العهد

انا كنت في عهد رومى
متقطعة هدومي
وبمشى فى كل حتة
بالعمة والجاكتة
وبمطرقتى وادومى
وكنت فى عهد كاسبر
بسكر وكمان بعفر
وامضغ لبان وقرفة
وحياتى لسة كارفة
زى موظف حكومى
وكنت واد جنان
ابيض واسود والوان
يمكن دكتور سنان
وبكماشة بقّرط
وبلملم المفّرط
بكمامى وبهدومى
شوفت عصور الملاحم
وعمال المناجم
الناس واقفة تزاحم
فى طوابير الرغيف
وفي شبرا وميونخ
الخلق بتنسلخ
دوري وبشكل يومي
ورأيت وما رأيت
زنج وهنود وسوط
متشعلقين فى حيط
متسلسلين في يخت
عرافة بتقرأ بخت
بالزهر أو بالكومى
عاصرت المصري يوميّ
ومخيّبش ظنوني
عاصرهم اجمعين
ما أكلش من لحومي
عاصرت بوش وباش
والماية اللى ببلاش
فى باريس وفى نيويورك
البورصة تنهشك
والسلطة مبدهاش
إلا الثروة وديت
بتشفط من العمومى
مروان سالم

ندم

الآن ادركت أني عشريني
من العمر لم تكن سوى وهمْ
و جُلّ افعالي و الحماقات
التي تجرعتها محض ندمْ
اقول يا صحابي اعذروني
انني خُلقتُ من لحم و دمْ
ليتنى عدتُ الى شرخ الصبا
لاهياً خلف قطيع من بهمْ
ان بعض الناس إن نصحته
انكر كأنهُ بهيمة اصابها الصمم
ما جنينا من دهر مضى
الّا حادثات من شجون و ألمْ
لا رعى الله المشيب انه
الا نذيرُ للعاهات و السقمْ
عمرٌ سرت ايامه على عجل
و ما جنى الى الفناء و العدمْ
نُفنى غداً كأن لا يد جنت
و لا سارت على الارض قدم
سنة الله في خلق الورى
ما تبدلت عن عهد ايام إرَمْ
لن يغني عن فنائها سلطان
و لا مال و لا عروش او حشم
رغمَ انني صلت بها صولة
الحارث يوم تحلاق اللمم
فنعم صاحب الدنيا اخاً
اذا انت دعوته قال نعمْ
ليس من عاداته عند دعوةِ
متسائلا كيف و إن و لمْ
و اذا نخوته قال ابشر
و اكراماً لأجل عينيك نعمْ
فأنا لبيت كل من رابه عسر
دنياه و وفيتُ الذممْ
فالندى و الجود إن رُزقتها
ظفرتَ بالنهى و خيرة الشيم
جرح فقدان الاحبة غائر
رغم تقادم الايام ما كان التأم
له هناك في صوب الرصافة
من بغداد نصب كالعلمْ
إحرص على النشأ الجديد
فهو ما لقنتهُ من القيمْ
شر من سار على درب الحياة
ذاك من تعدّى أو ظلمْ
لله في سمائه عدلٌ سرى
على عباده منذ القدمْ
فكل ظالمِ و إن تقادم عهده
يبوء بالإثم كما ظلمْ
و خير سجية ترزق بها
هي الندى و السماحة و الكرمْ
لا تبخل اذا دعيت للجُّللى
و من يبخل و يضنُ بالمال يُذمْ
الدكتور صالح مهدي عباس المنديل

الفراق

أكل بدون ملح ليس له مذاق
و قمر بدون نجوم ليس له رفاق
و بحر بدون ماء مجرد أنفاق
و أنا بدونك وحيدة لا تجعليني لي عوينك أشتاق
حضنك دافي يدفيني و صوتك عميق يقتلني
عندما تغيب عني دقيقة إليك أشتاق
فكيف تردوني أنا أتحمل فراق
fatoma fatoma

حلب

الحب فيَّاضٌ و ما نضبَا
الحب غلاَّبٌ و سَلْ حلبَا
بشَّارُها نشَّارُها نَكِسٌ
أنكى مآقيها و ما غلبَا
قد فاجأها وَحْيٌ يراودها
إذ “جاء نصر الله”ما حُجِبَا
فُرسانُها عِرسانُها زُمَرٌ
يجنون من فردوسها رُضبَا
“إنَّا فتحنا”..الله قائلها
فاهتزتِ الأرضُ لها طربَا
دوَّى لها في شامها خبرٌ
زانت به فاسٌ و لا عجبَا
إنَّا فرشنا مغربًا من جنًى
إنَّا “فرشنا مشرقًا هُدُبَا”
فضيل الحموتي

القيم المنقرضة

في الدرب الطويل، يسكن الصبرُ،
مثل السحاب، في صمته يعتمرُ.
يُبنى بالدمع، ولا يتزعزع،
تحت الغيم، يتنفس، ولا ينهزم.
وفي العفو، بحرٌ عميق،
يخفي الهمس، ويطوي السقيع.
لا يراه سوى من غرق في الظلام،
وفي نسيانٍ، ينبت السلام.
أما الإخلاص، فهو نورٌ خفي،
يضيء الطريق، في الهدى يفي.
لا يعترف بالزمن ولا بالقدر،
وفي القلب، لا يتبدل ولا يغدر.
تسير الأرواح بين المدى البعيد،
والكلمات تهمس، والأفعال تبيد.
لا شيء يدوم في هذا الكون الزائل،
إلا ما كان في الصمت ثابتًا، لا يضائل.
رزيڨ مريم

سكون

و كأنها لمسة من وداع مختصم
موعد للآفاق معتصم
أترفضين قلبا أقسم
بفؤاد حمام مشتمل
و قول صديق هل أنا مبتدع
وصال والشمس مقتصيا
هل أنت يا نجم مستسلما ؟
لقضاء كالمهد منتئم…
أحبك فوق كل ساكنا
و في سبيل كل شاهد ملتزم..
هل أنا منهزما و هل أنت مصدقتي
طارق إبراهيم صالح