إِذا خِفنا مِنَ الرُقَباءِ عَيناً – تَكَلَمَتِ العُيونِ عَنِ القُلوبِ |
وَفي غَمرِ الجَوانِحِ مُستَراحٌ – لِحاجاتِ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ |
قيس و ليلى
قيس بن الملوح و ليلى العامرية وقصة حب ترويها أبيات شعرية لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح.
ألا أيها الطير المحلق غاديا
أَلا أَيُّها الطَيرُ المُحَلِّقُ غادِياً – تَحَمَّل سَلامي لا تَذَرني مُنادِيا |
تَحَمَّل هَداكَ اللَهُ مِنّي رِسالَةً – إِلى بَلَدٍ إِن كُنتَ بِالأَرضِ هادِيا |
إِلى قَفرَةٍ مِن نَحوِ لَيلى مَضَلَّةٍ – بِها القَلبُ مِنّي موثَقٌ وَفُؤادِيا |
أَلا لَيتَ يَوماً حَلَّ بي مِن فِراقِكُم – تَزَوَّدتُ ذاكَ اليَومَ آخِرَ زادِيا |
جنن بليلى والجنون يسير
جُنِنَّ بِلَيلى وَالجُنونُ يَسيرُ – عَلى حُبِّها عَقلي يَكادُ يَطيرُ |
وَما حُبَّها إِلّا تَمَكَّنَ في الحَشا – وَأورِثَ في الأَكبادِ مِنهُ سَعيرُ |
وَأَجرى دُموعَ العَينِ قَهراً نَجيعَهُ – وَيَهمي مِنَ الدَمعِ المَصونِ غَديرُ |
وَما بِيَ إِلّا حُبُّ لَيلى كِفايَةٌ – جُنوناً وَإِنّي في الغَرامِ أَسيرُ |
فَيا رَبِّ قَرِّب لي أَسالَ أَحِبَّتي – وَنِلني المُنى يا عالِماً وَخَبيرُ |
وَبَرِّد لَهيبي وَاِطفِ نيرانَ لَوعَتي – فَعِندَكَ ما زالَ العَسيرُ يَسيرُ |
نهاري نهار الناس حتى إذا بدا
نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا بَدا – لِيَ اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكِ المَضاجِعُ |
أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى – وَيَجمَعُني وَالهَمَّ بِاللَيلِ جامِعُ |
لَقَد ثَبَتَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ – كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ |
وَلَو كانَ هَذا مَوضِعَ العَتبِ لَاِشتَفى – فُؤادي وَلَكِن لِلعِتابِ مَواضِعُ |
وَأَنتِ الَّتي صَيَّرتِ جِسمي زُجاجَةٌ – تَنِمُّ عَلى ما تَحتَويهِ الأَضالِعُ |
أَتَطمَعُ مِن لَيلى بِوَصلٍ وَإِنَّما – تُضَرِّبُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ |
ولو عبد أتى من آل ليلى
وَلَو عَبدٌ أَتى مِن آلِ لَيلى – لِيَركَبَني لَصِرتُ لَهُ حِمارا |
بربك هل ضممت إليك ليلى
بِرَبِّكَ هَل ضَمَمتَ إِلَيكَ لَيلى – قُبَيلَ الصُبحِ أَو قَبَّلتَ فاها |
وَهَل رَفَّت عَلَيكَ قُرونُ لَيلى – رَفيفَ الأُقحُوانَةِ في نَداها |
كَأَنَّ قُرُنفُلاً وَسَحيقَ مِسكٍ – وَصَوبَ الغادِياتِ شَمِلنَ فاها |