كم للملاءة من طيف يؤرقني

كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ طَيْفٍ يُؤرّقُني – وَقَد تجَرْثمَ هادي اللّيلِ وَاعتكَرَا
وَقَدْ أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ نَاجِيَةٍ – قَد غادَرَ النّصُّ في أبصَارِها سَدَرَا
كَأنّهَا بَعْدَمَا انْضَمّتْ ثَمائِلُها – برَأسِ بَيْنَةَ فَرْدٌ أخْطَأ البَقَرَا
حَتى تُنَاخَ إلى جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ – مَا زَالَ مِن رَاحَتَيهِ الخيرُ مُبتَدَرَا
قَرْم يُبَارى شَماطيطُ الرّيَاحِ بِهِ – حَتى تَقَطّعَ أنْفَاساً وَمَا فَتَرَا
وَمَا بجُودِ أبي الأشْبَالِ من شَبَهٍ – إلاّ السّحَابُ وَإلاّ البَحرُ إذ زَخَرَا
كِلْتا يَدَيْهِ يَمينٌ غَيرُ مُخْلِفَةٍ – تُزْجي المَنَايَا وَتَسقي المُجدبَ المطرَا
قصيدة الفرزدق

إني لأبغض سعدا أن أجاوره

إني لأُبْغض’ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ – ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ – وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ
ابيات شعر الفرزدق

شربت ونادمت الملوك فلم أجد

شرِبتُ وَنادَمتُ المُلُوكَ فَلَمْ أجِدْ – عَلى الكأسِ نَدْماناً لها مثلَ دَيْكَلِ
أقَلَّ مِكاساً في جَزْورٍ سَمِينَةٍ – وَأسْرَعَ إنْضاجاً وَإنْزَالَ مِرْجَلِ
فتى كرمٍ يهْتَزّ للمَجْدِ لا ترَى – ندامَاهُ إلاّ كُلَّ خَرْقٍ مُعَذَّلِ
عَشِيّةَ نَسّيْنَا قَبِيصَةَ نَعْلَهُ – فَبَاتَ الفتى القَيْسيُّ غَيرَ مُنَعَّل
قصيدة للفرزدق

عجبت لأقوام تميم أبوهم

عَجِبْتُ لأقْوَامٍ، تَمِيمٌ أبُوهُمُ – وَهُمْ في بني سَعدٍ عِرَاضُ المَبارِكِ
وَكَانُوا سَرَاةَ الحَيّ قَبْلَ مَسِيرِهم – معَ الأُسْدِ مُصْفَرّاً لحاها، وَمالِكِ
وَنَحْنُ نَفَيْنَا مَالِكاً عَنْ بِلادِنَا – وَنَحْنُ فَقَأنَا عَيْنَهُ بِالنّيازِكِ
فَما ظَنُّكُمْ بابنِ الحَوَارِيّ مُصْعَبٍ – إذا افْتَرّ عَنْ أنْيَابِهِ غَيْرَ ضاحِكِ
أبا حاضِرٍ إنْ يَحضُرِ البأسُ تَلقَني – على سَابحِ إبْزِيمُهُ بِالسّنابِكِ
أبيات شعر للفرزدق

ستبلغ مدحة غراء عني

سَتَبْلُغُ مِدْحَةٌ غَرّاءُ عَنّي – بَبطنِ العِرْضِ سُفيانَ بن عمرِو
كَرِيمَ هَوَازِنٍ وَأمِيرَ قَوْمي – وَسَبْقاً بالمَكارِم كُلَّ مُجْرِ
فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ قَوْماً إذا مَا – أجادُوا للوَفَاءِ كَأهْلِ حَجْرِ
هُمُ الأثْرَوْنَ وَالأعْلَوْنَ لَمّا – تَأمّرَتِ القَبَائِلُ كُلَّ أمْرِ
أبَوْا أنْ يَغْدِرُوا وَأبَى أبُوهُمْ – حَنِيفَةُ أنْ يُوَازَنَ يَوْمَ فَخْرِ
وَمَا تَدْعُو حَنِيفَةُ حِينَ تَلْقَى – إذا احْمَرّ الجِلادُ بِآلِ بَكْرِ
ولَكِنْ يَنْتَمُونَ إلى أبِيهِمْ – حَنِيفَةَ، يَوْمَ مَلْحَمَةٍ وَصَبرِ
وَلَوْ بِأُباضَ إذْ لاقَوْا جِلاداً – بأيْدي مِثْلِهِمْ وَسُيُوفُ كُفْرِ
لَذادُوا عَنْ حَرِيمِهِمِ بضَرْبٍ – كَأفْوَاهِ الأوَارِكِ، أيَّ هَبْرِ
ولَكِنْ جالَدُوا مَلَكاً كِرَاماً – هُمُ فَضّوا القَبَائِلَ يَوْمَ بَدْرِ
قصيدة للشاعر الفرزدق

