رمتني بلحظها الفتاكِ فاتنةٌ |
في الحيِ هيفاءُ عشاقها كُثرُ |
تطوفُ على الحيِ غادةٌ ميساءُ |
نحيلةِ الخصرْ فرعاءُ باسمةُ الثغرِ |
إن تَبَسمَّت كشفتْ درراً ما |
بعدِ شفاهها واللمى السمرُ |
جَلَ الذي سوى الملاحةَ آيةً في |
الوجناتِ السمرْ والمقلُ الخضرُ |
إذا تَحَدَّثَتْ لها بسمةٌ بيضاءُ |
سَلَبَتْ مَنيَّ سنى الألبابِ والفكرُ |
تقولُ مهلاً فمنْ يُجارينا نحنُ |
الناجياتُ السمرُ آيتهُ الصبرُ |
واحذرْ فَمودةُ الحسانُ الحورْ |
أثمانها البيضُ والضمرُ الشقرُ |
لها أقراطٌ ترنحُ على الخدينْ |
صفائحٌ من لجينٍ زانها التبرُ |
تقولُ ليْ مهلاً إذ أوشكَ البعدُ |
بيننا فهذهِ الأيامُ شيمتها الغدرُ |
قلتُ لها عهودي مواثقٌ وإنْ |
جارتْ الأيامُ أو غدرَ الدهرُ |
لكن تفرقُ بيننا الأيامُ جوراً ولمْ |
يبقى سوى الآلامُ أو طيبْ الذكرُ |
فَما عزاء الثاكلينَ أحبةً |
سوى طيبُ السلوانُ والصبرُ |
وما نحنُ بعدَكِ يا سمراء إلا |
حُطَام الدهرْ والأحداثْ والقهرُ |
سيبقى رسمُكِ في عيني على المدىْ |
ويصونُ سرُّكِ الأحشاءُ والصدرُ |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
عالم المصالح
نَــعِيشُ فــي عَــالَمٍ خــالٍ مِنَ القِيَمِ | يَــحْمِي الــعَمَلَّسَ لا يَــهْتَمُّ بِــالغَنَمِ |
يَــقُولُ لا تَــقْلَقُوا ما عَادَ مِنْ خَطَرٍ | خَفَّتْ لَدَى السِّيدِ طَوْعًا شَهْوَةُ النَّهَمِ |
أَلا تَـــرَوْنَ بِـــأنَّ الــذِّئْبَ مُــبْتَسِمٌ | وَيَــنْشُرُ الــسِلْمَ فــي الآفَاقِ والأَكَمِ |
أَعْــطَى وُعُــودًا بِــألَّا يَــعْتَدِي أَبَدًا | وَهْــوَ الَّــذِي بَرَّ في مَاضِيهِ بِالقَسَمِ |
إِلّا إِذَا غَــبَّــرَ الــخِرْفَانُ مَــخْدَعَهُ | وَلَــمْ يَــعُدْ قَــادِرًا يقوى على الأَلَمِ |
وَكَيْفَ يُؤْمَنُ مَنْ سَاءَتْ مَرَاضِعُهُ | وَالــغَدْرُ يَكْمُنُ في الأَطْبَاعِ والشِّيَمِ |
كُــلُّ الــثَعَالِبِ لِــلسِّرْحَانِ مُــهْطِعَةٌ | تُــبْدِي الــنَّدَامَةَ عَــمَّا قِيلَ مِنْ تُهَمِ |
وَهْوَ الضَّعِيفُ الَّذِي تَحْمِيهِ كَوْكَبَةٌ | أَرَاذِلُ الخَلْقِ في الأَمْصَارِ والأُمَمِ |
كَــأَنَّــهُ الــبَدْرُ وَالأَجْــوَاءُ حَــالِكَةٌ | وَمَا سِوَاهُ سَيَهْدِي النَاسَ في الظُّلَمِ |
مَا لِلْخِرَافِ سِوَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ | فَــلْيَسْتَعِينُوا بِــرَبِّ الــبَيْتِ وَالحَرَمِ |
مَــنْ يَردُفِ القولَ بالأفعالِ مُلتزماً | لاَ بُــدَّ مُــنتصراً. يَــرْقى إِلَى القِمَمِ |
نزغة من نفسي
ألِأَنَّنِي يَوْمًا خَضَعْتُ لِحَدْسِي | قَدْ يُنْتَهَى بِي فِي مَآزِقِ بُؤْسِي؟ |
لَمَّا اِلْتَقَيْتُكَ كِدتُ أُشعُر أنني | مَلَكٌ أُديرُ الكون .. وجهُك شمسي |
