| بثَّت عليَّ من الأسراب ما خشيت | منه الجيوش وما لانت له الأَكَمُ |
| يابنت عامر أوديتي بقلب فتًى | صلدِ الطِباع عزيمٍ نالهُ القِدَمُ |
| وليلةٍ قد تبدَّا طَرفُ نَرجِسِهَا | صَارت نهارًا منيرًا مالهُ قَتَمُ |
| همَّت برفعِ حجابٍ عن مُخدَّرِها | ترنُوا مَقَاتِل طودٍ طبعُه الصمَمُ |
| فرُمتُ بالطويِ كشحًا عن مفَاتِنِهَا | تكفِي العُيُونُ لِمَن مِنهَاجُهُ القِيَمُ |
| يا دار قومٍ تَعَالَت عَن نَظَائِرهَا | أَنعِم وأَكرِم بأرضٍ عَزَّها القَلَمُ |
| تأسَّدَت في عُلومٍ قَلَّ واصِلُهَا | وحيَّرت كُلَّ قَومٍ بَعدَهَا قَدِمُ |
| ندِيمةُ الأمنِ كانت حِين مَشرَبِها | شبيهةُ النَّخلِ لونًا إن عَلَا العَلَمُ |
| نجدِيُّة القُطبِ إن دَارَت رَحَى بلدٍ | كَانت رَحَاهَا أسَاسًا طبعُهَا الكَرَمُ |
| ورؤيةٍ بثَّهَا مَلكٌ لنَا ولهُ | ولدٌ لبيبٌ ومِنهُ الرَّأيُ مُئتَمَمُ |
| مفوَّهٌ قد تردَّى مِن فَصاحَتِهِ | عُربُ اللسَانِ وما نادت به العَجَمُ |
| تهيَّئَ الصِّربُ إن ما جاءَ ساحَتَهُم | يشقَى فهَيهَاتَ مَا ظنُّ وما رَسَمُ |
| تقَحَّم القَومَ مُعتَمًّا بدولَتِه | فحيرَ الغربَ فردٌ ذاك أَم أُمَمُ |
| وهامَةُ المَجدِ تَبدوا فِي تعَامُلِه | فأقلقَ الشِّعرَ هل يوفِيهِمُ الكَلِمُ |
| كَوابِل الغيثِ إن صَابَت مهَاطِلُهُ | أرضًا عِجَافًا تَغنَّت مَا بِهَا سَقَمُ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
غالبون
| ألا فَليعلمِ العادون أنّا | عَلى ضعفٍ وَجُوعٍ غَالبُونَ |
| وأنَّا مِن صَلاحٍ قد أتَينا | إلى جَنَّاتِ خُلدٍ ذَاهبونَ |
| وفي وجهِ البَنادقِ قد أقَمْنا | ومن رحِم الشَدائدِ وَالدُونَ |
| وأنَّا بالدِّما عهداً أخذْنا | كَسالمِ لا تُصَالح نَاظِمونَ |
| وقد أَفدى بأنْفُسهم رجالٌ | دماً بدمٍ لمَن هم ظَالِمُونَ |
| فَيا جَيشَ الدِّفـاعِ وَمَن يَليه | مِنَ الأَطفـالِ صِرْتُمْ خَائفيـنَ |
| فَشَأوُ الطِّفل قَد أَضحَى عَظِيمَـاً | كَـأمـثالِ الكـِرامِ مُـجَـاهِـديـنَ |
| إذا صَاحَت حَرائرنا غياثاً | هَبَبنا كالعواصِف زَاحِفينَ |
| وفي نعشٍ شَهيداً قد حَمَلنا | بتكبيرِ الحَناجِِر هَاتفونَ |
| سَواعِدُنَا كَأبراجٍ شَددْنَا | سَـبيلاً للعُلا إذ وَاصِلونَ |
| ومن تحتِ الرُّكامِ فكم نَهضنا | على صَدرِ الزَّمانِ لوَاقفونَ |
| وَكلُّ الـتَّـرابِ مَنقُـوشٌ عَـليـهِ | بِـأَنَّ الأَرضَ نَحنُ المَـالـكُـونَ |
| رَأَبنَـا كُلَّ صَـدعٍ قَد تَـوَانَى | وَقُمنَا بِالـصُدُورِ مُدَافِعيـنَ |
| وكالأجدَاثِ وجدانُ الولاةِ | تَراهم في خُنوعٍ خَاضِعينَ |
| فما كُنتُم لأمَّتنا عِمَاداً | ومـا كُنـتُـم بِيومٍ نَـاصِرينا |
| خَسِـئتُم لم نَرَى فِيـكُم إِبَـاءً | وبِـتُّـم للعـَدو مُـخَـادِنـِيـنَ |
