أمام قصرها

متي تجيئين ؟ قولي
لموعدٍ مستحيل
الوقوع .. فوق الحصول
وأنت . لا شيء إلا
وأنت خيط سرابٍ
يموت قبل الوصول
في جبهة الإزميل ..
***
انزياح سترٍ صقيل
يلهو الشتاء بشعري
أشقى .. وأنت استليني
طيفٌ تثلج خلف
الزجاج .. هيا افتحي لي ..
من أنت ؟ وارتاع نهدٌ
طفلٌ .. كثير الفضول
تفتا القميص الكسول
أوجعت أكداس لوزٍ
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
كصفحة الإنجيل
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
أهواك مذ كنت صغرى
كصفحة الإنجيل
ومن زمانٍ .. زمانٍ
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شعرك المجدول
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
***
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول

ألا تجلسين قليلا

ألا تجلسين قليلاً
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
وما كان بيني وبينك..
لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ
نريد اغتيال السماء؟..
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟
ففي القلب شيءٌ كثير..
وحزنٌ كثيرٌ..
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات..
فإن تراثاً من الحب.. والشعر.. والحزن..
والخبز.. والملح.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين
فإن القضية..
أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيه..
وأن الحمامة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك..
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله..
أنا لا أحاول تغيير رأيك..
إن القرار قرارك طبعاً..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب،
ذات الشمال ، وذات اليمين..
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر،
والصيف، والياسمين..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطاً غزلناه في عشرات السنين..
– سأسكب كأساً لنفسي..
– وأنت؟
تذكرت أنك لا تشربين..
أنا لست ضد رحيلك.. لكن..
أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين؟
لحين انقطاع المطر..
وما يضيرك؟
لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك..
أنت بكيت كثيراً..
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر..
أنا لست ضد رحيلك..
لكن..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر.
عل قليلاً من الشعر يكسر هذا الضجر..
… تقولين إنك لا تعجبين بشعري!!
سأقبل هذا التحدي الجديد..
بكل برودٍ.. وكل صفاء
وأذكر..
كم كنت تحتفلين بشعري..
وتحتضنين حروفي صباح مساء..
وأضحك..
من نزوات النساء..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني..
كما تعلمين..
أما زلت غضبى؟
إذن سامحيني..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال..
سأفرضً أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه..
وبعض الغرور..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟
وإحراق كل الشجر..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر..
ولكنني أشعر الآن..
أن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ..
وإعدام حبك صعبٌ..
وعشقك صعبٌ
وكرهك صعبٌ..
وقتلك حلمٌ بعيد المنال..
فلا تعلني الحرب..
إن الجميلات لا تحترفن القتال..
ولا تطلقي النار ذات اليمين،
وذات الشمال..
ففي آخر الأمر..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..

أنا قطار الحزن

 أركب آلاف القطارات
.. وأمتطي فجيعتي
وأمتطي غيم سجاراتي
حقيبة واحدة .. أحملها
.. فيها عناوين حبيباتي
.. من كن ، بالأمس ، حبيباتي
يمضي قطاري مسرعا.. مسرعا
.. يمضغ في طريقه لحم المسافات
يفترس الحقول في طريقه
يلتهم الأشجار في طريقه
.. يلحس أقدام البحيرات
يسألني مفتش القطار عن تذكرتي
.. وموقفي آلاتي
.. وهل هناك موقف آتي ؟
فنادق العالم لا تعرفني
.. ولا عناوين حبيباتي
.. لا رصيف لي
أقصده .. في كل رحلاتي
أرصفتي جميعها .. هاربة
.. هاربة .. مني محطاتي
.. هاربة .. مني محطاتي

