قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ | فذَادَنا عنه حُرّاسٌ وحُجّابُ |
قَدْ كان بَابُكَ مَفْتُوحاً لقاصِدِه | واليومَ أُوصدَ دُونَ القاصِدِ البابُ |
هلاّ ذَكَرتَ بدارِ الكُتبِ صُحبَتَنا | إذْ نَحنُ رغمَ صُرُوف الدَّهرِ أحبابُ |
لو أنّني جِئتُ للبابا لأكرَمَني | وكان يُكرِمُني لو جِئتْهُ الباب |
لا تَخشَ جائِزَة ً قد جِئتُ أطلُبُها | إنِّي شَريفٌ وللأشرافِ أحسابُ |
فاهْنَأ بما نِلْتَ مِنْ فَضْلٍ وإِنْ قُطِعَتْ | بَيْني وبَيْنَكَ بَعْدَ اليَومِ أسْبابُ |
شاعر النيل
شاعر النيل هو الشاعر الكبير حافظ ابراهيم هنا مجموعة مميزة من قصائد شاعر النيل حافظ إبراهيم.
قل للرئيس أدام الله دولته
قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ | بأنّ شاعِرَه بالبابِ مُنتَظِرُ |
إنْ شاءَ حَدَّثَهُ أو شاءَ أطرَبَهُ | بكلِّ نادِرَة ٍ تُجْلَى بها الفِكرُ |
يرغي ويزبد بالقافات تحسبها
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها | قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ |
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها | من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ |
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها | واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ |
يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه | حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ |
لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه | مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ |
بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ | إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ |
ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ | لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ |
يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً | تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ |
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه | يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ |
وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ | حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ |
يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه | وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ |
مرت كعمر الورد بينا أجتلي
مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي | إصباحَها إِذْ آذَنَتْ برَواحِ |
لم أقضِ من حَقِّ المُدامِ ولم أقُمْ | في الشّارِبِين بواجِبِ الأقداحِ |
والزَّهْرُ يَحْتَـثُّ الكُئُوسَ بلَحْظِه | ويَشُوبُها بأريجِه الفَيَّاحِ |
أخشى عَواقِبَها وأغبِطُ شَربَها | وأُجيدُ مِدحَتَها مع المُدَّاحِ |
وأَمِيلُ مِنْ طَرَبٍ اذا ماَلتْ بهِمْ | فاعَجبْ لنَشْوَانِ الجَوانِحِ صاحِي |
أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ فإنّني | أَفْسَدْتُ في ذاكَ النَّهارِ صَلاحِي |
خمرة في بابل قد صهرجت
خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ | هكذا أَخْبَرَ حاخَامُ اليَهُودْ |
أوْدَعُوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ | ولَدَيْه بَشًّرُوها بالخُلُودْ |
سألوا الكُهّانَ عن شارِبِها | وعَنِ السَّاقي وفي أيِّ العُهُودْ |
فأجابُوهُم: فَتى ً ذو مِرَّة ٍ | من نَبي مِصرٍ له فَضلٌ وجُودْ |
مُغْرَمٌ بالعُودِ والنايِ مَعاً | مُولَعٌ بالشُّربِ والناسُ هُجُودْ |
هَمُّه فَصدُ دِنانٍ ونَدى ً | وأبوهُ هَمُّه جَمْعُ النُّقُودْ |
أخشى مربيتي إذا
أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا | طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ |
وأظلُ بين صواحبِي | لعِقابِها أَتَوَقَّعُ |
لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا | طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ |
وأَخافُ والِدَتي إذا | جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ |
وأبيتُ أرتقِبُ الجزَا | ءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ |
ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـ | تمعُ الكَلامَ وأخضعُ |
ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـ | وابِي فلاَ تتقطَّعُ |
وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـ | فَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ |
فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْ | رَعُ في الهناءِ وأرتعُ |