حلفت برب مكة و المصلى

حَلَفْتُ بِرَبّ مَكّةَ وَالمُصَلّى – وَأعْنَاقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ
لَقَدْ قَلّدتُ جِلفَ بَني كُلَيْبٍ – قَلائِدَ في السّوَالِفِ بَاقِيَاتِ
قَلائِدَ لَيْسَ من ذَهَبٍ وَلكِن – مَوَاسِمَ مِنْ جَهَنّمَ مُنْضِجاتِ
فَكَيْفَ تَرَى عَطِيّةَ حينَ يَلقى – عِظاماً هامُهُنّ قُرَاسِيَاتِ
قُرُوماً مِنْ بَني سُفْيَانَ صِيداً – طُوَالاتِ الشّقاشِقِ مُصْعِبَاتِ
تَرَى أعناقَهُنّ، وَهُنّ صِيد – على أعْنَاقِ قَوْمِكَ سَامِيَاتِ
فَرُمْ بيَدَيْكَ هَلْ تَسطيعُ نَقْلاً – جِبالاً مِنْ تِهَامَةَ رَاسِيَاتِ
وَأبْصِرْ كَيْفَ تَنْبُو بِالأعَادي – مَناكِبُها إذا قُرِعَتْ صَفَاتي
وَإنّكَ وَاجِدٌ دُوني صَعُوداً – جَرَاثِيمَ الأقَارِعِ وَالحُتَاتِ
وَلَسْتَ بِنَائِلٍ بِبَني كُلَيْبٍ – أرُومَتَنَا إلى يَوْمِ المَمَاتِ
وَجَدْتُ لِدَارِمٍ قَوْمي بُيُوتاً – على بُنيَانِ قَوْمِكَ قَاهِرَاتِ
دُعِمْنَ بحاجِبٍ وَابْنَيْ عِقَالٍ – وَبِالقَعْقَاعِ تَيّارِ الفُراتِ
وَصَعْصَعةَ المُجِيرِ على المَنَايَا – بِذِمّتِهِ وَفَكّاكِ العُنَاةِ
وَصَاحِبِ صَوْأرٍ وَأبي شُرَيْحٍ – وَسَلْمَى مِنْ دَعائِمِ ثَابِتَاتِ
بَنَاهَا الأقْرَعُ البَاني المَعَالي – وَهَوْذَةُ في شَوَامِخَ باذِخَاتِ
لَقِيطٌ مِنْ دعَائِمِهَا، وَمِنْهُم – زُرَارَةُ ذُو النّدى والمَكْرُمَاتِ
وَبالعَمْرَيْنِ وَالضَّمْرَيْنِ نَبْني – دعائِمَ، مَجدَهُنّ مُشَيِّداتِ
دَعائِمُها أُولاك، وَهُمْ بَنَوْها – فَمَنْ مِثْلُ الدّعائِمِ وَالبُنَاةُ
أُولاكَ لِدارِمٍ وَبَنَاتِ عَوْفٍ – لِخَيْرَاتٍ وَأكْرَمِ أُمّهِاتِ
فَمَا لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيْبٍ – وَتَنْدُبُ غَيْرَهُمْ بِالمَأثُرَاتِ
وَفَخْرُكَ يا جَرِيرُ وَأنْتَ عَبْد – لِغَيرِ أبيكَ إحْدَى المُنْكَرَاتِ
تَعَنّى يا جَرِيرُ لِغَيرِ شَيْءٍ – وَقَدْ ذَهَبَ القَصَائِدُ للرّوَاةِ
فَكَيْفَ تَرُدّ ما بِعُمانَ مِنْها – وَمَا بجِبَالِ مِصْرَ مُشَهَّرَاتِ
غَلَبْتُكَ بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي – وَبَيْتِ المُحْتَبي وَالخَافِقَاتِ
قصيدة للشاعر الفرزدق