بِنا لا بِكَ الخَطبُ الَّذي أَحدَثَ الدَهرُ | وَعُمِّرتَ مَرضِيّا لِأَيّامِكَ العُمرُ |
تَعيشُ وَيَأتيكَ البَنونَ بِكَثرَةٍ | تَتِمُّ بِها النُعمى وَيُستَوجَبُ الشُكرُ |
لَئِن أَفَلَ النَجمُ الَّذي لاحَ آنِفاً | فَسَوفَ تَلالا بَعدَهُ أَنجُمٌ زُهرُ |
مَضى وَهوَ مَفقودٌ وَما فَقدُ كَوكَبٍ | وَلاسِيَّما إِذ كانَ يُفدى بِهِ البَدرُ |
هُوَ الذُخرُ مِن دُنياكَ قَدَّمتَ فَضلَهُ | وَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا لَم يَكُن ذُخرُ |
نُعَزّيكَ عَن هَذي الرَزِيَّةِ إِنَّها | عَلى قَدرِ ما في عُظمِها يَعظُمُ الأَجرُ |
فَصَبراً أَميرَ المُؤمِنينِ فَرُبَّما | حَمِدتَ الَّذي أَبلاكَ في عُقبِهِ الصَبرُ |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
غلب اليقين علي شكي في الردى
غَلَبَ اليَقينَ عَليَّ شَكّي في الرَدى | حَتّى كَأَنّي لا أَراهُ عِيانا |
فَعَميتُ حَتّى صِرتُ فيهِ كَأَنَّني | أُعطيتُ مِن رَيبِ المَنونِ أَمانا |
متى تأتي إلي
عَلى جَفنِ المُحبِّ تَسيلُ عَبرَه | تَحزُّ فُؤَادَهُ وتفضُ صَدرَه |
يُكفكِفُ مَا بَكاهُ بغيرِ جَدوى | وَيبلعُ مِن هواهُ أَمَـرَّ سَكرَه |
يُحاولُ أَن يَصِيحَ فَتعتَلِيهِ | دُمُوعُ عِيونهِ وَتُعيدُ أَسرَه |
فَمَا للصَّوتِ مِنهُ إلى سَبِيلٍ | ومالهُ إن تكَلَّمَ أَيُّ نبرَه |
إلهَ العرشِ شُدَّ عليهِ قلباً | أَجبَّارَ القلوبِ وَشُدَّ جَبرَه |
يُنادِي للحبيبَِ يقولُ شِعراً | وياليتَ الحبيب يَرُدُّ شِعرَه |
فؤادُ الصِّبِ جُرِّعَ كُـلَّ مُــرٍِّ | وعينُ حبيبهِ بخِلتْ بِنظرَه |
لأنَّ الفقرَ شرَّدَنِي حَبِيبي | أَبانَ جفاءَهُ وَ أَبانَ كِبرَه |
فمُدَّ اللهُ منكَ قليلَ مالٍ | ويكفي من بحارِكَ نصفُ قَطره |
فَقلبي لايُريدُ سِوى وصَالٍ | لهُ َفي ذي الحياةِ ولو لِمَّرَه |
فمَازَالَ الفؤادُ عليهِ يحنُو | وإن زاد العِنادَ يَمُدُّ صَبرَه |
يقُولُ عَسى يَلِينُ عَسَى وإن لَم | يَلِنْ في ذا المساءِ فبَعد بُكرَه |
لِمَاذا لا يُفرِّطُ فِيهِ سُؤل؟ٌ | لِمَاذَا والحَبيبُ أَدَار َ ظَهرَه؟ |
سُؤالٌ قد يَجولُ على عُقولٍ | عُقولٌ لا تكُون بحَجمِ ذَرَّه |
أَيترُكُ مَن يُحبُّ ولَو ثوانٍ؟ | حبيبَ فؤادِهِ أَيرومُ هَجرَه؟ |
إذا عَشقَ الفؤادُ فليس يُثنَى | عَنِ المحبوبِ قطُّ ولو أَضَّرَّه |
حَبِيبي غيرَ من خُلقوا جميعاً | كَأنَّ البدرَ مُختَلطٌ بِحُمرَه |
أُحِبُّ خُدودَهُ وأُحِـبُ نَاراً | بِها اتقَدَتْ كأنَّ لهيبَ جَمرَه |
