دُبٌّ رَمـتهُ غــرائـبُ الأقـــدارِ | لــيــحوزَ كــرمًا مُــفعَمًا بــثمارِ |
فــيهِ الــعناقيدُ الــشهيَّةُ والــجَنى | مــا قــد يُــثيرُ غريزةَ الــمَكّارِ |
قــد حــرَّكتْ ذِئــبًا هزيلًا جائعًا | عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ |
بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ | ويــصيبَ قسمًا من خراجِ الدارِ |
ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ | يــبتزُّ خوفَ الأحــمقِ الــمِهْذارِ |
وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفًا | يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ |
والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ | فــيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ |
بَــسَــمَاتُهُ يــخــفي بــها خــيباتِهِ | مُــتــظاهرًا بــالــعزِّ والإكــبــارِ |
وهــناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ | ويــراقــبُ الأحــداثَ بــالمنظارِ |
فــيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّرًا | كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ |
يــادبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها | حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ |
يــادبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم | رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ |
إنَّ الذئابَ وإنْ ظننتَ وضوحَهمْ | بــحرٌ عــميقٌ غامضُ الأسرارِ |
فــيهِ مــن الحيتانِ كلُّ مضرَّسٍ | تــرويضُهُ صَــعْبٌ على البحَّارِ |
لا يــقهرُ الــحيتانَ غيرُ مُجرَّبٍ | قـــد قــلَّــعَ الأنــيابَ بــالأسفارِ |
مازالَ يُصغي للشيوخِ ونُصحِهمْ | ويــخافُ مَــكْرَ الــساكنِ الغدَّارِ |
وتــظنُّ نَفسَكَ قد غدُوتَ مُحنَّكًا | جَــلْدًا عــلى الأهوالِ والأخطارِ |
نــمْ عِــندَ أُمِّكَ يا غلامُ فلمْ تزلْ | طــيرًا صــغيرًا أصــفرَ المنقارِ |
بَشَرٌ على ظهرِ السفينةِ قد غدتْ | أرواحُــهــمْ مــرهــونةً بــقــرارِ |
يــخشَونَ نــزوةَ ســادرٍ متهوِّرٍ | تُــلْقِي بِــهمْ كــنُشَارَةٍ فــي النارِ |
هُــمْ ســادةٌ رُغْــمَ الــلئامِ أعــزةٌ | مــا هُــمْ مــن الأنــعامِ والأبقارِ |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
الزاجل الحيران
يا مُنْتَهى نَفْسي أطلتَ لها الوَنى | إنَّ البلاءَ معَ الحياةِ تَقَدَّرَ |
يا ويحَ قَلبِي هلْ يُطِيق مَعَرَّة | و أنا طَريدٌ في ديارِ الشَّنْفَرى |
كنتُ الّذي يَرْعَى النُّجومَ و مُكْثَها | و الآن أسترضي الحَمَائِم بالقِرَى |
حتى إذا طِرْنَ الصًّباحَ تَعَلًّقَت | روحي بِهُنًّ عَسَاهُا ترجِعُ للذُّرى |
فأَهِيمُ دونَهُا أبتغي ما يُرتَجى | و تعودُ لي عِندَ المساءِ لأُقْهَرَ |
