تقوى الثعالب

ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُوعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ
يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداًبــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ
وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْبــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ
لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍأنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ
ويُــغَمِّضُ العينينِ حتى لا يرىعــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ
ظــنَّ الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْو هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ
مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْفــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ
حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْبـــدأَ الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ
فــدعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِلــينالَ أجــرَ المُحسنينَ ويكسبُ
فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْوبــطونُهمْ أشهى الموائدِ تطلبُ
حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْكــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ
جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةًبــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ
لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌفــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ
لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُهافــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ
فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌوبــلونِها بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ
كتبها الشاعر عبدالناصر عليوي العبيدي

اعترافات مفكر (تنويري)

وخَــرْتِــيــتٌ لـــه ذيـــلٌكــمــا الأنــعــامِ والــعــيرِ
أهــالــي الــحــيّ تــعــرفُهُكــمــنــحرفٍ ومــغــمورِ
وتــخــرجُ مــنهُ أصــواتٌكــنــفْخِ الــنــارِ بــالــكيرِ
يٌــسَــمَّــى فـــي ثــقــافتِهمْســفيهُ الــفكرِ (طَــنِّيري)
غـــدا الإعـــلامُ يُــبْرِزُهكــمُــنْــفَــتِحٍ وتَــنــوِيــري
يــقــولُ أَتَــيتُ فــي عِــلمٍأتــى مــن مَحْضِ تفكيري
فــأهلُ الــضادِ قد عَجِزواوأَعْــيَــتْــهُمْ تــفــاســيري
فــهــمْ لــمْ يَــفهموا عَــبَثِيوتَــخْــريفي وتــحــويري
وإنَّ الـــثـــاءَ أَنْــطِــقُــهاكــســينٍ فـــي تــعابيري
غـــدوتُ مُــفَــكِّراً عــلماًكــبــدرٍ فـــي الــدّيــاجيرٍ
بـــيَ الإعـــلامُ مُــنشغـلٌوكــمْ يــسعى لــتصويري
دلــــيــلٌ أَنَّــهــمْ دُهِــشُــوابــتــحــليلي وتــنــظــيري
وظــــنُّــوا أنَّــنــي حَــبْــرٌخــبــيرُ فـــي الأســاطيرِ
فــجهلُ الــناسِ ســاعدَنِيبــــلا عــــلــمٍ وتــدبــيرِ
وجــدتُ الــقومَ قــد زاغواومـــالـــوا لــلــمــهــاذيرِ
فـــبـــتُّ الآنَ قُــدوَتَــهُــمْوقِــبْــلَةَ كـــلِّ مَــسْــحُورِ
أُسَـــوِّقُ فِــكْــرَتي قــمحاًطــــعــامــاً لــلــزرازيــرِ
فــــهــذا بـــاتَ دَيــدَنَــهُمْومَــنــهجَ كـــلِّ مَــشهُورِ
حــذارِ حــذارِ مِنْ ضَحِكٍعــلــى فِــكْــرِ الــنحاريرِ
ســتــوصفُ بَــعْدَهُ حَــتْماًبــرَجــعــيٍّ وتــكــفــيري
كتبها الشاعر عبدالناصر عليوي العبيدي – حسابه على تويتر @nasseraliw