| ومَهمَا طالَ مِن ظُلمٍ وَمهما | لنا يومٌ كَشمسٍ مشرقينَ |
عبث الأقدار
| عَبَثُ الأَقْدارِ، يا لَيْتَ ليَ جَناحينِ |
| لِأَطيرَ بَعيدًا عَن هَذِهِ الدُّنْيا |
| وَأَنْسى هُمومَها وَأَلامَها |
| ~~~~~ |
| أَرى السَّعادَةَ في أَيْدِي قَوْمٍ |
| وَالحُزْنَ في قَلْبي يَمْلأُ جَوانِحي |
| وَالخَيْرَ في أَيْدِي قَوْمٍ |
| وَالشَّرَّ في أَيْدِي قَوْمٍ آخَرينَ |
| ~~~~~ |
| أَرى الدُّنْيا تَدُورُ في فَلْكِها |
| وَكَأَنَّ اللَّهَ تَعالى قَدْ نَسِيها |
| وَالنَّاسُ يَتَصارَعُونَ عَلَيْها |
| وَلا يَفْكِرونَ في يَوْمِ الحِسابِ |
| ~~~~~ |
| أَرى المَوْتَ يَتَرَبَّصُ بِنا |
| وَكَأَنَّما هُوَ وَحْشٌ كَاسِرٌ |
| وَلَكِنَّنا لا نَشْعُرُ بِهِ |
| وَنَعِيشُ حَياتَنا كَأَنَّنا لَنْ نَمُوتَ |
| ~~~~~ |
| عَبَثُ الأَقْدارِ، يا لَيْتَ ليَ جَناحينِ |
| لِأَطيرَ بَعيدًا عَن هَذِهِ الدُّنْيا |
| وَأَنْسى هُمومَها وَأَلامَها. |
مدينة الضياء
| فلتنصتوا غزةْ تنادي رجالَها |
| رُدّوا الطغاةَ ومزِّقوا أوصالَها |
| نادى الجهادُ, والجهادُ مقدسٌ |
| أرضُ الرسالةِ ترتجي أبطالَها |
| لغةُ الشهادة أبجــديةُ ثائـــــرٍ |
| عشقَ الحيــاةَ وغــرَّد موّالَــها |
| أعداءُ غزةَ بالعتاد تحصَّنوا |
| طفــلٌ وشيخٌ لا يهابُ قتـــالَها |
| الحقُّ يسمو وإن تجبَّر ظالمٌ |
| وتذود عن شرف الحمى أشبالُها |
| الحزنُ ولًّى, والسيوفُ تجرَّدتْ |
| وابنُ الوليــدِ يعتلي أطلالَــــها |
| صمتَ الجميعُ عن مجازر غزةٍ |
| باعوا الضمائرَ واقتنوا أموالها |
| إلا الفوارسَ لم يطيقوا مذلــــةً |
| كسروا القيودَ وحطّموا أغلالَها |
| أبنــــاءُ غزة يولدون أشاوســــاً |
| لبـن الحرائر مرضعُ أطفالِــها |
| كتبوا الملاحمَ والتاريخ يسجِّل |
| كفـــنُ الشهيد يردد أهوالَــها |
| في العمق جذرٌ لن يغادر مرغماً |
| نبضُ البقاءِ مناهجُ أجيالِهـا |
| هرمَ الزمانُ, وما تزال فتيـــةً |
| غزةْ الشهامةْ في عتوِّ نضالها |
| وطئَ المكانُ وما تزال نسورها |
| تهوى العلاءَ فوق هامِ جبالها |
| يا شمس غزةَ دفِّئي أرواحَنا |
| يئستْ قلوبٌ ترأفين بحالــها |
| الأقصى أًذًّنَ, والكنائسُ رتلّتْ |
| القدسُ حرةْ, والنجومُ منالُــها |
عتاب و اعتذار
| مهلا عاتبي انا الذليل بين الورى |
| فهون عليا ذلا قد قيح وجداني |
| وصن وجه حقير بالجبن قد اكتفى |
| فإنك محسن و الصون لب الاحسان |
| كفيف أخرص، الى دنو قد انزوى |
| وانت من انت، عزيز لا يرضى بهوان |
| تجاهد منفردا الاعداء على الريق و الخوى |
| و انا من انا، تاخم اراقبك من ركن الخِيان |
| لا أحسن غير قول بالشجب قد أمدقه |
| ضد معتد غاشم قد تجاوز حد الطغيان |
| تعاتبني و انت عن عذري في غنى |
