لَيسَ في الغاباتِ مَوتٌ | لا وَلا فيها القُبور |
فَإِذا نيسانُ وَلّى | لَم يمُت مَعهُ السُّرور |
إِنّ هَولَ المَوتِ وَهمٌ | يَنثَني طَيَّ الصُّدور |
فَالَّذي عاشَ رَبيعاً | كَالَّذي عاشَ الدُّهور |
أَعطِني النّايَ وَغَنِّ | فَالغِنا سِرُّ الخُلود |
وَأَنِينُ النّايِ يَبقى | بَعدَ أَن يَفنى الوُجُود |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
سكوتي إنشاد وجوعي تخمة
سُكُوتِيَ إِنشادٌ وَجُوعِيَ تخمَةٌ | وَفي عَطَشي ماء وَفي صَحوَتي سكرُ |
وَفي لَوعَتي عُرسٌ وَفي غُربَتي لقاً | وَفي باطِني كَشفٌ وَفي مَظهَري سترُ |
وَكَم أَشتَكي هَمّاً وَقَلبي مُفاخرٌ | بِهَمّي وَكَم أَبكي وَثَغريَ يَفترُ |
وَكَم أَرتَجي خِلاً وَخِلّي بِجانِبي | وَكَم أَبتَغي أَمراً وَفي حَوزَتي الأَمرُ |
وَقَد يَنثُرُ اللَّيلُ البَهيمُ منازِعي | عَلى بسطِ أَحلامي فَيَجمَعُها الفَجرُ |
نَظَرتُ إِلى جِسمي بِمِرآةِ خاطِري | فَأَلفَيتُهُ روحاً يُقَلِّصُهُ الفِكرُ |
فَبِي من بَراني وَالَّذي مَدَّ فسحَتي | وَبِي المَوتُ وَالمَثوى وَبِي البَعثُ وَالنَشرُ |
فَلو لَم أَكُن حَيّاً لَما كُنتُ مائِتاً | وَلَولا مُرامُ النَّفسِ ما رامَني القَبرُ |
وَلما سَأَلتُ النَّفسَ ما الدَّهرُ فاعِلٌ | بِحَشدِ أَمانينا أَجابَت أَنا الدَّهرُ |
أيها الشحرور غرد
أَيّها الشَّحرُورُ غَرّد | فَالغِنا سرُّ الوُجود |
لَيتَني مِثلكَ حرٌ | مِن سُجونٍ وَقُيود |
لَيَتني مِثلكُ رُوحاً | في فَضا الوَادي أَطير |
أَشرَبُ النُّورَ مُداماً | في كُؤوس مِن أَثِير |
لَيتَني مِثلك طهراً | وَاِقتِناعاً وَرضى |
مُعرِضاً عَمّا سَيَأتي | غافِلاً عَمّا مَضى |
لَيتَني مِثلُكَ ظرفاً | وَجَمالاً وَبَها |
تبسطُ الرّيح جَناحي | كَي يُوشِّيهِ النَّدى |
لَيتَني مِثلُكَ فِكراً | سابِحاً فَوقَ الهِضاب |
أسكبُ الأَنغام عَفواً | بَينَ غابٍ وَسَحاب |
أَيُّها الشّحرورُ غَنِّ | وَاِصرف الأَشجان عَني |
إِنَّ في صَوتِكَ صَوتاً | نافِخاً في أُذن أُذني |
وما الحياة سوى نوم تراوده
وَما الحَياة سِوى نَومٍ تُراوِدُهُ | أَحلامُ مَن بِمرادِ النَّفسِ يَأتَمرُ |
وَالسرّ في النَّفس حزن النَّفس يَسترُهُ | فَإِن تَوَلّى فَبِالأَفراحِ يَستَترُ |
وَالسرّ في العَيش رَغدُ العَيشِ يَحجبُه | فَإِن أُزيلَ تَوَلّى حَجبَهُ الكَدَرُ |
فَإِن تَرَفّعتَ عَن رَغدٍ وَعَن كَدَرٍ | جاوَرتَ ظلَّ الَّذي حارَت بِهِ الفِكَرُ |
والحب في الناس أشكال وأكثرها
وَالحُبُّ في الناسِ أَشكالٌ وَأَكثَرُها | كَالعُشبِ في الحَقلِ لا زَهرٌ وَلا ثَمَرُ |
وَأَكثَرُ الحُبّ مِثلُ الراحِ أَيسَرُهُ | يُرضي وَأَكثَرُهُ لِلمُدمن الخَطِرُ |
وَالحُبُّ إِن قادَتِ الأَجسامُ مَوكِبَهُ | إِلى فِراش مِنَ الأَغراضِ يَنتَحِرُ |
كَأَنّهُ ملكٌ في الأَسرِ مُعتَقَلٌ | يَأبى الحَياةَ وَأَعوانٌ لَهُ غَدَروا |
سكن الليل وفي ثوب السكون
سَكنَ اللَّيل وَفي ثَوب السُّكون | تَختَبي الأَحلام |
وَسَعى البَدرُ وَلِلبَدرِ عُيُون | تَرصُدُ الأَيّام |
عَلّنا نطفي بِذيّاك العَصِير | حرقَةَ الأَشواق |
فَتَعالي يا اِبنَة الحَقل نَزُور | كرمة العُشّاق |
اِسمَعي البُلبُل ما بَينَ الحُقُول | يَسكُبُ الأَلحان |
في فَضاء نَفَخَت فيهِ التّلول | نَسمَة الرّيحان |
لا تَخافي يا فَتاتي فَالنُّجوم | تَكتُمُ الأَخبار |
وَضَبابُ اللَّيل في تِلكَ الكُرُوم | يَحجُبُ الأَسرار |
لا تَخافي فَعَروسُ الجنّ في | كَهفِها المَسحور |
هَجَعَت سكرى وَكادَت تَختَفي | عَن عُيون الحُور |
وَمَليكُ الجنِّ إِن مَرَّ يَرُوح | وَالهَوى يَثنيه |
فَهوَ مِثلي عاشِقٌ كَيفَ يَبوح | بِالَّذي يضنيه |