| ما للمُرُوجِ الخُضْرِ والحَدائِقِ | يَشكُو خَلاها كَثرَةَ العَوائِقِ |
| أقامَ فيها الثّلجُ كالمُرافِقِ | يَعقِدُ فَوْقَ السّنّ ريقَ الباصِقِ |
| ثمّ مَضَى لا عادَ مِنْ مُفارِقِ | بقائِدٍ مِنْ ذَوْبِهِ وسائِقِ |
| كأنّما الطّخرُورُ باغي آبِقِ | يأكُلُ من نَبْتٍ قَصيرٍ لاصِقِ |
| كَقَشْرِكَ الحِبرَ عَنِ المَهارِقِ | أرودُهُ مِنْهُ بكَالشُّوذانِقِ |
| بمُطْلَقِ اليُمْنى طَويلِ الفائِقِ | عَبْلِ الشَّوَى مُقارِبِ المَرَافِقِ |
| رَحْبِ اللَّبانِ نَائِهِ الطّرائِقِ | ذي مَنخِرٍ رَحْبٍ وإطلٍ لاحِقِ |
| مُحَجَّلٍ نَهْدٍ كُمَيْتٍ زاهِقِ | شادِخَةٍ غُرّتُهُ كالشّارِقِ |
| كأنّها مِنْ لَوْنِهِ في بارِقِ | باقٍ على البَوْغاءِ والشّقائِقِ |
| والأبْرَدَينِ والهَجِيرِ المَاحِقِ | للفارِسِ الرّاكِضِ منهُ الواثِقِ |
| خَوْفُ الجَبَانِ في فُؤادِ العاشِقِ | كأنّهُ في رَيْدِ طَوْدٍ شاهِقِ |
| يَشأى إلى المِسمَعِ صَوْتَ النّاطقِ | لوْ سابَقَ الشّمسَ من المَشارِقِ |
| جاءَ إلى الغَرْبِ مَجيءَ السّابِقِ | يَتْرُكُ في حِجارَةِ الأبارِقِ |
| آثَارَ قَلْعِ الحَلْيِ في المَناطِقِ | مَشْياً وإنْ يَعْدُ فكالخَنادِقِ |
| لَوْ أُورِدَتْ غِبَّ سَحابٍ صادِقِ | لأحْسَبَتْ خَوامِسَ الأيانِقِ |
| إذا اللّجامُ جاءَهُ لطارِقِ | شَحَا لَهُ شَحْوَ الغُرابِ النّاعِقِ |
| كأنّما الجِلْدُ لعُرْيِ النّاهِقِ | مُنْحَدِرٌ عَنْ سِيَتيْ جُلاهِقِ |
| بَزّ المَذاكي وهْوَ في العَقائِقِ | وزادَ في السّاقِ على النَّقانِقِ |
| وزادَ في الوَقْعِ على الصّواعِقِ | وزادَ في الأُذْنِ على الخَرانِقِ |
| وزادَ في الحِذْرِ على العَقاعِقِ | يُمَيّزُ الهَزْلَ مِنَ الحَقائِقِ |
| وَيُنْذِرُ الرَّكْبَ بِكُلِّ سَارِقِ | يُرِيكَ خُرْقاً وَهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ |
| يَحُكّ أنّى شَاءَ حَكَّ الباشِقِ | قُوبِلَ مِنْ آفِقَةٍ وآفِقِ |
| بَينَ عِتاقِ الخَيْلِ والعَتائِقِ | فعُنْقُهُ يُرْبي على البَواسِقِ |
| وحَلْقُهُ يُمْكِنُ فِتْرَ الخانِقِ | أُعِدُّهُ للطّعنِ في الفَيالِقِ |
| والضّرْبِ في الأوْجُهِ والمَفارِقِ | والسّيرِ في ظِلّ اللّواءِ الخَافِقِ |
| يحمِلُني والنّصْلُ ذو السّفاسِقِ | يَقطُرُ في كُمّي إلى البَنائِقِ |
| لا ألحَظُ الدّنْيا بعَيْنيْ وامِقِ | ولا أُبالي قِلّةَ المُوافِقِ |
| أيْ كَبْتَ كُلّ حاسِدٍ مُنافِقِ | أنْتَ لَنا وكُلُّنا للخالِقِ |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
قالوا لَنا: ماتَ إسح?قٌ! فقُلتُ لهمْ:
| قالوا لَنا: ماتَ إسح?قٌ! فقُلتُ لهمْ: | هذا الدّواءُ الذي يَشفي منَ الحُمُقِ |
| إنْ ماتَ ماتَ بِلا فَقْدٍ ولا أسَفٍ | أو عاشَ عاشَ بلا خَلْقٍ ولا خُلُقِ |
