سرى لك طيف من سكينة بعدما

سَرَى لكَ طَيْفٌ من سُكَينَةَ بَعدما – هَدَا سَاهِرُ السُّمّارِ لَيْلاً، فأعَتَمَا
ألَمّ بحَسْرَى بَينَ حَسْرَى تَوَسّدوا – مَذارِعَ أنْضَاءٍ تَجَافَيْنَ سُهّمَا
فَبِتْنَا كَأنّ العَنْبَرَ البَحْتَ بَيْنَنَا – وَبَالَةَ تَجْرٍ، فَارُهَا قَد تخَرّمَا
أبيات قصيرة للفرزدق

ومن عجب الأيام والدهر أن ترى

ومَن عَجَبِ الأيّامِ والدّهرِ أنْ تُرى – كُلَيْبٌ تَبَغّى المَاءَ بَينَ الصّرَائِمِ
فَيا ضَبَّ إنْ جارَ الإمَامُ عَلَيْكُمُ – فَجُورُوا عَلَيهِ بالسّيُوفِ الصّوَارِمِ
أمَا فِيكُمُ وَفْدٌ ولا فَاتِكٌ بِهِ – فَمَاذا الّذِي تَرْجُونَ عندَ العَظائِمِ
أبيات شعر للفرزدق

تقول الأرض إذ غضبت عليهم

تَقولُ الأرْضُ إذْ غَضِبَتْ عَلَيْهم: – أطَائِيٌّ يَسُبّ بَني تَمِيمِ
عَبِيدٌ كَانَ تُبّعٌ اسْتَبَاهُم – فَأقْعَدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اللّئِيمِ
فَإنْ تَكُ طَيّءٌ بِجِبَالِ سَلْمَى – فَإنّ لَنَا الفَضَاءَ مع النّجُومِ
ألاَ يَا طَيّءَ الأنْبَاطِ لَسْتُم – بِمَوْلىً للصّمِيمِ وَلا الصّمِيمِ
مَتى مَا تَهْبِطُوا تَرْكَبْ عَلَيْكُم – عنَاجِيجٌ تَعَضّ عَلى الشّكِيمِ
قصيدة لشاعر العصر الأموي الفرزدق

تزود منها نظرة لم تدع له

تَزَوّدَ مِنْهَا نَظْرَةً لمْ تَدَعْ لَهُ – فُؤاداً وَلمْ تَشْعُرْ بِمَا قَدْ تَزَوّدَا
فَلَمْ أرَ مَقْتُولاً وَلمْ أرَ قَاتِلاً – بِغَيرِ سِلاحٍ مِثْلَهَا حِينَ أقْصَدَا
فَإلاّ تُفَادي أوْ تَدِيهِ، فَلا أرَى – لهَا طَالِباً إلاّ الحُسَامَ المُهَنّدَا
كَأنّ السّيُوفَ المَشْرَفِيّةَ في البُرَى – إذا اللّيْلُ عَنْ أعْناقِهِنّ تَقَدَّدَا
حَرَاجيجُ بَينَ العَوْهَجيّ وَدَاعِرٍ – تَجُرُّ حَوَافِيهَا السّرِيحَ المُقَدَّدَا
طَوَالِبَ حَاجاتٍ بِرُكْبَانِ شُقّةٍ – يَخُضْنَ خُدارِيّاً من اللّيلِ أسوَدَا
وَمَا تَرَكَ الأيّامُ والسَّنَةُ الّتي – تَعَرّقَ نَابَاهَا السّنَامَ المُصَعَّدَا
لَنَا وَالمَوَاشي باليَتَامَى يَقُدْنَهُم – إلى ظِلّ قِدرٍ حَشَّها حِينَ أوْقَدَا
أخُو شَتَواتٍ يَرْفَعُ النّارَ للقِرَى – إذا كَعَمَ الكَلْبَ اللّئيمُ وَأخْمَدَا
وَرِثتَ ابنَ حرْبٍ وَابنَ مَرْوَانَ وَالذي – بِهِ نَصَرَ الله النّبيَّ مُحَمّدَا
تَرَى الوَحْشَ يَسَتحيينَهُ إذْ عَرَفنَه – لَهُ فَوْقَ أرْكانِ الجَرَاثيمِ سُجّدَا
أبَى طِيبُ كَفّيْكَ الكَثِيرِ نَداهُمَا – وَإعطاؤكَ المَعرُوفَ أنْ تَتَشَدّدَا
لحَقْنِ دَمٍ أوْ ثَرْوَةٍ مِنْ عَطِيّةٍ – تكونُ حيَا مَن حَلّ غَوْراً وَأنجَدَا
وَلَوْ صَاحَبَتْهُ الأنْبِيَاءُ ذَوُو النّهى – رَأوْهُ مَعَ المُلْكِ العَظِيمِ المُسَوَّدَا
وَمَا سَالَ في وَادٍ كَأوْدِيَةٍ لَهُ – دَفَعْنَ مَعاً في بَحْرِهِ حِينَ أزْبَدَا
وَبَحْرُ أبي سُفْيَانَ وَابْنَيْهِ يَلْتَقي – لَهُنّ إذا يَعْلُو الحَصِينَ المُشَيَّدَا
رَأيْتَ مِنَ الأنْعَامِ في حَافَتَيْهِما – بَهائِمَ قَدْ كُنّ الغُثَاءَ المُنَضَّدَا
فَلا أُمَّ إلا أم عيسى عَلِمْتُهَا – كَأُمّكَ خَيراً أُمّهَاتٍ وَأمْجَدَا
وَإنْ عُدّتِ الآباءُ كنتَ ابنَ خَيرِهم – وَأمْلاكِها الأوْرَينَ في المَجْدِ أزْنُدَا
شاعر العصر الاموي الفرزدق التميمي

ديار بالأجيفر كان فيها

دِيَارٌ بِالأُجَيْفِرِ كَانَ فِيهَا – أوَانِسُ مِثْلُ آَرَامِ الصّرِيمِ
وَما أحَدٌ يُسَامِيني بِفَخْرٍ – إذا زَخَرَتْ بُحورُ بَني تَمِيمِ
إلى المُتَخَيَّرينِ أباً وَخَالاً – إذا نُسِبَ الصّميمُ إلى الصّميمِ
تَرَى غُلْبَ الفِحَالِ لَنَا خُضُوعاً – إذا نَهَضَتْ لِمُفْتَخَرٍ قُرُومي
قصيدة للفرزدق

أقول لنفس لا يجاد بمثلها

أقُولُ لنَفْسٍ لا يُجادُ بِمِثْلِهَا – ألا لَيْتَ شِعْرِي ما لَها عِندَ مالِكِ
لهَا عِنْدَهُ أنْ يَرْجِعَ اليَوْمَ رُوحُها – إلَيها، وَتَنْجُو مِنْ حِذارِ المَهالِكِ
وَأنْتَ ابنُ جَبّارَيْ رَبيعَةَ حَلّقَت – بك الشمسُ في الخضرَاءِ ذاتِ الحبائكِ
أبيات شعر الفرزدق