يَا بَالِغَ السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِ | نَوَدُّ لَوْ بُلِّغْتَ فِيهِ المِئِينْ |
دُمْ رَافِعاً بَيْنَ مَنَارِ الهُدَى | مَنَارَةَ المَشْرِقِ فِي العَالَمِينْ |
مِنْ فَحَمَاتِ اللَّيْلِ تَجْلُو الضُّحَى | وَظُلُمَاتِ الرَّيْبِ تَجْلُو اليَقِينْ |
وَمِنْ طَوَايَا النَّاسِ تُبْدِي بِمَا | خَبْرْتَ مِنْهُمْ كُلَّ كَنْزٍ دَفِينْ |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
لم يقدر اللَّه تهذيبا لعالمنا
لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا | فلا ترومنّ للأقوام تهذيبا |
ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُ | فتستفيدَ من التّصديق تكذيبا |
إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُ | فما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا |
يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُه | كالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا |
كم أمة لعبت بها جهالها
كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها | فتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها |
الخوفُ يلجئها إلى تصديقها | والعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها |
وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ من | يسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها |
يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـ | قَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها |
سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّه | ومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها |
يا بنت بيروت ويا نفحة
يا بنت بيروت ويا نفحة | من روح لبنان القديم الوقور |
إليك من أنبائه آية | عصرية أزرت بآي العصور |
مرت بذاك الشيخ في ليلة | ذكرى جمال وعبير ونور |
ذكرى صبا طابت لها نفسه | وافتر عنها رأسه من حبور |
أسر نجواها إلى أرزه | فلم يطقها في حجاب الضمير |
وبثها في زفرة فانبرت | بخفة البشرى ولطف السرور |
دارجة في السفح مرتادة | كل مكان فيه نبت نضير |
فضحك النبت ابتهاجا بها | عن زهر رطب ذكي قرير |
عن زهر حمل ريح الصبا | تبسما مستترا في عبير |
سرى لبيروت ولاقى شذا | من بحرها رأد الصباح المنير |
فعقدا في ثغرها درة | أجمل شيء بين در الثغور |
أسماء هل أبصرتها مرة | تزين مرآتك وقت البكور |
هذي رؤوس القمم الشماء
هذي رؤوس القمم الشماء | نواهضا بالقبة الزرقاء |
نواصع العمائم البيضاء | روائع المناطق الخضراء |
يا حسن هذي الرملة الوعساء | وهذه الأودية الغناء |
وهذه المنازل الحمراء | راقية معارج العلاء |
وهذه الخطوط في البيداء | كأنها أسرة العذراء |
وذلك التدبيج في الصحراء | من كل رسم باهر للرائي |
وهذه المياه في الصفاء | آنا وفي الإزباد والإرغاء |
تنساب في الروض على التواء | خفية ظاهرة اللألاء |
ونسم قواتل للداء | يشفين كل فاقد الشفاء |
ومعشر كأنجم الجوزاء | يلتمسون سترة المساء |
في ملعب للطيب والهواء | ومرتع للنفس والأهواء |
ومبعث للفكر والذكاء | ومنتدى للشعر والغناء |
يا وطنا نفديه بالدماء | والأنفس الصادقة الولاء |
ما أسعد الظافر باللقاء | والقرب بعد الهجر والجلاء |
إن أك باكيا من السراء | فإن طول الشوق في التنائي |
خطوات في الليل
دائما |
نسمع في الليل خطى مقتربة |
ويفرّ الباب من غرفتنا |
دائما |
كالسحب المغتربة |
ظلّك الأزرق من يسحبه |
من سريري كلّ ليلة |
الخطى تأتي و عيناك بلاد |
وذراعاك حصار حول جسمي |
والخطى تأتي |
لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني |
يا شهرزاد |
والخطى تأتي و لا تدخل |
كوني شجرا |
لأرى ظلك |
كوني قمرا |
لأرى ظلك |
كوني خنجرا |
لأرى ظلك في ظلي |
وردا في رماد |
دائما |
أسمع في الليل خطى مقتربة |
وتصيرين منافي |
تصيرين سجوني |
حاولي أن تقتليني |
دفعة واحدة |
لا تقتليني |
بالخطى المقتربة |