| مِنْهُ تَعَلّمَ عَبْدٌ شَقّ هامَتَهُ | خوْنَ الصّديقِ ودَسَّ الغدرِ في المَلَقِ |
| وحَلْفَ ألْفِ يَمينٍ غَيْرِ صادِقَةٍ | مَطرودَةٍ ككُعوبِ الرّمح في نَسَقِ |
| ما زِلْتُ أعرِفُهُ قِرْداً بِلا ذَنَبٍ | خِلْواً مِنَ البأسِ مَملُوءاً من النّزَقِ |
| كَريشَةٍ في مَهَبّ الرّيحِ ساقِطَةٍ | لا تَسْتَقِرّ على حالٍ منَ القَلَقِ |
| تَستَغرِقُ الكَفُّ فَوْديهِ ومَنْكِبَهُ | فتَكْتَسي منهُ ريحَ الجَوْرَبِ العَرِقِ |
| فَسائِلُوا قاتِلِيهِ كَيفَ ماتَ لَهُمْ | مَوْتاً من الضّرْبِ أمْ موْتاً من الفَرَقِ |
| وأينَ مَوْقعُ حَدّ السّيفِ من شَبَحٍ | بغَيرِ جِسْمٍ ولا رَأسٍ ولا عُنُقِ |
| لَوْلا اللّئَامُ وشيءٌ مِنْ مُشابَهَةٍ | لَكانَ ألأمَ طِفْلٍ لُفّ في خِرَقِ |
| كَلامُ أكثرِ مَنْ تَلقَى ومَنظَرُهُ | ممّا يَشقّ على الآذانِ والحَدَقِ |
أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ
| أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ | تَحْسَبُ الدّمعَ خِلقَةً في المآقي |
| كيفَ تَرْثي التي ترَى كلَّ جَفْنٍ | راءها غَيرَ جَفْنِها غَيرَ راقي |
| أنْتِ مِنّا فَتَنْتِ نَفسَكِ لَكِنّـ | ـكِ عُوفيتِ مِنْ ضَنًى واشتياقِ |
| حُلتِ دونَ المَزارِ فاليَوْمَ لوْ زُرْ | تِ لحالَ النُّحولُ دونَ العِناقِ |
| إنّ لَحْظاً أدَمْتِهِ وأدَمْنَا | كانَ عَمداً لَنا وحَتفَ اتّفاقِ |
| لوْ عَدا عَنكِ غيرَ هجرِكِ بُعدٌ | لأرارَ الرّسيمُ مُخَّ المَنَاقي |
| ولَسِرْنا ولَوْ وَصَلْنا عَلَيها | مثلَ أنْفاسِنا على الأرْماقِ |
| ما بِنا مِنْ هوَى العُيونِ اللّواتي | لَوْنُ أشفارِهِنّ لَوْنُ الحِداقِ |
| قَصّرَتْ مُدّةَ اللّيالي المَواضِي | فأطالَتْ بها اللّيالي البَواقي |
| كاثَرَتْ نائِلَ الأميرِ مِنَ الما | لِ بما نَوّلَتْ مِنَ الإيراقِ |
| لَيسَ إلاّ أبا العَشائِرِ خَلْقٌ | سادَ هذا الأنامَ باستِحقاقِ |
| طاعنُ الطّعنَةِ التي تَطْعَنُ الفيـ | ـلَقَ بالذّعْرِ والدّمِ المُهرَاقِ |
| ذاتُ فَرْغٍ كأنّها في حَشَا المُخْـ | ـبَرِ عَنها من شِدّةِ الإطْراقِ |
| ضارِبُ الهَامِ في الغُبارِ وما يَرْ | هَبُ أن يَشرَبَ الذي هوَ ساقِ |
| فَوْقَ شَقّاءَ للأشَقِّ مَجَالٌ | بَينَ أرْساغِها وبَينَ الصّفاقِ |
| ما رآها مكَذِّبُ الرُّسلِ إلاّ | صَدّقَ القَوْلَ في صِفاتِ البُراقِ |
| هَمُّهُ في ذوي الأسِنّةِ لا فيـ | ـها وأطْرافُها لَهُ كالنّطاقِ |
| ثاقبُ الرّأيِ ثابِتُ الحِلْمِ لا يَقـ | ـدِرُ أمْرٌ لَهُ على إقْلاقِ |
| يا بَني الحارِثِ بنِ لُقمانَ لا تَعـ | ـدَمْكُمُ في الوَغى متونُ العتاقِ |
| بَعَثُوا الرُّعبَ في قُلوبِ الأعاد | يِّ فكانَ القِتالُ قَبلَ التّلاقي |