و تنوحُ قُربي في المَغِيبِ حمامةٌ | تغوي السُّهادَ إلى عيوني إنْ طَرا |
شاميَّةَ العينينِ دمعُكِ مِنْ دَمِي | هلْ عاد زاجلُ مِنْ دِمَشْقَ مُبَشِّرا |
غنِّي و قولي ما شَجاكِ فإنَّني | قدْ خِلتُ بوحَكِ للشَّآمِ تَحَبَّرَ |
الزَّاجلُ الحيرانُ تاهَ بلا هُدىً | و أعادَ روحي باختلاجٍِ مُجبِرا |
فسألتُهُ أنْسَتْكَ مهدَكَ غُربةٌ؟ | دونَ الحمامِ و كنتَ أرشَدَ مَنْ دَرى |
آهٍ أمَيَّةُ قدْ قُتِلتَ مُجَدَّدا | إنَّ الحمامَ ينوحُ إنْ هَدَلَ افتَرى |
فَرمى إليَّ رسالةً مِنْ عابرٍ | أنَّ الدِّيارَ بأهلها فَدَعِ القُرى |
صُنْ غايةً يُرضيكَ أنَّكَ رُمْتَها | لا ضَيْرَ إِنْ عَاقَرْتها حتى ترى |
هيَ غَمْرةٌ حانتْ و شًيَّعَها الجَوى | فانهضْ لها مِن كَيدِ حٌبٍ للكَرى |
و اتركْ كلامَ الغابرينَ لقَرنِهِم | الخوف ما أغواهُمُ و بِهِم عَرى |
أقْبِلْ هُديتَ إلى المَكارمِ قابضا | ظَهرَ الرِّياحِ و خُضْ بها حلمَ الوَرى |
و دعِ السُّؤالَ عنِ المواجعِ خَلِّها | كُرْمَى لعينكَ جَمْرةً تحتَ الثَّرى |
أقبِلْ و ذَرْنِي أقتفي ما قد مضى | وهْناً و خوفاً كالدَّريرِ إذا سَرى |
التيه
تاهتْ على درْبِ الزَّمانِ خُطايا |
وضَلَلْتُ وحْدي في الظلامِ هُدايا |
وأنا الغريبُ على الطّريقِ ولم أَجِدْ |
في غُربتي رغْمَ الزِّحامِ مُنايا |
يا ألفَ حُلْمٍ في الضَّمِيرِ غَرَسْتُها |
ورَوَيْتُها مِنْ دمْعِ عَيْنِ صِبايا |
أهديْتُها زَهْرَ الشّبابِ وَيَنْعَهُ |
ووهبْتُها في التِّيهِ كُلَّ حَشايا |
ومَضيْتُ وثبًا في الطّريقِ لعلّني |
أَلْقى الذي قد كانَ فيهِ هَوايا |
و طَويْتُ عُمرًا في الزَّمانِ ولم أزَلْ |
أحْيا الذي قد كان مِنهُ ضَنايا |
تلك الجِراحُ مِنَ الجراحِ تهُزُّني |
وتُذيبُ قلبًا عاشَ مِنهُ بقايا |
تلك الوجوهُ مِنَ الأنامِ بَغيضةٌ |
لمْ يَكفِها كُلُّ الأنامِ ضحايا |
تاهَ الطّريقُ معَ الصّديقِ وبُغْيَتي |
ما عُدتُ أرْقُبُ في الفضاءِ سِوايا |
يا غُربَتِي لا للظّلامِ ووَحْشتِي |
هل مِن وَنيسٍ لو يكونُ عِدايا |
وأظلُّ أصرُخُ في الفضاءِ وغُربتِي |
فَيُجيبُني طيَّ الفضاءِ صدايا |
وكأنّ صوتًا في السّماءِ يرُدُّني |
كلُّ الخلائقِ تزْدريكَ حَشايا |
فأنا المُغيثُ أنا الأنيسُ ورحْمتي |
وسِعتْ عبادًا تحْتمي بِحِمايا |
أُعْطيكَ عبدي ما رَجوْتَ وعِزّتِي |
لا تَنْفَدَنْ في الغَيْبِ أيُّ عطايا |
رُحماكَ ربّي ما سلَوْتَ عِبادَكَ |
ما خابَ ربّي فيكَ قطُّ رجايا |
في رحاب البردة
يَا دَوحَةَ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَسْقِي الظَّمَى | مِنْ بَعدِ مَنْ أَربَوا رَأَيتُ ظِلالِيْ |
فَسُعَادُ مَا بَانَتْ عَلَيَّ وَ ما أَرَى | رِيْماً عَلَى قاعٍ وَ ما أَوْمَى لِيْ |
ذَهَبَ الَّذِي جِبْرِيلُ أَيَّدَ قَوْلَهُ | وَ بَقِيتُ أَرثِي بِالحُرُوفِ مَقَالِيْ |