أنامل

لمحتها .. إذ نسلت
قفازها المعطرا
وقالت : هل ترى ؟
أرشق من أصابعي
أنظر يدي .. وانفلت
الحرير فوقي أنهرا
معي يدٌ جميلةٌ
تغزل شمعاً أصفرا
من النجوم قطرا
ترشق دربي جوهرا
أناملٌ .. كأضلع البيان
مرصوفةٌ ، ترجو بنان
عازفٍ لتجهرا
في النور خاتم الهوى
غفا شراعاً أشقرا
مغنياً مستبشرا
أرجوك .. ردي مخلباً
أخاف إن جن الهوى
أن تشهريه خنجرا
***
في النور خاتم الهوى
غفا شراعاً أشقرا
حط على إصبعها
مغنياً مستبشرا
أرجوك .. ردي مخلباً
عني ، غميساً أحمرا ..
أخاف إن جن الهوى
أن تشهريه خنجرا

أنت لي

يروون في ضيعتنا .. أنت التي أرجح
شائعةٌ أنا لها مصفقٌ . مسبح
وأدعيها بفمٍ مزقه التبجح
يا سعدها روايةً ألهو بها وأمرح
يحكونها .. فللسفوح السكر والترنح
لو صدقت قولتهم .. فلي النجوم مسرح
أو كذبت .. ففي ظنوني عبقٌ لا يمسح
لو أنت لي .. أروقة الفجر مداي الأفسح
لي أنت .. مهما صنف الواشون ، مهما جرحوا
وحدي .. أجل وحدي .. ولن يرقى إليك مطمح
***
لي ميسة الزنار .. والخاصرة الموشح
وكل ما فتح في الصدر .. وما يفتح
لي ميسة الزنار .. والخاصرة الموشح
والخال لي .. والشال لي .. والأسود المسرح
وكل ما فتح في الصدر .. وما يفتح
أنت .. ويكفيني أنا الغرور والتبجح

أنا والنساء

1
أريد الذهاب ..
إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
فلا فيه ألمح وجه امرأه..
ولا فيه أسمع صوت امرأه..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأه…
2
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة نهدٍ..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة،
تحت الشفاه الغليظة،
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
أريد الخروج من الثقب
كي أتنفس بعض الهواء..
3
أريد الخروج من القن..
حيث يفرقن بين الصباح وبين المساء
أريد الخروج من القن..
إن الدجاجات مزقن ثوبي..
وحللن لحمي..
وسمينني شاعر الشعراء….
4
كرهت الإقامة في جوف هذي الزجاجه..
كرهت الإقامه..
أيمكن أن أتولى
حراسة نهدين..
حتى تقوم القيامه؟؟
أيمكن أن يصبح الجنس سجناً
أعيش به ألف عامٍ وعام
أريد الذهاب..
إلى حيث يمكنني أن أنام…
فإني مللت النبيذ القديم..
الفراش القديم..
البيانو القديم..
الحوار القديم..
وأشعار رامبو..
ولوحات دالي..
وأعين (إلزا)
وعقدة كافكا..
وما قال مجنون ليلى
لشرح الغرام…
متى كان هذا المخبل مجنون ليلى..
خبيراً بفن الغرام؟
أريد الذهاب إلى زمن البحر..
كي أتخلص من كل هذي الكوابيس،
من كل هذا الفصام
فهل ممكنٌ؟
– بعد خمسين عاماً من الحب-
أن أستعيد السلام؟؟
5
أريد الذهاب.. لما قبل عصر الضفائر
وما قبل عصر عيون المها..
وما قبل عصر رنين الأساور
وما قبل هندٍ..
ودعدٍ..
ولبنى..
وما قبل هز القدود،
وشد النهود..
وربط الزنانير حول الخواصر..
أريد الرحيل بأي قطارٍ مسافر
فإن حروب النساء
بدائيةٌ كحروب العشائر
فقبل المعارك بالسيف،
كانت هناك الأظافر!!.
*
6
كرهت كتابة شعري على جسد الغانيات
كرهت التسلق كل صباحٍ، وكل مساءٍ
إلى قمة الحلمات..
أريد انتشال القصيدة من تحت أحذية العابرات
أريد الدخول إلى لغةٍ لا تجيد اللغات
أريد عناقاً بلا مفردات
وجنساً بلا مفردات
وموتاً بلا مفردات
أريد استعادة وجهي البريء كوجه الصلاة
أريد الرجوع إلى صدر أمي
أريد الحياة…