| وتكادُ الظُّبَى لِما عَوّدوها | تَنْتَضِي نَفْسَها إلى الأعْناقِ |
| وإذا أشفَقَ الفَوارِسُ مِنْ وَقْـ | ـعِ القَنَا أشفَقوا مِنَ الإشْفاقِ |
| كلُّ ذِمرٍ يزْدادُ في الموْتِ حُسناً | كَبُدورٍ تَمامُها في المُحاقِ |
| جاعِلٍ دِرْعَهُ مَنِيّتَهُ إنْ | لم يكُنْ دونَها منَ العارِ واقِ |
| كَرَمٌ خَشّنَ الجَوانبَ مِنهُمْ | فَهْوَ كالماءِ في الشّفارِ الرّقاقِ |
| ومَعالٍ إذا ادّعاها سِواهُمْ | لَزِمَتْهُ جِنايَةُ السُّرّاقِ |
| يابنَ مَنْ كُلّما بَدَوْتَ بدا لي | غائبَ الشّخصِ حاضرَ الأخلاقِ |
| لوْ تَنَكّرْتَ في المَكَرّ لقَوْمٍ | حَلَفُوا أنّكَ ابنُهُ بالطّلاقِ |
| كيفَ يَقوَى بكَفّكَ الزَّندُ والآ | فاقُ فيها كالكفّ في الآفاقِ |
| قَلّ نَفْعُ الحَديدِ فيكَ فَما يَلـ | ـقاكَ إلاّ مَنْ سَيفُهُ مِنْ نِفاقِ |
| إلْفُ هذا الهَواءِ أوْقَعَ في الأنْـ | ـفُسِ أنّ الحِمامَ مُرُّ المَذاقِ |
| والأسَى قبلَ فُرْقَةِ الرّوحِ عجزٌ | والأسَى لا يكونُ بَعدَ الفِراقِ |
| كمْ ثَراءٍ فَرَّجتَ بالرّمْحِ عنهُ | كانَ مِن بُخلِ أهلِه في وِثاقِ |
| والغِنى في يَدِ اللّئيمِ قَبيحٌ | قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإمْلاقِ |
| ليس قوْلي في شمس فعلك كالشّمْـ | ـسِ ولكن كالشّمسِ في الإشراقِ |
| شاعرُ المَجْدِ خِدْنُهُ شاعرُ اللّفْـ | ـظِ كِلانا رَبُّ المَعاني الدّقاقِ |
| لم تَزَلْ تَسمَعُ المَديحَ ولكِنّ | صَهيلَ الجِيادِ غَيرُ النُّهاقِ |
| ليتَ لي مثلَ جَدّ ذا الدّهرِ في الأد | هُرِ أوْ رِزْقِهِ منَ الأرزاقِ |
| أنْتَ فيهِ وكانَ كلُّ زَمانٍ | يَشتَهي بَعضَ ذا على الخَلاّقِ |
لامَ أُناسٌ أبا العَشائِرِ في
| لامَ أُناسٌ أبا العَشائِرِ في | جُودِ يَدَيْهِ بالعَينِ والوَرِقِ |
| وإنّما قِيلَ لِمْ خُلِقْتَ كذا | وخالِقُ الخَلْقِ خالِقُ الخُلُقِ |
| قالوا: ألمْ تكْفِهِ سَمَاحَتُهُ | حتى بنَى بَيْتَهُ على الطُّرُقِ |
| فقُلتُ: إنّ الفَتى شَجاعَتُهُ | تُريهِ في الشُّحّ صُورَةَ الفَرَقِ |
| الشّمسُ قد حَلّتِ السّماءَ وما | يحجُبُها بُعدُها عنِ الحَدَقِ |
| بضَرْبِ هامِ الكُماةِ تَمّ لَهُ | كَسبُ الذي يكسِبونَ بالمَلَقِ |
| كُنْ لُجّةً أيّها السّماحُ فقَدْ | أمّنَهُ سَيفُهُ مِنَ الغَرَقِ |
أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل
| أجابَ دَمعي وما الدّاعي سوَى طَلَلِ | دَعَا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَّكبِ وَالإبِلِ |
| ظَلِلْتُ بَينَ أُصَيْحابي أُكَفْكِفُهُ | وَظَلّ يَسفَحُ بَينَ العُذْرِ وَالعَذَلِ |
| أشكُو النّوَى ولهُمْ من عَبرَتي عجبٌ | كذاكَ كنتُ وما أشكو سوَى الكِلَلِ |
| وَمَا صَبابَةُ مُشْتاقٍ على أمَلٍ | مِنَ اللّقَاءِ كمُشْتَاقٍ بلا أمَلِ |
