النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا - ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ
إِن النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها - على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ
أبو سعيد الأصمعي هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي, أحد شعراء العصر العباسي, ولد و توفي في البصرة.
النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا - ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ
إِن النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها - على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ
| صوت صفير البلبلِ ~ هيج قلبي الثملِ | 
| الماء والزهر معاً ~ مع زهرِ لحظِ المٌقَلِ | 
| وأنت يا سيد لي ~ وسيدي ومولى لي | 
| فكم فكم تيمني ~ غُزَيلٌ عُقيقلي | 
| قطَّفتَه من وجنةٍ ~ من لثم ورد الخجلِ | 
| فقال لا لا لا لا لا ~ وقد غدا مهرولِ | 
| والخود مالت طرباً ~ من فعل هذا الرجلِ | 
| فولولت وولولت ~ ولي ولي يا ويل لي | 
| فقلت لا تولولي ~ وبيني اللؤلؤ لي | 
| قالت له حين كذا ~ انهض وجد بالنقلِ | 
| وفتية سقونني ~ قهوة كالعسل لي | 
| شممتها بأنفيَ ~ أزكى من القرنفلِ | 
| في وسط بستان حلي ~ بالزهر والسرور لي | 
| والعود دندن دنا لي ~ والطبل طبطب طب لي | 
| طب طبطب طب طبطب ~ طب طبطب طبطب لي | 
| والسقف سق سق سق لي ~ والرقص قد طاب إلي | 
| شوى شوى وشاهش ~ على ورق سفرجلِ | 
| وغرد القمري يصيح ~ ملل في مللِ | 
| ولو تراني راكباً ~ على حمار أهزلِ | 
| يمشي على ثلاثة ~ كمشية العرنجلِ | 
| والناس ترجم جملي ~ في السوق بالقلقللِ | 
| والكل كعكع كعِكَع ~ خلفي ومن حويللي | 
| لكن مشيت هارباً ~ من خشية العقنقلِ | 
| إلى لقاء ملكٍ ~ معظمٍ مبجلِ | 
| يأمر لي بخلعةٍ ~ حمراء كالدم دملي | 
| أجر فيها ماشياً ~ مبغدداً للذيلِ | 
| أنا الأديب الألمعي ~ من حي أرض الموصلِ | 
| نظمت قطعاً زخرفت ~ يعجز عنها الأدبُ لي | 
| أقول في مطلعها ~ صوت صفير البلبلِ | 
| يقول الأصمعي: بينما كنت اسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت: | 
| أيا معشر العشاق بالله خبروا ~ إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع | 
| فكتبت تحته البيت التالي: يداري هواه ثم يكتم سره ~ ويخشع في كل الامور ويخضع | 
| يقول ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت: | 
| وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ~ وفي كل يوم قلبه يتقطع | 
| فكتبت تحته البيت التالي: | 
| إذا لم يجد صبرا لكتمان سره ~ فليس له شيء سوى الموت ينفع | 
| يقول الاصمعي فعدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت الحجر ميتا ومكتوب تحته هذان البيتان: | 
| سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا ~ سلامي إلى من كان بالوصل يمنع | 
| هنيئا لارباب النعيم نعيمهم ~ وللعاشق المسكين ما يتجرع |