أما من الموت لحي نجا |
كل إمرئ آت عليه الفناء |
تبارك الله وسبحانه |
لكل شيئ مدة و إنقضاء |
يقدر الإنسان في نفسه |
أمرا ويأباه عليه القضاء |
يرزق الانسان من حبل |
لا يرجو وأحيانا يضل الرجاء |
اليأس يحطم لنا السبيل |
الكذب الطمع داء الفناء |
ما أرين الحلم لأربابه |
وعناية الحلم تمام التقى |
والحمد لمن أربح وأكسب |
والشكر للمعروف نعم الجزاء |
يا آمن البيت على أهله |
لكل عيش مادة وانتهاء |
لا يفخر الناس بأصولهم |
فإننا بشر من تراب بماء |
إيقاع الحساب في متاهات الزمن
كيف بالعباد من لا يبالي |
إن كان لكل عمل حسابا |
كل في الأرض ما ملك |
وكل مملك ملكت يداه ترابا |
كأن محاسن الحياة ومساوئها |
ما هي إلا يد تنازلت سرابا |
عبد رجا الله فما خاب |
أليس الله في الكل قريبا |
كرب ومصائب جلت |
خفت إذا رجوت لها ثوابا |
أجبنا بالسؤال كلاما وكم |
رأيت الموقد يحرق صوابا |
عجبت لأمر العباد أمرا |
وكيف ولكل أجل كتابا |
أرقام في عتمة الزمن
بين يدي الدهر حقبا طوالا |
بين صفحات التاريخ انقبالا |
هيمن الفساد وأمسى دالا |
فطغى ولقب الحرام حلالا |
أمست سطور الباطل نظام |
بالجهل انفجر الفكر مقالا |
أمسى الرصاص به نتواصل |
ستشفى الجروح تسكن الآلام |
ديار بنيت سلاما فلم تسع |
لجثث تتبع ركام الأورام |
نقول أقوالا فاقت مقالا |
فلا فعلا فوق القول وشالا |
سواد الذل
شاع فتعالی بهِ الدنيئُ والحقِرُ | وساد فالعرش والتيجان تأتمِرُ |
واغشی الدجی النير بظلمتهِ | فجال في الأعراب ينتصِرُ |
صنعت سيوف اليوم تحرسهُ | منها من أجل الذُل يعتمِرُ |
كأنهُ للمآذن فحوی رسالتها | و للوجود يستعبد و يحتقِرُ |
جل الهموم والأوهام تحسِبهُ | و بفكرها المُخزي فيه تنغمِرُ |
باتت علی التيجان تسكُنهُ | تحناناً تقول الحُسن ننتظِرُ |
أساری العقول والحق لهُ | يسلبهم النفعَ ويجلب الضرِرُ |
ساد بحكمةٍ و للغباء يستبلُ | لسُلالةٍ من الذكاء تنحدِرُ |
وما حاز الامجاد بصنع يده | إنما خارت نفوس العز تقتبِرُ |
كل كذبهٍ يرهب الناس بها | يشنها الإعلام زيفاً فيزدهِرُ |
هنا
هنا بوح الكلمات المنشنقة |
هنا أوراق ذكريات ممزقة |
هنا لقاءٌ يتيم ومحطة تفرقة |
هنا فقد وأحزان منمقة |
هنا وطن ينزف |
وجرح ما أعمقه |
هنا رحيل وأحلام منسرقة |
هنا قلب في بحر الأحزان أُغرقَ |
هنا بقايا نبض |
في عمق المحرقة |
هنا أوجاعُ معتقة |
هنا أنطفاء |
هنا سكون المقابر |
هنا مصائب متدفقة |
أنا النيل
أنا النيل وليس لي بديلا |
ضربتُ النارَ |
بكفِ ماءٍ |
لتبتعد الحروب ولو قليلا |
شربت من الساعةِ |
سم عقرب |
توفي وقتها عقرب دليلا |
رأيت عيوني |
في عيونِ غيري |
فقلت أنا البديل ابن البديلا |
رأيت منكسرًا |
يمشي سليمًا |
وظهره فوق ساعده ذليلا |
أتيت بيوتكم لأقول نحنُ |
نداوي الجرح بدماء العويلا |
سنعرف يومًا ما استطعنا |
وكيف قتلنا بهذا القيلُ قيلا |
رفعتُ الباب أنا شمس الزناتي |
أقول لنار الشمس أنا القتيلا |
سأعبر للشوارع والحواري |
أضمد إخوتي بطرف الفتيلة |
تفرع في صحارٍ ثم قال |
أنا النيل وليس لي بديلا |