هذي رؤوس القمم الشماء

هذي رؤوس القمم الشماءنواهضا بالقبة الزرقاء
نواصع العمائم البيضاءروائع المناطق الخضراء
يا حسن هذي الرملة الوعساءوهذه الأودية الغناء
وهذه المنازل الحمراءراقية معارج العلاء
وهذه الخطوط في البيداءكأنها أسرة العذراء
وذلك التدبيج في الصحراءمن كل رسم باهر للرائي
وهذه المياه في الصفاءآنا وفي الإزباد والإرغاء
تنساب في الروض على التواءخفية ظاهرة اللألاء
ونسم قواتل للداءيشفين كل فاقد الشفاء
ومعشر كأنجم الجوزاءيلتمسون سترة المساء
في ملعب للطيب والهواءومرتع للنفس والأهواء
ومبعث للفكر والذكاءومنتدى للشعر والغناء
يا وطنا نفديه بالدماءوالأنفس الصادقة الولاء
ما أسعد الظافر باللقاءوالقرب بعد الهجر والجلاء
إن أك باكيا من السراءفإن طول الشوق في التنائي
شعر جبران خليل جبران

خطوات في الليل

دائما
نسمع في الليل خطى مقتربة
ويفرّ الباب من غرفتنا
دائما
كالسحب المغتربة
ظلّك الأزرق من يسحبه
من سريري كلّ ليلة
الخطى تأتي و عيناك بلاد
وذراعاك حصار حول جسمي
والخطى تأتي
لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني
يا شهرزاد
والخطى تأتي و لا تدخل
كوني شجرا
لأرى ظلك
كوني قمرا
لأرى ظلك
كوني خنجرا
لأرى ظلك في ظلي
وردا في رماد
دائما
أسمع في الليل خطى مقتربة
وتصيرين منافي
تصيرين سجوني
حاولي أن تقتليني
دفعة واحدة
لا تقتليني
بالخطى المقتربة
شعر محمود درويش

بخيفة اللَّه تعبدتنا

بخِيفَةِ اللَّهِ تَعَبّدْتَناوأنتَ عَينُ الظّالمِ اللاّهي
تأمُرُنا بالزّهدِ في هذِهِ الـدّنيا ما هَمُّكَ إلاّ هي
شعر أبو العلاء المعري

يا شاطيء البحر إن قلبي

يا شاطيء البحر إن قلبييحب فيك الهواء صدقا
وكل قلب يحب شيئامن صنع ربي أحب حقا
Khalil Gibran Poem

شهدت بأنك حق أحد

شهدت بأنك حق أحدوحكمك عدل وأنت الصمد
ففيم قضيت وأنت العليمالرحيم بشقوة هذا البلد
به فاسدون أعوذ بحولكمن شر خلق إذا ما فسد
مبيحون في السوق أهل الفسوقمحارم أزواجهم والولد
توخى مال حرام حلالعلى كل حال بلا منتقد
يرومونه من وراء الظنونومن كل مأتى ومن كل يد
ومن غره منهم الظاهرونفكم خدعت حمأة بالزبد
لقد شاد أصيدهم بيتهعنيت به الصيد دون الصيد
بناه فأعلى كأني بهلهم معبد في ذراه مرد
كأن نوافذ جدرانهنواظر لا يعتريها رمد
تعد على النيل قطر المياهوترمقه بعيون الحسد
قصيدة جبران خليل جبران

حظيت بملء العين حسنا وروعة

حَظَيْت بملءِ الْعَيْن حُسْناً وَرَوْعَةًعَرُوسٌ كَبَعْض الْحَور جَادَ بهَا الْخُلْدُ
يَوَدُّ بَهَاءُ الصُّبْح لَوْ أَنَّهُ لَهَامُحَيّاً وَغُرُّ الزَّهْر لَوْ أَنَّهَا عقْدُ
فَإِنْ خَطَرَتْ فِي الرّائعَات منَ الْحُلَىتَمَنَّتْ حُلاَهَا الرَّوْضُ وَالأَغْصُنُ الْمُلْدُ
كَفَاهَا تَجَاريبَ الْحَدَاثَةِ رُشْدُهَاوَقَدْ جَازَ رَيْعَانُ الصَّبَا قَبْلَهَا الرِّشْدُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَهْراً لَهَا غَيْرُ عَقْلهَالَكَانَ الغِنَى لاَ الْمالُ يُقْنَى وَلاَ النَّقْدُ
غنىً لاَ يَحُلُّ الزُّهْدُ فيهِ لِفاضلٍحَصيفٌ إِذَا في غَيْره حَسُنَ الزَّهْدُ
لِيَهْنئكُمَا هَذَا القرانُ فَإِنَّهُسُرُورٌ بمَا نَلْقى وَبُشْرَى بمَا بَعْدُ
ففي يَوْمِهِ رَقَّتْ وَرَاقَتْ سَمَاؤُهُلِمَنْ يُجْتَلَى وَانْزَاحَت السُّحُبُ الرَّبْدُ
وَفي غَدِهِ سِلْمٌ تَقُرُّ بهِ النُّهَىوَحِلْمٌ تَصَافى عنْدَهُ الأَنْفُسُ اللِّد
هُنَاكَ تَجِدُّ الأَرْضُ حلْيَ رياضِهاوَيُثْنَى إِلَى أَوْقَاتِهِ البَرْقُ وَالرَّعْدُ
فَلاَ حَشْدُ إِلاَّ مَا تَلاَقَى أَحبَّةٌوَلاَ شَجْوُ إِلاَّ مَا شَجَا طَائرٌ يَشْدُو
Khalil Gibran Poem