أُحِـبُ عُيُونَهُ وأُحِـبُ شَهداً | يُقطَّرُ مِن لَمَاهُ أُحِبُ ثغرَه |
أُحِـبُّ كُفوفهُ وأُحِـبُ أَنفاً | يَبينُ حُسامهُ وأُحِبُ شَعرَه |
مَتَى يَأتي إليَّ فَأرتويهِ | متَى فَأَضُمَّهُ وأَضُمُّ صَدرَه |
مَتَى يَأتي إليَّ فَأحتويهِ | متَى فَأشُمَّهُ وَأَشُمَّ عِطرَه |
مَتَى يَأتي إليَّ أنا مُعنىً | بِحُبِّهِ في المساءِ بكُلِّ بُكرَه |
كَتبت ُ انا القصيدَ لهُ اشتياقاً | وماقصدُ القصيدِ بُلوغَ شُهرَه |
سكر الفراق
دَعُونِي مَعَ النَّجْمِ الْمُضِيءِ أُدَرْدِشُ | لَعَلِّيْ أُلَاقِيْ الْأُنْسَ فَاللَّيْلُ مُوحِشُ |
فكَمْ غَابَةٍ لِلَّيْلِ أَقْطَعُ طُولَهَا | لِوَحْدِي تُهَاجِمُنِي الْهُمُومُ وَتَنْهَشُ |
تَجِدُنِي بأَطرافِ الرَّصِيفِ مُمَدَّدًا | وَأَيْدِي الْهَوَى تَطْوِي الْفُؤَادَ وَتَفْرِشُ |
أَتُمْتُمُ فِي نَفْسِي وَأَحْكِي جَهَارَةً | مَعَ ذِكْرَيَاتٍ تُسْعِدُ الرُّوحَ تُنْعِشُ |
تُؤَرِّقُنِي ذِكْرَى الْأَحِبَّةِ لَمْ أَنَمْ | أَبَيْتُ عَلَيْهَا فِي الْخَيَالِ أُنَبَّشُ |
وأََهْذِي كمَجْنُونٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَا | لَيْسَ يَدْرِي أَوْ كَأَنِّي مُحْشِّشُ |
أُمَتِّرُ أَطْوَالَ الشَّوَارِعِ تَائِهَاً | لِيَ الويلُ لو أقبل عليّ المُفَتِّشُُ |
وَمَا بِِيَ مِنْ.سُكْرٍ وَلَكِنْ مُفَارِقٌ | لِمُوردِ خِلِّيْ ضَامِئٌ مُتَعَطِّشُ |
وَقَدْ طَالَ لَيْلُ الْبُعْدِ وَزِدَادَ عَتَمَةً | وَكَيْفَ يُجَارِي ظُلْمَةَ اللَّيْلِ أَعْمَشُ |
أخوض أنا الحروب
أخوض أنا الحروب كما أخوض |
أحارب بالسيوف ولا أخيبُ |
ولم أرى طعنة في أي حربٍ |
كما تلك التي طعن الحبيبُ |
عجبت أنا ومن قلبي عجبت |
عجبت فلم أجد شيئا عجيبُ |
عجبت وقلت كيف يطيب قلبي |
فإذ إن الفؤاد به يطيبُ |
فيا شمس النهار ألّا تغيبي |
فإن العيش دونك لي يريبُ |
ويا قمر الغياهب كوني جنبي |
وداويني فقد عجز الطبيبُ |
لقد ذبلت زهور العشق عندي |
مللت من الحياة ولم أذوبُ |
ولما جاء ذاك البدر ذبت |
وكان البدر عندي لا يغيبُ |
مشقات الحياة تجوب قلبي |
ولم تذب الفؤاد كما تذيبُ |
عشقت البدر من قلبي ولكن |
لغدر الحب تخالفت الدروبُ |
ورغم الودِّ ظل البدر يمضي |
ورغم العشقِ قد ذهب النصيبُ |
مايشعل الجمره
مايشعل الجمره سوا طيف الايام | اللي هجد فكري بليل وسرابه |
تعاقبة اطيوفه اعوام واعوام | وكن القفص للسرابها فك بابه |
تواردت عطشا على النابض احيام | وللفكر صارت مثل حبر الكتابه |
من يقنع الفكر المولع الياهام | ومن يمنع الاحساس كانه غدابه |