| متى تَزُرْ قَوْمَ مَنْ تَهْوَى زِيارَتَهَا | لا يُتْحِفُوكَ بغَيرِ البِيضِ وَالأسَلِ |
| وَالهَجْرُ أقْتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ | أنَا الغَريقُ فَما خَوْفي منَ البَلَلِ |
| مَا بالُ كُلّ فُؤادٍ في عَشيرَتِهَا | بهِ الذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ |
| مُطاعَةُ اللّحْظِ في الألحاظِ مالِكَةٌ | لمُقْلَتَيْها عَظيمُ المُلْكِ في المُقَلِ |
| تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِسَاتُ بهَا | في مَشيِهَا فيَنَلنَ الحُسنَ بالحِيَلِ |
| قَدْ ذُقْتُ شِدّةَ أيّامي وَلَذّتَهَا | فَمَا حَصَلتُ على صابٍ وَلا عَسَلِ |
| وَقَد أراني الشبابُ الرّوحَ في بَدَني | وَقد أراني المَشيبُ الرّوحَ في بَدَلي |
| وَقَدْ طَرَقْتُ فَتَاةَ الحَيّ مُرْتَدِياً | بصاحِبٍ غَيرِ عِزْهاةٍ وَلا غَزِلِ |
| فَبَاتَ بَينَ تَراقِينَا نُدَفّعُهُ | ولَيسَ يَعلَمُ بالشّكوَى وَلا القُبَلِ |
| ثمّ اغْتَدَى وَبِهِ مِنْ دِرْعِهَا أثَرٌ | على ذُؤابَتِهِ وَالجَفْنِ وَالخِلَلِ |
| لا أكْسِبُ الذّكرَ إلاّ مِنْ مَضارِبه | أوْ مِنْ سِنانِ أصَمِّ الكَعْبِ مُعتَدِلِ |
| جادَ الأميرُ بهِ لي في مَوَاهِبِهِ | فَزانَهَا وَكَسَاني الدّرْعَ في الحُلَلِ |
| وَمِنْ عَليّ بنِ عَبْدِالله مَعْرِفَتي | بحَمْلِهِ، مَنْ كَعَبدِ الله أوْ كَعَلي |
| مُعطي الكواعبِ وَالجُرْدِ السّلاهبِ وَالـ | ـبيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذُّبُلِ |
| ضاقَ الزّمانُ وَوَجهُ الأرْض عن ملِكٍ | مِلءِ الزّمانِ ومِلءِ السّهْلِ وَالجبَلِ |
| فنَحنُ في جَذَلٍ والرّومُ في وَجَلٍ | وَالبَرّ في شُغُلٍ والبَحرُ في خَجَلِ |
| من تَغلِبَ الغالِبينَ النّاسَ مَنصِبُهُ | وَمِن عَديٍّ أعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ |
| وَالمَدْحُ لابنِ أبي الهَيْجاءِ تُنجِدُهُ | بالجاهِلِيّةِ عَينُ العِيّ وَالخَطَلِ |
| لَيْتَ المَدائحَ تَسْتَوْفي مَنَاقِبَهُ | فَما كُلَيْبٌ وَأهْلُ الأعصُرِ الأُوَلِ |
| خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ | في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ |
| وَقد وَجدتَ مكانَ القَوْلِ ذا سَعَةٍ | فإنْ وَجَدْتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ |
| إنّ الهُمَامَ الذي فَخْرُ الأنَامِ بِهِ | خيرُ السّيوفِ بكَفّيْ خيرَةِ الدّوَلِ |
| تُمسِي الأمانيُّ صَرْعَى دونَ مَبْلَغه | فَمَا يَقُولُ لشيءٍ لَيتَ ذلكَ لي |
| أُنْظُرْ إذا اجتَمَعَ السّيْفانِ في رَهَجٍ | إلى اختِلافِهِمَا في الخَلْقِ وَالعَمَلِ |