أَسْهَبْتُ عَنْكَ وَخِلْتُ أَنَّكَ خَالِدٌ | توَهمتُ أَنَّكَ لِي حَدِيثٌ قُدْسِي |
وَحَلَفْتُ أَنَّكَ رَكْعَةُ فِي مكّةٍ | أَو ريحُ حظٍ جئتَ تَقْتُلَ نَحسِي |
أَوْ رَأْسُ خَيْطٍ نَحْوَ دِينٍ مُخْلِصٍ | أَوْ رُوحُ مَلَكٍ لِي تَمَثّلَ إِنْسِي |
قَدْ خُيلَ لِي أَنِّي بِدُونِكَ تَائِهٌ | فَغَدَوْتُ أُصْبِحُ فِي الْهُيَامِ وَأُمْسِي |
وَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إِلَيَّ | وَجَهِلْتُ أَنَّكَ نَزْغَةٌ مِنْ نَفْسِي |
فَلَمَحْتُ أَطْوَاداً بِصَدْرِكَ تقتدر | أَن تُثْلِجَ الْقَهَوَاتِ دَاخِلَ كَأْسِي |
فَقَبَسْتُ مِنْ ثَمَرَاتِكَ الْيُنْعِ الَّتِي | مِنْ بَعْدِهَا سُمِّيتُ ظَالِمَ نَفْسِي |
أَسَهَوْتُ عَنْ رَبِّ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا؟ | أَأَضَعْتُ عَقْلِي أَمْ سُلِبْ مِنْ رَأْسِي؟ |
هل كان شيطانٌ يُجَرجِرني إليك ؟ | أَنَسْيتُ أنّي راهبٌ في الأمسِ؟ |
أَنَا لَيْسَ عَاصٍ بَلْ أَنَا مَعْصِيَةٌ | لَطَخْتُ كَوْنًا كَامِلًا مِنْ رِجْسِي |
أَنَا مَنْ عَصَيْتُ اللَّهَ رَغْمَ حُلُولِهِ | فِي مَهْجَتِي، هُوَ بَهْجَتِي هُوَ أُنْسِي |
رَبَّاهُ إِنِّي بِتُّ مِنْ أَلَمِ النَّدَمِ | أَبْكِي وَأَصْرُخُ فَوْقَ حَدِّ الْهَمْسِ |
أَضْحَتْ زَوَايَا غُرْفَتِي مُحْتَارَةً | لَمَّا رَأَتْنِي قَدْ قُتِلْتُ بِفَأْسِي |
فَتَارَةً أَصْرُخُ لِمَوْتِي طَالِبًا | وَتَارَةً أَرْضَى بِعَيْشِ الْحَبْسِي |
شمائل
ألمحتُ في المدينةٍ ظبياً | سمراءُ و ذي تمائمْ |
سُبحانَ الذي اثرى على | يديْ ريا المعاصمْ |
فودها اريجُ وردٌ | و الثغرُ يجودُ بالمكارمْ |
و الجمرُ على الخدينِ وهجاً | و الشذى على حمرِ المباسمْ |
شعرُها على المتنينِ دانيٍ | اسودٌ كلونِ الليلِ قاتمْ |
و على الفودينِ كثٌّ | يَسعى كما تسعى النسائمْ |
في أصلِها فرعُ عدنانْ | و النهى و جودُ حاتمْ |
تَنأى عن الوشاةِ عمداً | و هديلها صوتُ الحمائمْ |
كريمةُ المحتدْ و النهى | ومن صلبِ الأكارمْ |
هيفاء على الجيدِ ترنحْ | و الثغرُ على الدوامِ باسمْ |
و الكلامُ منها بلسمْ | سلافُ تسقيهُ الغمائمْ |
ما اطيبُ عهدنا و أجمَلْ | و الفؤادُ في هواكِ هائم ْ |
فليذهبُ العذالُ شتى | ما دامتُ في هواكِ ناعمْ |
أجوبُ في بحرِ الهوى و اسرفْ | طَرِبٌ فيه و لستُ نادمْ |
أريد
أُرِيدُ وِصَالُكَ وَأَخْشَى مِنْ خِصَالِكَ |
أُرِيدُ حِوَارُكَ وَأَخْشَى مِنْ صَمْتِكَ |
أُرِيدُ قُرْبُكَ وَأَخْشَى مِنْ اِبْتِعَادِكَ |
أُرِيدُك وَأَخْشَى مِنْ فِرَاقِكَ |
أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ وَأَخْشَى مِنْ جَهْلِكَ |
أُرِيدُ مُجَاوِرَتُكَ وَأَخْشَى مِنْ غَضَبِكَ |
أُرِيدُ حُبُّكَ وَأَخْشَى مِنْ كُرْهِكَ |
أُرِيدُ اهتمامك وَأَخْشَى مِنْ هَجْرِكَ |
أُرِيدُ سَعَادَتُكَ وَأَخْشَى مِنْ حُزْنِكَ |
أُرِيدُكُ عِشْقَكَ وَأَخْشَى مِنْ تَجَاهُلِكَ |
أُرِيدُكُ وَأَخْشَى مِنْكَ |
الطبال
أَهْــلُ الْــمَعَازِفِ أَتْــقَنُوا أَدْوَارَهُمْ | وَعَــلَــى الْــجَمِيعِ تَــفَوَّقَ الــطَّبَّالُ |
ذَاكَ الْــمُــجَوَّفُ لَا عَــقِيدَةَ عِــنْدَهُ | الــسَّــوْطُ يَــمْلِكُ صَــوْتَهُ وَالْــمَالُ |
فَــتَــرَاهُ يَــجْعَلُ خَــائِفًا مُــسْتَسْلِمًا | بَــطَــلًا تَــخَافُ لِــقَاءَهُ الْأَبْــطَالُ |
مَــعَ أَنَّــهُ يَــخْشَى الــلِّقَاءَ بِــحُرَّةٍ | إِنْ لَـــمْ تُــكَــبِّلْ كَــفَّهَا الْأَغْــلَالُ |
كَـــمْ لَــمَّعُوا نَــعْلًا عَــتِيقًا بَــالِيًا | حَــتَّــى ظَــنَــنْتُ بِــأَنَّــهُ جِــنِرَالُ |
لَوْ ثَعْلَبُ الصَّحْرَاءِ، (رُومِلُ) ذَاتُهُ | ذَاكَ الَّـــذِي قِــيلَتْ بِــهِ الْأَقْــوَالُ |
لَاقَــى الْــهِزَبْرَ أَبَا الْفَوَارِسِ مَرَّةً | مَـــاتَ ارْتِــعَــابًا أَوْ أَتَــاهُ خَــبَالُ |
أَوْ (مُــونْتَغَمْرِي) قَــدْ يَفِرُّ مُوَلْوِلًا | إِنْ مَـــا أَتَـــاهُ الْــفَــاتِكُ الْــقَــتَّالُ |
وَهُــوَ الَّــذِي أَضْــحَى ذَلِيلًا تَابِعًا | وَبِــــأَهْــلِــهِ يَــتَــحَــكَّــمُ الْأَرْذَالُ |
حَــتَّــى الْــهَزَائِمُ خُــطَّةٌ مــحْبوكَةٌ | لَـــمْ يُــدْرِكُــوا أَبْــعَادَهَا الْــجُهَّالُ |
قَــدْ كَــادَهَا الــلَّيْثُ الــسَّبَنْتَى لِلْعِدَا | حَــتَّى تُــمَرْطِلَ جَــيْشَهُمْ أَوْحَــالُ |
مِــمَّــا يُــسَهِّلُ مَــوْتَهُمْ وَهَــلَاكَهُمْ | فَــبِــأَرْضِنَا تَــتَــسَارَعُ الْآجَـــالُ |
عَــمْرٌو وَسَــعْدٌ وَالــزُّبَيْرُ وَخَــالِدٌ | فِــي سَــيْلِ صَاحِبِهِمْ هُمُ الْأَوْشَالُ |
كَــلِمَاتُهُ الْــجَوْفَاءُ لُــغْزٌ غَــامِضٌ | فِــيــهَا يَــحَــارُ الْــفُطْنُ وَالْــعُقَّالُ |
فَــبِهَا مِــنَ الْــفِكْرِ الْــعَمِيقِ مَنَارَةٌ | تَــسْرِي عَــلَى أَضْــوَائِهَا الْأَجْيَالُ |
إِنِّي لَأَضْحَكُ مِنْ عَقَاعِقَ عَقْعَقَتْ | بِــهُــرَائِهَا مَــا صَــدَّقَ الْأَطْــفَالُ |
سَــبَقُوا مُــسَيْلِمَةَ الْــكَذُوبَ بِــفَنِّهِمْ | مِـــنْ كِــذْبِــهمْ يَــتَــعَلَّمُ الــدَّجَّــالُ |
يَـــا أُمَّــةً لِــلْجَهْلِ بَــاتَتْ مَــرْتَعًا | وَبِــأَرْضِهَا قَــدْ سَــاءَتِ الْأَحْوَالُ |
مِــنْ أَلْــفِ عَامٍ كَسَّرَتْ أَصْنَامَهَا | وَالْآنَ يَــسْــعَى خَــلْفَهَا الــضُّلَّالُ |
كُــلُّ الشُّعُوبِ تَطَوَّرَتْ وَتَحَرَّرَتْ | هَــلْ يَــا تُــرَى يَــتَحَرَّرُ الْأَنْذَالُ؟ |