| إِن كُنتَ تَغدو في الذُنوبِ جَليداً | وَتَخافُ في يَومِ المَعادِ وَعيدا |
| فَلَقَد أَتاكَ مِنَ المُهَيمِنِ عَفوُهُ | وَأَفاضَ مِن نِعَمٍ عَلَيكَ مَزيدا |
| لا تَيأَسَنَّ مِن لُطفِ رَبِّكَ في الحَشا | في بَطنِ أُمِّكَ مُضغَةً وَوَليدا |
| لَو شاءَ أَن تَصلى جَهَنَّمَ خالِداً | ما كانَ أَلهَمَ قَلبَكَ التَوحيدا |
أشعار الشافعي
أشعار و قصائد شعر للشاعر الإمام الشافعي من قصائد العصر العباسي.
جهد البلاء
| أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا | إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ |
| ليسَ حُبُ النِساءِ جهْداً و لكِنَ | قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جهْدُ الْبَلاءِ |
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي
| خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي | وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها |
| أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي | عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها |
| رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني | وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها |
| أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي | طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها |
| إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ | تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها |
| فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها | حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها |
| وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها | كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها |
| وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم | فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها |
| وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً | فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها |
| وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها | وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها |
| فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً | كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها |
| وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ | عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها |
| فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها | وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها |
| فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها | مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها |
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا
| صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا | من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا |
| منْ صدْق الله لم ينلهُ أذى | و من رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا |
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
| تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا | وَ سافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ |
| تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ | وَ عِلمٌ وَ آدابٌ وَ صُحبَةُ ماجِدِ |
| وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَ مِحنَةٌ | وَ قَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ |
| فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ | بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَ حاسِدِ |
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
| الناسُ للناسِ مادامَ الوفاءُ بهم | والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ |
| وأكرَمُ الناسِ ما بَين الوَرَى رَجلٌ | تُقْضى على يَدِه للنَّاسِ حاجاتُ |
| لا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعروفِ عَنْ أَحَدٍ | ما دُمْتَ تَقْدِرُ فالأيامُ تَارَاتُ |
| واشْكُرْ فَضِيلةَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جَعَلَتْ | إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْد الناسِ حَاجَاتُ |
| قد مات قومٌ و ما ماتت فَضائلُهُم | وعاشَ قَومٌ وهُم في الناسِ أمْواتُ |