| هذا المُعَدُّ لرَيْبِ الدّهْرِ مُنْصَلِتاً | أعَدّ هذا لرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ |
| فالعُرْبُ منهُ معَ الكُدْرِيّ طائرَةٌ | وَالرّومُ طائِرَةٌ منهُ مَعَ الحَجَلِ |
| وَمَا الفِرارُ إلى الأجْبالِ مِنْ أسَدٍ | تَمشِي النّعَامُ به في معقِلِ الوَعِلِ |
| جازَ الدّروبَ إلى ما خَلْفَ خَرْشَنَةٍ | وَزَالَ عَنْها وذاكَ الرّوْعُ لم يَزُلِ |
| فكُلّما حَلَمَتْ عذراءُ عِندَهُمُ | فإنّمَا حَلَمَتْ بالسّبيِ وَالجَمَلِ |
| إن كنتَ تَرْضَى بأنْ يعطوا الجِزَى بذلوا | منها رِضاكَ وَمَنْ للعُورِ بالحَوَلِ |
| نادَيتُ مَجدَكَ في شعري وَقد صَدَرَا | يا غَيرَ مُنتَحَلٍ في غيرِ مُنتَحَلِ |
| بالشّرْقِ وَالغَرْبِ أقْوامٌ نُحِبّهُمُ | فَطالِعاهُمْ وَكُونَا أبْلَغَ الرّسُلِ |
| وَعَرّفَاهُمْ بأنّي في مَكارِمِهِ | أُقَلّبُ الطَّرْفَ بَينَ الخيلِ وَالخَوَلِ |
| يا أيّها المُحسِنُ المَشكورُ من جهتي | وَالشكرُ من قِبَلِ الإحسانِ لا قِبَلي |
| ما كانَ نَوْميَ إلاّ فَوْقَ مَعْرِفَتي | بأنّ رَأيَكَ لا يُؤتَى مِنَ الزَّلَلِ |
| أقِلْ أنِلْ أقْطِعِ احملْ علِّ سلِّ أعدْ | زِدْ هشِّ بشِّ تفضّلْ أدنِ سُرَّ صِلِ |
| لَعَلّ عَتْبَكَ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُهُ | فرُبّمَا صَحّتِ الأجْسامُ بالعِلَلِ |
| وَلاَ سَمِعْتُ وَلا غَيرِي بمُقْتَدِرٍ | أذَبَّ مِنكَ لزُورِ القَوْلِ عن رَجُلِ |
| لأنّ حِلْمَكَ حِلْمٌ لا تَكَلَّفُهُ | ليسَ التكحّلُ في العَينَينِ كالكَحَلِ |
| وَمَا ثَنَاكَ كَلامُ النّاسِ عَنْ كَرَمٍ | وَمَنْ يَسُدّ طَريقَ العارِضِ الهطِلِ |
| أنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ | وَلا مِطالٍ وَلا وَعْدٍ وَلا مَذَلِ |
| أنتَ الشّجاعُ إذا ما لم يَطأ فَرَسٌ | غَيرَ السَّنَوّرِ وَالأشلاءِ وَالقُلَلِ |
| وَرَدَّ بَعضُ القَنَا بَعضاً مُقارَعَةً | كأنّها مِنْ نُفُوسِ القَوْمِ في جَدَلِ |
| لا زِلْتَ تضرِبُ من عاداكَ عن عُرُضٍ | بعاجِلِ النّصرِ في مُستأخِرِ الأجَلِ |
شديد البعد من شرب الشمول
| شَديدُ البُعدِ من شرْبِ الشَّمولِ | تُرُنْجُ الهِنْدِ أوْ طَلْعُ النّخيلِ |
| وَلكِنْ كُلّ شيءٍ فيهِ طِيبٌ | لَدَيْكَ مِنَ الدّقيقِ إلى الجَليلِ |
| وَمَيْدانُ الفَصاحَةِ وَالقَوافي | وَمُمْتَحَنُ الفَوَارِسِ وَالخُيولِ |
| أتَيْتُ بمَنْطِقِ العَرَبِ الأصِيلِ | وَكانَ بقَدْرِ مَا عَايَنْتُ قِيلي |
| فَعَارَضَهُ كَلامٌ كانَ مِنْهُ | بمَنْزِلَةِ النّسَاءِ مِنَ البُعُولِ |
| وَهذا الدُّرُّ مَأمُونُ التّشَظّي | وَأنْتَ السّيْفُ مأمُونُ الفُلُولِ |
| وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ | إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ |