ الأَرواحا |