بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي

بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي ، رَجَعتُ إلى صَبرٍ، أمَرّ مِنَ الصّبرِ
و قدرتُ أنَّ الصبرَ ، بعدَ فراقهم ، يساعدني ، وقتاً ، فعزيتُ عنْ صبري

ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ

ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِن سِرّهِ
أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ ، و طويتُ وجدكَ ، والهوى في نشرهِ
تردُ الدموعُ ، لما تجنُّ ضلوعهُ ، تترى إلى وجناتهِ أو نحرهِ
من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْ شأنهِ نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ ؟
يا ليتَ مؤمنهُ سلوى – ما دعتْ ورقُ الحمامِ – مؤمني منْ هجرهِ
منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ، والهوى يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ ؟
أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ ، وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَى غَدْرِهِ
وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَ خِبْرَة َ نَاقِدٍ حتى أنستُ بخيرهِ وبشرهِ
لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِ صَاحِباً إلا وددتُ بأنني لمْ أشرهِ
منْ كلِّ غدارٍ يقرُّ بذنبهِ فيكونُ أعظمُ ذنبهِ في عذرهِ
ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ ، جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ في ضره
فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَ ودادهُ و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ، بسترهِ
وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى لي طَاعَتي حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْ أمرِهِ
و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْ بهِ لمَّـا رأيتُ أعزَّهُ في مره
وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ في أرْضِهِ، كالصقرِ ليسَ بصائدٍ في وكرهِ
أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ، فإنهُ لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ صَبرِهِ
واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ، وقلْ لهُ حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَ بِهُجْرِهِ
وَأحَبُّ إخْوَاني إليّ أبَشَّهُم بصديقهِ في سرهِ أو جهرهِ
لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْ يكنْ أصفى مشارب برهِ في بشرهِ
ألقى الفتى فأريدُ فائضَ بشرهِ و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِ برهٍ
ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ، لقيتهُ بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا في صَدْرِهِ

و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا

و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا خليجانِ و” الدربُ ” الأشمُّ و” آلسُ “
ولا أنني أستصحبُ الصبرَ ساعة ً ولي عنكَ مناعٌ ودونكَ حابسُ
ينافسني فيكَ الزمانُ وأهلهُ وَكُلُّ زَمَانٍ لي عَلَيْكَ مُنَافِسُ
شرَيتُكَ من دهرِي بذي النّاس كلّهم فلا أنا مَبخُوسٌ وَلا الدّهرُ بَاخِسُ
وَمَلّكتُكَ النّفسَ النّفيسَة طائِعاً، و تبذلُ للمولى النفوسُ النفائسُ
تَشَوّقَني الأهْلُ الكِرَامُ وأوْحَشَتْ مَوَاكِبُ بَعْدِي عِنْدَهُمْ وَمَجالِسُ
وَرُبّتَمَا زَانَ الأمَاجِدَ مَاجِدٌ، وَرُبّتَمَا زَانَ الفَوَارِسَ فَارِسُ!
رفعتُ على الحسادِ نفسي ؛ وهلْ همُ و ما جمعوا لوْ شئتُ إلا فرائسُ ؟
أيدركُ ما أدركتُ إلاَّ ابنُ همة ٍ يُمَارِسُ في كَسبِ العُلى ما أُمارِسُ؟
يضيقُ مكاني عنْ سوايَ لأنني عَلى قِمّة ِ المَجْدِ المُؤثَّلِ جَالِسُ
سبقتُ وقومي بالمكارمِ والعلاَ و إنْ زعمتْ منْ آخرينَ المعاطسُ

سقى ثرى ” حلبٍ ” ما دمتَ ساكنها

سقى ثرى ” حلبٍ ” ما دمتَ ساكنها يا بدرُ ، غيثانِ منهلُّ ومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي في المُقَامِ بِهَا، كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِ مُحتَبَسُ
هَذا وَلَوْلا الّذي في قَلْبِ صَاحِبِهِ مِنَ البَلابِلِ لمْ يَقْلَقْ بهِ فَرَسُ
كأنّما الأرْضُ والبُلدانُ مُوحشَة ٌ، و ربعها دونهنَّ العامرُ الأنسُ
مثلُ الحصاة ِ التي يرمى بها أبداً إلى السماءِ فترقى ثمَّ تنعكسُ

لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟

لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟ قَدْ صَرّحَ الدّهْرُ لي بِالمَنعِ وَاليَاسِ
أبْغي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لا وَفَاءَ لَهُ، كَأنّني جَاهِلٌ بِالدّهْرِ وَالنّاسِ!

لما رأت أثر السنان بخده

لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِظلتْ تقابلهُ بوجهٍ عابسِ ‍
خَلَفَ السّنَانُ بهِ مَوَقِعَ لَثْمِهَابئسَ الخلافة ُ للمحبِّ البائسِ ‍
أبيات شعر أبو فراس الحمداني