| و تنادي إن بالقول دون الفعل خذلاني |
| لكن لا حياة لمن تنادي على ظهر الثرى |
| و لا جدوى من مناجاة جيفٍ و جثمان |
| تقول هذا عدوكم تجرأ فمالي لا ارى |
| المغيرات صبحا تريد وجه الرحمان |
| على شرط الموت قد اقبلت منجدة |
| للقدس الشريف من براثن العدوان |
| يا غزة اني معاق قد شلت يدي |
| وابت مروادتي الى ثغوركم الرِجلان |
| وصارت الامارة تعتذر وهما بحجة |
| عساني أنقعص عن مناصرة الشجعان |
| تقول ان لك بالجزائر فراخا لم تستوي |
| فمهلك يا هذا حتى يصير لها جناحان |
| او تقول ان لك شغلا تعبت حتى حصلته |
| و مستقبلا ان فعلت طويته درج النسيان |
| و حدود تمكن بني صهيون من ملاكها |
| و حرسا على المعابر بأوامر السلطان |
| فلو امسكت لغيبت في قعر مظلم |
| او سلمت الى العدو معصب العينين مهان |
| فرويدك تمهل هاهنا فما انت الا رجل |
| و ما يفعل رجل عد زيادة أو نقصان |
| سنة النصر يا نفس لا يحققها العدد |
| بل بالثبات تنتصر حين يلتقى الخصمان |
| والصبر للنصر مصابرة لآخر ساعة |
| يغلب اصمدهم وان كان خصمه الثقلان |
| يا اهل غزة ان بالله وحده تشد العزائم |
| و به يغنيكم قعودي عن مناجزة الشيطان |
| و لا تراعو الى عمائم قد اغتصب ما تحتها |
| و في الأعناق لهم بيعة الى الامم و الامريكان |
| و نُكحت على كل نفيس في عقر دارها |
| مخصية يطربها رقص الشواذ وايقاع الاغان |
| قد شدوا الرحال الى موسم العهر في نشوة |
| تهتز خصائرهم سفها كماجنات النسوان |
| قواعد كاسيات كمحضياتٍ العلج سيدها |
| غافلات عن باب مفتوح الى روضة الرضوان |
| نامو عن المجد و العلى و ثبطوا كل منازله |
| فانكشفت بغزة سوؤاتهم للقاص و الدان |
| الا سحقا لهم من رهط رعين خانع |
| لصهيون يأتمر ويطأطأ برفع البنان |
| اضرب عني وعنك فداك الوالد و الولد |
| صهاينة العصر من عجم و عربان |
| ونكل بهم قسام نكال الآخرة و الأولى |
| و أفحش في الخائنين تنكيلا بإمعان |
| اشفي غليلي يا قسام من غاصب |
| و اشطط في الحكم كيلا بكيلان |
| اكرم بعز ليس له على مر الزمان مثلا |
| غزة في طرف و العالم في طرف ثان |
| كأسود الشرى اذا حمي الوطيس مقدمة |
| تنافح عن امة شتات من ماعز و خرفان |
خمس وردات وفراشة واحدة
| محدقة في الفراغ |
| أنسج الذهول |
| أملأ هذا الصمت بضجيج الكلمات |
| أتأمل عناقكما بخمس وردات وفراشة واحدة |
| تارة تنشر الشمس ظلك |
| وتارة تطويه الرياح |
| وعلى خدك الناعم يترقرق وجه القمر |
| وزرقة الفجر في عينيك رغم الدموع |
| في مخيلتي قابعة ترانيم صوتك |
| ملامحك ترتسم بين شقوق الذاكرة |
| لا شيء سوى الفراغ داخل أوردة الروح |
| وأناملك المُلَوِّحة |
| مثل وردة فوانيا يبددها الوداع |
| ~~~~ |
| شمس غاربة |
| على وجه الثلج |
| زهر الأقحوان ! |