أيا جبل الدوم الذي في ظلاله

أَيا جَبَلَ الدومِ الَّذي في ظِلالِهِغَزالانِ مَكحولانِ مُؤتَلِفانِ
غَزالانِ شَبّا في نَعيمٍ وَغِبطَةٍمِنَ الناسِ مَذعورانِ مُحتَبِسانِ
خَليلَيَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُماوَأَمّا عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلاني
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ آتٍ دِيارَهابِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقانِ
إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ قالَ صَحابَتيلَقَد أولِعَت عَيناكَ بِالهَمَلانِ
نَأَت دارُهُم عَنّي وَفَرَّقَ بَينَناجَرائِرُ جَرَّتها يَدي وَلِساني
فَأَصبَحتُ عَنهُم أَجنَبِيّاً وَلَم أَكُنكَذاكَ عَلى بُعدٍ وَنَحنُ دَواني
وَكَم مِن هَوىً لا يُستَطاعُ طِلابُهُأَتى دونَهُ مَرٌّ مِنَ الحَدَثانِ
وَعَزَّيتُ نَفسي وَهيَ بَينَ صَبابَةٍتَجودُ وَهَل لي بِالفُراقِ يَدانِ
طَوى السِرَّ في نَفسي عَنِ الناسِ كُلِّهِمضُلوعٌ عَلى ما يَحتَوينَ حَواني
إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةًمِنَ السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ
شعر قيس بن الملوح

لا تتركيني

وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
واحبسيني
بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني
وتعوّدي أن تحرقيني
إن كنت لي
شغفا بأحجاري بزيتوني
بشبّاكي… بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني!
قصيدة محمود درويش

ألحب روح أنت معناه

ألحب روح أنت معناهوالحسن لفظ أنت مبناه
إرحم فؤادا في هواك غدامضنى وحماه حمياه
تمت برؤيتك المنى فحكتحلما تمتعنا برؤياه
يا طيب عيني حين آنسهايا سعد قلبي حين ناجاه
جبران خليل جبران

ألا يا حمامات الحمى عدن عودة

أَلا يا حَماماتِ الحِمى عُدنَ عَودَةًفَإِنّي إِلى أَصواتِكُنَّ حَنونُ
فَعُدنَ فَلَمّا عُدنَ عُدنَ لِشِقوَتيوَكِدتُ بِأَسرارٍ لَهُنَّ أُبينُ
وَعُدنَ بِقَرقارِ الهَديرِ كَأَنَّماشَرِبنَ مُداماً أَو بِهِنَّ جُنونُ
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَهُنَّ حَمائِماًبَكَينَ فَلَم تَدمَع لَهُنَّ عُيونُ
وَكُنَّ حَماماتٍ جَميعاً بِعَيطَلٍفَأَصبَحنَ شَتّى ما لَهُنَّ قَرينُ
فَأَصبَحنَ قَد قَرقَرنَ إِلّا حَمامَةًلَها مِثلَ نَوحِ النائِحاتِ رَنينُ
تُذَكِّرُني لَيلى عَلى بُعدِ دارِهارَواجِفُ قَلبٍ باتَ وَهوَ حَزينُ
إِذا ما خَلا لِلنَومِ أَرَّقَ عَينَهُنَوائِحُ وُرقٍ فَرشُهُنَّ غُصونُ
تَداعَينَ مِن بَعدِ البُكاءِ تَأَلُّقاًفَقَلَّبنَ أَرياشاً وَهُنَّ سُكونُ
فَيا لَيتَ لَيلى بَعضُهُنَّ وَلَيتَنيأَطيرُ وَدَهري عِندُهُنَّ رَكينُ
أَلا إِنَّما لَيلى عَصا خَيزُرانَةٍإِذا غَمَزوها بِالأَكُفِّ تَلينُ
أشعار مجنون ليلى قيس بن الملوح

فإن تك ليلى قد جفتني وطاوعت

فَإِن تَكُ لَيلى قَد جَفَتني وَطاوَعَتعَلى صَرمِ حُبلي مَن وَشى وَتَكَذَّبا
لَقَد باعَدَت نَفساً عَلَيها شَفيقَةًوَقَلباً عَصى فيها الحَبيبَ المُقَرَّبا
فَلَستُ وَإِن لَيلى تَوَلَّت بِوُدِّهاوَأَصبَحَ باقي الوَصلُ مِنها تَقَضَّبا
بِمُثنٍ سِوى عُرفٍ عَلَيها وَمُشمِتٍوُشاةٌ بِها كانوا شُهوداً وَغُيَّبا
وَلَكِنَّني لا بُدَّ أَنِّيَ قائِلٌوَذو اللُبِّ قَوّالٌ إِذا ما تَعَتَّبا
فَلا مَرحَباً بِالشامِتينَ بِهَجرِناوَلا زَمَنٍ أَمسى بِنا قَد تَقَلَّبا
قصيدة قيس بن الملوح

قراءة في وجه حبيبتي

وحين أُحدِّق فيك
أرى مُدناً ضائعة
أرى زمناً قرمزياً
أرى سبب الموت والكبرياء
أرى لغة لم تسجّل
وآلهة تترجل
أمام المفاجأة الرائعة
وتنتشرين أمامي
صفوفاً من الكائنات التي لا تُسمى
وما وطني غير هذي العيون التي
تجعل الأرضَ جسما
وأسهر فيك على خنجر
واقفٍ في جبين الطفولة
هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة
وأنتِ جميلة
كعصفورة نادمة
وحين أحدِّقُ فيكِ
أرى كربلاء
ويوتوبيا
والطفولة
وأقرأ لائحة الأنبياء
وسفر الرضا والرذيلة
أرى الأرض تلعب
فوق رمال السماءْ
من البحر
والشرفات البخيلة
!
أبيات محمود درويش