الزاجل الحيران

يا مُنْتَهى نَفْسي أطلتَ لها الوَنىإنَّ البلاءَ معَ الحياةِ تَقَدَّرَ
يا ويحَ قَلبِي هلْ يُطِيق مَعَرَّةو أنا طَريدٌ في ديارِ الشَّنْفَرى
كنتُ الّذي يَرْعَى النُّجومَ و مُكْثَهاو الآن أسترضي الحَمَائِم بالقِرَى
حتى إذا طِرْنَ الصًّباحَ تَعَلًّقَتروحي بِهُنًّ عَسَاهُا ترجِعُ للذُّرى
فأَهِيمُ دونَهُا أبتغي ما يُرتَجىو تعودُ لي عِندَ المساءِ لأُقْهَرَ
و تنوحُ قُربي في المَغِيبِ حمامةٌتغوي السُّهادَ إلى عيوني إنْ طَرا
شاميَّةَ العينينِ دمعُكِ مِنْ دَمِيهلْ عاد زاجلُ مِنْ دِمَشْقَ مُبَشِّرا
غنِّي و قولي ما شَجاكِ فإنَّنيقدْ خِلتُ بوحَكِ للشَّآمِ تَحَبَّرَ
الزَّاجلُ الحيرانُ تاهَ بلا هُدىًو أعادَ روحي باختلاجٍِ مُجبِرا
فسألتُهُ أنْسَتْكَ مهدَكَ غُربةٌ؟دونَ الحمامِ و كنتَ أرشَدَ مَنْ دَرى
آهٍ أمَيَّةُ قدْ قُتِلتَ مُجَدَّداإنَّ الحمامَ ينوحُ إنْ هَدَلَ افتَرى
فَرمى إليَّ رسالةً مِنْ عابرٍأنَّ الدِّيارَ بأهلها فَدَعِ القُرى
صُنْ غايةً يُرضيكَ أنَّكَ رُمْتَهالا ضَيْرَ إِنْ عَاقَرْتها حتى ترى
هيَ غَمْرةٌ حانتْ و شًيَّعَها الجَوىفانهضْ لها مِن كَيدِ حٌبٍ للكَرى
و اتركْ كلامَ الغابرينَ لقَرنِهِمالخوف ما أغواهُمُ و بِهِم عَرى
أقْبِلْ هُديتَ إلى المَكارمِ قابضاظَهرَ الرِّياحِ و خُضْ بها حلمَ الوَرى
و دعِ السُّؤالَ عنِ المواجعِ خَلِّهاكُرْمَى لعينكَ جَمْرةً تحتَ الثَّرى
أقبِلْ و ذَرْنِي أقتفي ما قد مضىوهْناً و خوفاً كالدَّريرِ إذا سَرى
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس

التيه

تاهتْ على درْبِ الزَّمانِ خُطايا
وضَلَلْتُ وحْدي في الظلامِ هُدايا
وأنا الغريبُ على الطّريقِ ولم أَجِدْ
في غُربتي رغْمَ الزِّحامِ مُنايا
يا ألفَ حُلْمٍ في الضَّمِيرِ غَرَسْتُها
ورَوَيْتُها مِنْ دمْعِ عَيْنِ صِبايا
أهديْتُها زَهْرَ الشّبابِ وَيَنْعَهُ
ووهبْتُها في التِّيهِ كُلَّ حَشايا
ومَضيْتُ وثبًا في الطّريقِ لعلّني
أَلْقى الذي قد كانَ فيهِ هَوايا
و طَويْتُ عُمرًا في الزَّمانِ ولم أزَلْ
أحْيا الذي قد كان مِنهُ ضَنايا
تلك الجِراحُ مِنَ الجراحِ تهُزُّني
وتُذيبُ قلبًا عاشَ مِنهُ بقايا
تلك الوجوهُ مِنَ الأنامِ بَغيضةٌ
لمْ يَكفِها كُلُّ الأنامِ ضحايا
تاهَ الطّريقُ معَ الصّديقِ وبُغْيَتي
ما عُدتُ أرْقُبُ في الفضاءِ سِوايا
يا غُربَتِي لا للظّلامِ ووَحْشتِي
هل مِن وَنيسٍ لو يكونُ عِدايا
وأظلُّ أصرُخُ في الفضاءِ وغُربتِي
فَيُجيبُني طيَّ الفضاءِ صدايا
وكأنّ صوتًا في السّماءِ يرُدُّني
كلُّ الخلائقِ تزْدريكَ حَشايا
فأنا المُغيثُ أنا الأنيسُ ورحْمتي
وسِعتْ عبادًا تحْتمي بِحِمايا
أُعْطيكَ عبدي ما رَجوْتَ وعِزّتِي
لا تَنْفَدَنْ في الغَيْبِ أيُّ عطايا
رُحماكَ ربّي ما سلَوْتَ عِبادَكَ
ما خابَ ربّي فيكَ قطُّ رجايا
كتبها الشاعر صلاح أمين حسين

