| يا مُنْتَهى نَفْسي أطلتَ لها الوَنى | إنَّ البلاءَ معَ الحياةِ تَقَدَّرَ |
| يا ويحَ قَلبِي هلْ يُطِيق مَعَرَّة | و أنا طَريدٌ في ديارِ الشَّنْفَرى |
| كنتُ الّذي يَرْعَى النُّجومَ و مُكْثَها | و الآن أسترضي الحَمَائِم بالقِرَى |
| حتى إذا طِرْنَ الصًّباحَ تَعَلًّقَت | روحي بِهُنًّ عَسَاهُا ترجِعُ للذُّرى |
| فأَهِيمُ دونَهُا أبتغي ما يُرتَجى | و تعودُ لي عِندَ المساءِ لأُقْهَرَ |
| و تنوحُ قُربي في المَغِيبِ حمامةٌ | تغوي السُّهادَ إلى عيوني إنْ طَرا |
| شاميَّةَ العينينِ دمعُكِ مِنْ دَمِي | هلْ عاد زاجلُ مِنْ دِمَشْقَ مُبَشِّرا |
| غنِّي و قولي ما شَجاكِ فإنَّني | قدْ خِلتُ بوحَكِ للشَّآمِ تَحَبَّرَ |
| الزَّاجلُ الحيرانُ تاهَ بلا هُدىً | و أعادَ روحي باختلاجٍِ مُجبِرا |
| فسألتُهُ أنْسَتْكَ مهدَكَ غُربةٌ؟ | دونَ الحمامِ و كنتَ أرشَدَ مَنْ دَرى |
| آهٍ أمَيَّةُ قدْ قُتِلتَ مُجَدَّدا | إنَّ الحمامَ ينوحُ إنْ هَدَلَ افتَرى |
| فَرمى إليَّ رسالةً مِنْ عابرٍ | أنَّ الدِّيارَ بأهلها فَدَعِ القُرى |
| صُنْ غايةً يُرضيكَ أنَّكَ رُمْتَها | لا ضَيْرَ إِنْ عَاقَرْتها حتى ترى |
| هيَ غَمْرةٌ حانتْ و شًيَّعَها الجَوى | فانهضْ لها مِن كَيدِ حٌبٍ للكَرى |
| و اتركْ كلامَ الغابرينَ لقَرنِهِم | الخوف ما أغواهُمُ و بِهِم عَرى |
| أقْبِلْ هُديتَ إلى المَكارمِ قابضا | ظَهرَ الرِّياحِ و خُضْ بها حلمَ الوَرى |
| و دعِ السُّؤالَ عنِ المواجعِ خَلِّها | كُرْمَى لعينكَ جَمْرةً تحتَ الثَّرى |
| أقبِلْ و ذَرْنِي أقتفي ما قد مضى | وهْناً و خوفاً كالدَّريرِ إذا سَرى |
أحمد محي الدين عرندس
قصائد الشاعر العربي أحمد محي الدين عرندس في مكتبة قصائد العرب.
في رحاب البردة
| يَا دَوحَةَ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَسْقِي الظَّمَى | مِنْ بَعدِ مَنْ أَربَوا رَأَيتُ ظِلالِيْ |
| فَسُعَادُ مَا بَانَتْ عَلَيَّ وَ ما أَرَى | رِيْماً عَلَى قاعٍ وَ ما أَوْمَى لِيْ |
| ذَهَبَ الَّذِي جِبْرِيلُ أَيَّدَ قَوْلَهُ | وَ بَقِيتُ أَرثِي بِالحُرُوفِ مَقَالِيْ |
| وَ أَهِيمُ فِي حَيٍّ رَجَوتُ جِوَارَهُ | عَلِّيْ بِذِيْ سَلَمٍ أُصِيبُ سُؤَالِيْ |
| ٱهٍ رَسُولَ اللهِ هَلَّا جُدْتَ لِيْ | قَلبِيْ يَئِنُّ عَلَيكَ لَا أَقْوَالِيْ |
| مَا لِلفَضَائِل دُونَ نَفْسِيَ قَدْ عَلَتْ | إِلَّا بِحُبِّكَ تَرْتَقِي لِمَعَالِ |
| يا سيِّدي أنتَ المُرادُ و هَدْيُكم | دِينِي و عِزِّي مَا خَلاكَ زَوَالي |
| أرجو لِقاءَكَ و الشَّفاعةُ غايتي | و الوَجْدُ فيكَ لِقَدْرِكَ المُتَعالي |
| رُؤياكَ حَقٌّ كَمْ أريدُ بُلوغَها | و يَصُدُّنِي عنها قليلُ فِعَالِي |
| أَتُراكَ تَعذُرُ مَنْ بِبَابِكَ قَدْ بَكَى | بُعْدَ المَرَام و قِلَّةَ الأعْمَالِ |
| أَتُراكَ تَرضَى عنْ فُؤاديَ بُرْدَةً | و السَّتْرُ مِنْكَ فحالهُ مِنْ حالِي |
| يَا رَبِّ أَصْلِحنِيْ لَعَلَّكَ تَرْتَضِيْ | وَ ارفَعْ أَذَىً جَافَاهُ أَيُّ زَوَالِ |
| يا ربِّ هَبْ ليٰ مِنْ لَدُنكَ بصيرةً | وَ مَحَبَّةً فالوَجْدُ مِنٰ آمَالِيْ |
| سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ إنَّكَ خَالِقِي | و مُعَذِّبِيْ أو مُكْرِمِي بِمٱلي |
| مَا كُنْتُ إلَّا مِنْ عبِيدِكَ ظَالِما | وَ دُعاءُ يُونُسَ جُنَّتِيْ وَ حِبَالِي |
| وَ مِنَ الصَّلاةِ على الحَبٍيبِ سَكِينَتِي | وَ بَراءَتِيْ مِنْ جَفْوَتِيْ وَ خَيَالِي |
| أَكْرِم ْ بِمَنْ أَوفَى وَ صَانَ رِسَالةً | بِالحَقِّ و التَّوحِيدِ وَ الإِجلالِ |
بين النفس و الروح
| رِدِي يا نَفسُ وَجْدِيَ قَبْل رَمْسِي | فَدِرسُكِ لنْ يَدُومَ عَلَيهِ وُرْسِي |
| دَعِي مَا كانَ مِنْ أَيَّامِ زَهْوٍ | فَزَهوُ الوَردِ يَترُكُهُ وَ يُمْسِي |
| وَ خَلِّي لِي بَقَايَا مِنْ صَنِيعٍ | سَلاكِ فِيهِ فِي سَعيٍ وَ مِرْسِ |
| وَ كُنْتِ فِي الرَّغائِبِ ذاتَ رأيٍ | فإنْ خِفتِ الهزيمةَ عُدْتِ يَأسِي |
| و لكنِّي هَزَمتُ اليأسَ دوما ً | بِوِردٍ لا يُحِيلُ القلبَ مَنْسِي |
| و شِعرٍ فيهِ مِنْ ذِكْرٍ و رأيٍ | يُغَذِّي الرُّوح إيماناً كَغَرْسِ |
| فَرُحتُ الوَجدَ أطلبُهُ دواءً | ليُصلِحَ خَافِقِي وَ يُعِيدَ دَرْسِي |
| فلي فِي العِشْقِ رُومِيٌّ إِمَامٌ | وَ فِي الأشعارِ آوي لابنِ عَبْسِ |
| فَمَا رُومِيَّةُ العِشْقِ سَلَتنِي | وَ لا ذِكرُ المَشَاهِدِ كانَ تُرسِي |
| و لكنِّي على عِشقِي مُغِيرٌ | وَ عِشقِي للإغارةِ صَانَ نَفْسِي |
| لِيومٍ عاثَتِ الحُدثَاءُ فيهِ | فَطَوَّفتُ المَدَائِنَ مِثْلَ عُنْسِ |
| فَلا أَمسَيتُ فِي شِعري مُغِيرٌ | وَ لا عِشْقِي تَجَلَّى مِثْلَ أمْسِي |