وَ أَهِيمُ فِي حَيٍّ رَجَوتُ جِوَارَهُ | عَلِّيْ بِذِيْ سَلَمٍ أُصِيبُ سُؤَالِيْ |
ٱهٍ رَسُولَ اللهِ هَلَّا جُدْتَ لِيْ | قَلبِيْ يَئِنُّ عَلَيكَ لَا أَقْوَالِيْ |
مَا لِلفَضَائِل دُونَ نَفْسِيَ قَدْ عَلَتْ | إِلَّا بِحُبِّكَ تَرْتَقِي لِمَعَالِ |
يا سيِّدي أنتَ المُرادُ و هَدْيُكم | دِينِي و عِزِّي مَا خَلاكَ زَوَالي |
أرجو لِقاءَكَ و الشَّفاعةُ غايتي | و الوَجْدُ فيكَ لِقَدْرِكَ المُتَعالي |
رُؤياكَ حَقٌّ كَمْ أريدُ بُلوغَها | و يَصُدُّنِي عنها قليلُ فِعَالِي |
أَتُراكَ تَعذُرُ مَنْ بِبَابِكَ قَدْ بَكَى | بُعْدَ المَرَام و قِلَّةَ الأعْمَالِ |
أَتُراكَ تَرضَى عنْ فُؤاديَ بُرْدَةً | و السَّتْرُ مِنْكَ فحالهُ مِنْ حالِي |
يَا رَبِّ أَصْلِحنِيْ لَعَلَّكَ تَرْتَضِيْ | وَ ارفَعْ أَذَىً جَافَاهُ أَيُّ زَوَالِ |
يا ربِّ هَبْ ليٰ مِنْ لَدُنكَ بصيرةً | وَ مَحَبَّةً فالوَجْدُ مِنٰ آمَالِيْ |
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ إنَّكَ خَالِقِي | و مُعَذِّبِيْ أو مُكْرِمِي بِمٱلي |
مَا كُنْتُ إلَّا مِنْ عبِيدِكَ ظَالِما | وَ دُعاءُ يُونُسَ جُنَّتِيْ وَ حِبَالِي |
وَ مِنَ الصَّلاةِ على الحَبٍيبِ سَكِينَتِي | وَ بَراءَتِيْ مِنْ جَفْوَتِيْ وَ خَيَالِي |
أَكْرِم ْ بِمَنْ أَوفَى وَ صَانَ رِسَالةً | بِالحَقِّ و التَّوحِيدِ وَ الإِجلالِ |
بين النفس و الروح
رِدِي يا نَفسُ وَجْدِيَ قَبْل رَمْسِي | فَدِرسُكِ لنْ يَدُومَ عَلَيهِ وُرْسِي |
دَعِي مَا كانَ مِنْ أَيَّامِ زَهْوٍ | فَزَهوُ الوَردِ يَترُكُهُ وَ يُمْسِي |
وَ خَلِّي لِي بَقَايَا مِنْ صَنِيعٍ | سَلاكِ فِيهِ فِي سَعيٍ وَ مِرْسِ |
وَ كُنْتِ فِي الرَّغائِبِ ذاتَ رأيٍ | فإنْ خِفتِ الهزيمةَ عُدْتِ يَأسِي |
و لكنِّي هَزَمتُ اليأسَ دوما ً | بِوِردٍ لا يُحِيلُ القلبَ مَنْسِي |
و شِعرٍ فيهِ مِنْ ذِكْرٍ و رأيٍ | يُغَذِّي الرُّوح إيماناً كَغَرْسِ |
فَرُحتُ الوَجدَ أطلبُهُ دواءً | ليُصلِحَ خَافِقِي وَ يُعِيدَ دَرْسِي |
فلي فِي العِشْقِ رُومِيٌّ إِمَامٌ | وَ فِي الأشعارِ آوي لابنِ عَبْسِ |
فَمَا رُومِيَّةُ العِشْقِ سَلَتنِي | وَ لا ذِكرُ المَشَاهِدِ كانَ تُرسِي |
و لكنِّي على عِشقِي مُغِيرٌ | وَ عِشقِي للإغارةِ صَانَ نَفْسِي |
لِيومٍ عاثَتِ الحُدثَاءُ فيهِ | فَطَوَّفتُ المَدَائِنَ مِثْلَ عُنْسِ |
فَلا أَمسَيتُ فِي شِعري مُغِيرٌ | وَ لا عِشْقِي تَجَلَّى مِثْلَ أمْسِي |
قصيدة يا أم المداين
يا أم المداين يا أم العيال |
ما أحلى الرباية زينة الرجال |
ابنك محمد هو الصلاح |
صاين ترابك حارس لبابك |
وعوده صالب زي الجبال |
محروس بربّه |
وربه حبّه |
فحبّه عبده |
ولا عمره مال |
ولا نخ حلمه |
ولا مال بحِمْله |
وسط الرجال |
يا أم المداين يا أم العيال |
نعم الرباية |
نعم الرجال |