في رحاب البردة

يَا دَوحَةَ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَسْقِي الظَّمَىمِنْ بَعدِ مَنْ أَربَوا رَأَيتُ ظِلالِيْ
فَسُعَادُ مَا بَانَتْ عَلَيَّ وَ ما أَرَىرِيْماً عَلَى قاعٍ وَ ما أَوْمَى لِيْ
ذَهَبَ الَّذِي جِبْرِيلُ أَيَّدَ قَوْلَهُوَ بَقِيتُ أَرثِي بِالحُرُوفِ مَقَالِيْ
وَ أَهِيمُ فِي حَيٍّ رَجَوتُ جِوَارَهُعَلِّيْ بِذِيْ سَلَمٍ أُصِيبُ سُؤَالِيْ
ٱهٍ رَسُولَ اللهِ هَلَّا جُدْتَ لِيْقَلبِيْ يَئِنُّ عَلَيكَ لَا أَقْوَالِيْ
مَا لِلفَضَائِل دُونَ نَفْسِيَ قَدْ عَلَتْإِلَّا بِحُبِّكَ تَرْتَقِي لِمَعَالِ
يا سيِّدي أنتَ المُرادُ و هَدْيُكمدِينِي و عِزِّي مَا خَلاكَ زَوَالي
أرجو لِقاءَكَ و الشَّفاعةُ غايتيو الوَجْدُ فيكَ لِقَدْرِكَ المُتَعالي
رُؤياكَ حَقٌّ كَمْ أريدُ بُلوغَهاو يَصُدُّنِي عنها قليلُ فِعَالِي
أَتُراكَ تَعذُرُ مَنْ بِبَابِكَ قَدْ بَكَىبُعْدَ المَرَام و قِلَّةَ الأعْمَالِ
أَتُراكَ تَرضَى عنْ فُؤاديَ بُرْدَةًو السَّتْرُ مِنْكَ فحالهُ مِنْ حالِي
يَا رَبِّ أَصْلِحنِيْ لَعَلَّكَ تَرْتَضِيْوَ ارفَعْ أَذَىً جَافَاهُ أَيُّ زَوَالِ
يا ربِّ هَبْ ليٰ مِنْ لَدُنكَ بصيرةًوَ مَحَبَّةً فالوَجْدُ مِنٰ آمَالِيْ
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ إنَّكَ خَالِقِيو مُعَذِّبِيْ أو مُكْرِمِي بِمٱلي
مَا كُنْتُ إلَّا مِنْ عبِيدِكَ ظَالِماوَ دُعاءُ يُونُسَ جُنَّتِيْ وَ حِبَالِي
وَ مِنَ الصَّلاةِ على الحَبٍيبِ سَكِينَتِيوَ بَراءَتِيْ مِنْ جَفْوَتِيْ وَ خَيَالِي
أَكْرِم ْ بِمَنْ أَوفَى وَ صَانَ رِسَالةًبِالحَقِّ و التَّوحِيدِ وَ الإِجلالِ
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس

بين النفس و الروح

رِدِي يا نَفسُ وَجْدِيَ قَبْل رَمْسِيفَدِرسُكِ لنْ يَدُومَ عَلَيهِ وُرْسِي
دَعِي مَا كانَ مِنْ أَيَّامِ زَهْوٍفَزَهوُ الوَردِ يَترُكُهُ وَ يُمْسِي
وَ خَلِّي لِي بَقَايَا مِنْ صَنِيعٍسَلاكِ فِيهِ فِي سَعيٍ وَ مِرْسِ
وَ كُنْتِ فِي الرَّغائِبِ ذاتَ رأيٍفإنْ خِفتِ الهزيمةَ عُدْتِ يَأسِي
و لكنِّي هَزَمتُ اليأسَ دوما ًبِوِردٍ لا يُحِيلُ القلبَ مَنْسِي
و شِعرٍ فيهِ مِنْ ذِكْرٍ و رأيٍيُغَذِّي الرُّوح إيماناً كَغَرْسِ
فَرُحتُ الوَجدَ أطلبُهُ دواءًليُصلِحَ خَافِقِي وَ يُعِيدَ دَرْسِي
فلي فِي العِشْقِ رُومِيٌّ إِمَامٌوَ فِي الأشعارِ آوي لابنِ عَبْسِ
فَمَا رُومِيَّةُ العِشْقِ سَلَتنِيوَ لا ذِكرُ المَشَاهِدِ كانَ تُرسِي
و لكنِّي على عِشقِي مُغِيرٌوَ عِشقِي للإغارةِ صَانَ نَفْسِي
لِيومٍ عاثَتِ الحُدثَاءُ فيهِفَطَوَّفتُ المَدَائِنَ مِثْلَ عُنْسِ
فَلا أَمسَيتُ فِي شِعري مُغِيرٌوَ لا عِشْقِي تَجَلَّى مِثْلَ أمْسِي
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس

قصيدة يا أم المداين

يا أم المداين يا أم العيال
ما أحلى الرباية زينة الرجال
ابنك محمد هو الصلاح
صاين ترابك حارس لبابك
وعوده صالب زي الجبال
محروس بربّه
وربه حبّه
فحبّه عبده
ولا عمره مال
ولا نخ حلمه
ولا مال بحِمْله
وسط الرجال
يا أم المداين يا أم العيال
نعم الرباية
نعم الرجال
كتبها الشاعر مروان سالم

نرجسية حائل

إذا قلتُ قولاً غادرَ الدهرَ واقفاً‏حَسيراً، فلا تُغني لهُ المَجادِلُ
أنا البدرُ إن رامَ النجومَ تألُّقاً‏تضاءَلَتْ دوني النجومُ الشَّوَاكِلُ
ولي في سُرى الليلِ العميقِ مَسارِبٌ‏إذا ما سرَتْ، خافتْهُ السَّرائِلُ
أنا الذي في الناسِ يُذكَرُ مَجْدُهُ‏إذا خَفَتَتْ يوماً نداءُ العواذِلُ
وفي حُضْرتي تَخشَى الملوكُ كلامي‏كأنّ بياني مِثْلَ السيوفِ القَواطِلُ
إذا عَزَمَتْ يوماً على الجدِّ همَّتي‏فليسَتْ تُثنيني حوادثُ عاطِلُ
فإنيَ من قومٍ إذا عَقَدوا العُلا‏تَضَاءلَتْ دونَ المَعالي الأراذِلُ
أنا الذي إن بُثَّ في الأرضِ ذِكرُهُ‏تَنَاهَتْ إليهِ في الدُّنا كلُّ سائلُ
فليَشهدِ التاريخُ ما قد بلغْتُهُ‏ولْتَصمُتِ الدُّنيا فما أنا غافلُ
كتبها الشاعر حائل القاسم – حسابه على تويتر @mhmdnwe